banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) ـ الجزء الثاني

الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) ـ الجزء الثاني

والجدير بالذكر إن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)  قال: (لعن الله من قطع شجرة السدر، وكررها ثلاث مرّات) ( الآمالي للشيخ الطوسي، ص206).
لاشكّ أنّ الإمام موسى الكاظم ـ سلام الله وصلواته عليه دائماً ـ لا يمكنه أن يتفق مع سلطة مثل هذا الشخص الظالم وآبائه، ومن هنا كان يبارك نهضة الفخ، وذلك أيضاً هو السبب في انه كان يتصل بشيعته بصورة خفيّة ويعيّن لكلّ فرد منهم ما يجب عليه القيام به ضد السلطة الجائرة في ذلك العصر.
وقد أُثر عنه (عليه السلام) قوله لصفوان بن مهران وهو من أصحابه والمقربين إليه:
(انّك جيّد من جميع الجهات، سوى انّك تؤجر جمالك لهارون) ، فقال صفوان: إنني أؤجرها له للسفر إلى الحج، وأنا أيضاً لا أرافق تلك الجمال.
فقال الإمام: (إلا تحبّ أن يبقى هارون على قيد الحياة حتى العودة من مكة على أقلّ تقدير، لكيلا تخسر الجمال ولكي يعطيك الأجرة؟).
أجاب: نعم.
قال الإمام : (كل من يحبّ بقاء الظالمين فهو يعدّ منهم) ( رجال الكشي ، ص 440 ـ441. ويقول الإمام الصادق ليونس بن يعقوب : (لا تعنهم حتى في بناء المسجد أيضاً) الوسائل ج12، ص 120 ـ 130).
وإذا لاحظنا الإمام يجيز للبعض أن يتولى بعض المهام في جهاز سلطة هارون، فقد كان يرى في ذلك مصلحة من الناحية السياسية، فينتدب أشخاصاً ليحتلوا بعض المناصب في حكومة الإرهاب والرعب والقتل والظلم لينفعوا الشيعة من ناحية، وليتعرف عن طريقهم على بعض المكائد التي تحوكها الحكومة الجائرة ضدّ العلويين. ومثال ذلك قصّة علي بن يقطين فعندما أراد الاستقالة من منصبه في بلاط هارون فانّ الإمام الكاظم (عليه السلام) لم يسمح له بذلك ، فإنّ الإمام لم يتعاون مع الظالمين لحظة واحدة، وحتى عندما كان واقعاً في قبضتهم:
ففي يوم من أيام سجن الإمام، أرسل هارون يحيى بن خالد إلى السجن ليقول للإمام موسى بن جعفر انه إذا طلب منه العفو فسوف يطلق سراحه، لكن الإمام (عليه السلام) رفض ذلك ( الغيبة للشيخ الطوسي، الطبعة الحجرية ص21).
ولم يتخلّ الإمام (عليه السلام) عن كرامته وسلوكه الرفيع وطبعه الرافض للظلم والمساومة حتّى في أحلك الظروف وأصعب اللحظات.
لنلاحظ هذه الرسالة التي كتبها (عليه السلام) يوماً إلى هارون من السجن فسوف نشمُّ منها رائحة العظمة والصمود والإيمان بالعقيدة والهدف:
( … لا يمرّ عليّ يوم بالصعوبة والعسر إلا ويمّر عليك بالسهولة والرفاه، فانتظر حتى ننتقل نحن الاثنين إلى يوم لا نهاية له، وفي ذلك اليوم يخسر المجرمون … ) ( تاريخ بغداد ج13 ص 32).
نعم، إن هارون لا يستطيع أن يتحمل وجود الإمام، ومن السذاجة أن نعتقد أنّ هارون كان يشعر بالحسد للإمام من ناحية منزلته المعنوية في قلوب الناس ولهذا أودعه السجن من هذه الجهة فحسب ، بل كان هارون مُطَّلِعاً عن طريق جواسيسه على الاتصال المستمر الخفي بين الإمام وشيعته، وكان على علم أيضاً بانّ الإمام إذا سنحت له الفرصة فسوف يثور ضده أو يأمر اتباعه بالثورة عليه ليقوض سلطته، وهو يلاحظ أنّ تلك الروح الرفيعة ليس فيها أي اثر للرضوخ والمساومة، وإذا كان الإمام واضعاً يداً على يد في الظاهر لفترة معينة فان ذلك لا يعني السكوت وإنَّما يعني توقفاً مؤقتاً بانتظار الضربة المناسبة، ولهذا فهارون يستبق الأحداث ويستخدم خداع العامة ويقف بوقاحة أمام قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  ويخاطبه دون أن يستحي من غصب الخلافة واستعمال الظلم وأكل أموال الناس وتحويل الخلافة إلى الملكية قائلا :
( اعتذر إليك يا رسول الله من القرار الذي اتخذته فيما يتعلق بابنك موسى بن جعفر ، فأنا لا أود في أعماقي أن اسجنه، لكني افعل ذلك خوفاً من وقوع الحرب بين أُمتك فتراق دماء بريئة !! ).
وعندئذ يأمر بإلقاء القبض على الإمام وهو مشغول بالصلاة إلى جانب قبر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)  ، فينقل إلى البصرة ليسجن فيها.
وقضى الإمام (عليه السلام) سنة كاملة في سجن والي البصرة عيسى بن جعفر، وقد أثرت خصال الإمام الكريمة في عيسى بن جعفر تأثيراً عميقاً بحيث دفعته لان يكتب كتاباً إلى هارون يقول فيه:
أرجو أن تنقله مني إلى مكان آخر وإلا فإنّني سوف أُطلق سراحه.
فأمر هارون بنقل الإمام (عليه السلام) إلى بغداد وسجن عند الفضل بن الربيع، ثم نقل بعد فترة إلى سجن الفضل بن يحيى وفي النهاية أُودع في سجن السندي بن شاهك.
والسبب في هذه التنقلات المتعاقبة هو ان هارون كلما طلب من المشرفين على سجن الإمام ان يقضوا عليه فانهم كانوا يمتنعون عن هذه الجريمة الشنيعة، حتى انتهى الدور إلى هذا السجَّان الأخير الساقط وهو السندي بن شاهك فدس السّم للإمام (عليه السلام) بإيعاز من هارون، وبعد ان قضى الإمام مسموماً احضر مجموعة من الشخصيات المعروفة حتى يشهدوا أنَّ الإمام موسى الكاظم مات في السجن بصورة طبيعية وما اغتاله أحد ، وحاول بهذه الحيلة أن يبرء ساحة السلطة العباسية من قتل ذلك الإمام الجليل، وفي نفس الوقت ليحول دون الثورة المتوقعة من قبل المحبين للإمام (عليه السلام) ( الغيبة للشيخ الطوسي، ص 22 ـ25، الطبعة الحجرية).
إلا أن حنكة الإمام وعظمته قد فضحت هؤلاء وأخزتهم، لأنه بمجرد أن حضر الشهود ونظروا إليه فان الإمام بادرهم بالقول وهو على تلك الحال السيئة من الضعف لشدة التسمم :
(لقد سمنّي هؤلاء بتسع تمرات، ولهذا فسوف يخضر بدني غداً وسوف افارق الدنيا بعد غد) ( عيون اخبار الرضا ج1 ص 97).
وقد تحقق بعد ذلك نفس ما تنبأ به الإمام (عليه السلام).
وبعد يومين ـ أي في الخامس والعشرين من شهر رجب 183 هـ.ق (الكافي ج1 ص 486 الانوار البهية، ص97) ـ حزنت السماء والأرض ونكب أهل الإيمان ولاسيما الشيعة بفقدان قائدهم الحقيقي وإمامهم الحبيب.
ففي ذلك الوقت … عند غروب الشمس يهبّ النسيم العليل فيبدأ سعف النخيل يهمس في إذن بعضه البعض ويتناجى بنشيد ملحمة حياتك أيّها الإمام الفذ، ويرسل مع ذلك النسيم المهاجر رسالة تتضمن كل ألوان الظلم التي جرت عليك … .
وفي الربيع عندما ينشق ويتفجر حزن السماء الكئيبة فتتساقط دموع السحاب، تمثل هذه الدموع همّ وحزن اتباعك الذين يتجرعون ألوان الظلم على طول التاريخ فيبكون عليك أيها الإمام العظيم!
لكن الستائر الغليظة لهذه الدموع لا يمكن أن تحول دون رؤية ملحمتك وصمودك وصبرك وبالتالي شهادتك في سبيل الحق، وإذا كنا نبكيك فنحن نبكيك واقفين حتى نجلّ فيك الصمود والوقوف، وحتى ينهض التاريخ إجلالاً لبطولتك.
فسلام لك من أروع وأشجع نقطة في أعماق قلوبنا دائماً ومن غير انتهاء … 
 
 المباحثات والمناقشات العلميّة :

إن أئمتنا الكرام (عليهم السلام) كانوا يتمتّعون بعلم آلهّي، ولهذا كانوا يجيبون على كلّ سؤال يقدّم إليهم بجواب صحيح وكامل بحيث يتناسب مع فهم واستيعاب السائل. وكلّ من كان يدخل معهم في نقاش وبحث علمي ـ وحتّى الأعداء ـ فانه يخرج منهم معترفاً بعجزه وقوّة أفكارهم وسعة إحاطتهم.
فقد استقدم هارون الرشيد الإمام الكاظم (عليه السلام) من المدينة إلى بغداد واجتمع به ليحاوره ويناقشه.
ولننقل المحاورة التي جرت بينهما :
هارون : أريد أن أسألك عن أمور تختلج في ذهني منذ مدة من الزمن ولم اسأل عنها أحداً لحدّ الآن، وقد قيل لي انّك لا تكذب أبداً، فأحبّ أن تجيبني بصورة صحيحة وصادقة !
الإمام : (إذا كنت حرّاً في إظهار عقيدتي فسوف أُجيبك على أَسئلتك بما أعلم).
هارون : إنك حرّ في إظهار ما شئت فتحدّث كما تحب …
أمّا سؤالي الأول فهو : لماذا تعتقد ويعتقد الناس معك إنكم ـ انتم أبناء أبي طالب ـ افضل منّا نحن أبناء العباس، مع إنّنا وإيّاكم نعود إلى شجرة واحدة؟ فأبو طالب والعباس كلاهما عمّ للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فلا فرق بينهما من ناحية القرابة للنبي.
الإمام : (نحن أقرب إلى النبي منكم).
هارون : لماذا ؟
الإمام : (لانّ أبانا أبا طالب شقيق والد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  ( أي انهما من أب واحد وام واحدة ) بينما العباس ليس شقيقا له ( بمعنى انه اخوه من أبيه فحسب )).
هارون : هناك سؤال آخر وهو أنكم تدعون كونكم ترثون النبي أيضاً، بينما الكل يعلم انه عندما رحل النبي إلى الرفيق الأعلى كان عمه العباس ( وهو جدنا) حيّاً، بينما عمه الآخر أبو طالب ( وهو جدكم ) كان ميتا، ومن المعروف انه مادام العّم حيّاً فهو الذي يرث ولا يصل الدور إلى ابن العم.
الإمام : (هل أتمتّع بحرية الكلام؟).
هارون : لقد قلت لك منذ البدء : لك ذلك.
الإمام : (يقول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) : مع وجود الأولاد لا يرث أحد سوى الأب والأُم والزوج والزوجة، فمع وجود الأولاد للمتوفى لم يثبت في القرآن ولا في الروايات ارث للعم. إذن من يزعم ان العم في حكم الأب فقد تبنى شيئا من عند نفسه وليس له اصل ولا اساس ( إذن مع وجود الزهراء بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  فان الارث لا يصل إلى عمه العباس ).
وبالاضافة إلى ذلك فقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  في حقّ عليّ ـ عليه صلوات الله وسلامه ـ ما نصّه :
( اقضاكم عليّ ).
ونقل عن عمر بن الخطاب قوله :
( علي أقضانا ).
وتثبت هذه الجملة عنوانا عاماً جامعاً للإمام علي، لانّ جميع العلوم التي أثنى بها النبي على أصحابه ـ من قبيل العلم بالقرآن والعلم بالأحكام ومطلق العلم ـ كامنة في مفهوم ومعنى القضاء الإسلامي، فإذا قلنا إن عليّاً ارفع من الجميع في القضاء، فمعنى ذلك انه ارفع من الجميع في كل العلوم.
( إذن قول علي ـ في إن العم لا يرث مع وجود الأولاد ـ حجة ولابد من الأخذ به ، وطرح القول الزاعم إنّ العم في حكم الأب ، لان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  يصرح بكون علي اعرف من الآخرين بأحكام الدين )).
هارون: لديّ سؤال آخر :
لماذا تجيزون أن ينسبكم الناس إلى النبي ليقولوا عنكم أنكم أولاد رسول الله بينما انتم أولاد علي، لان كل إنسان ينسب إلى أبيه ( لا إلى أُمّه)، والنبي جدكم من أُمّكم ؟
الإمام : (لو أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  عاد إلى الحياة وخطب اليك ابنتك أتزوجّه ؟).
هارون : سبحان الله ولم لا أُعطيه، بل سوف افتخر بذلك عندئذ على العرب والعجم وقريش.
الإمام: (لو أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  عاد إلى الحياة فسوف لن يخطب إليّ ابنتي ، وسوف لن أعطيه أنا).
هارون : لماذا؟
الإمام : (لأنّه أبي ( وان كان من ناحية الأُم ) لكنه ليس أباك إذن أستطيع أن اعدّ نفسي ابن رسول الله).
هارون : إذن لماذا تعتبرون أنفسكم ذريّة رسول الله، بينما الذريّة هي التي تنتسب للإنسان من جهة الرجل لا من جهة المرأة؟
الإمام : (أرجو أن تعفيني عن الجواب على هذا السؤال).
   هارون : كلا، لابد أن تجيب، ولابد أن تدعم إجاتبك بدليل من القرآن …
الإمام : (يقول الله سبحانه : ( … ومن ذريتّه داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريّا ويحيى وعيسى ) (سورة الأنعام الآية 84).
وهنا اسألك عن عيسى الذي عدّ في هذه الآية الكريمة من ذريّة إبراهيم هل هو منتسب إليه من ناحية الأب أَم من ناحية الأُم؟).
هارون : ان عيسى لم يكن له أب بنصّ القرآن.
الإمام : (إذن هو منتسب إليه من ناحية الأمّ ومع ذلك عُدّ من ذريّته، فنحن أيضاً منتسبون إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)  من ناحية أمنّا فاطمة سلام الله وصلواته عليها،وهل تحبّ أن اتلو لك آية اخرى ؟)
هارون : اقرءها !
الإمام: (أقرأ لك آية المباهلة :
( فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) (سورة آل عمران، الآية 61) ، ولم يدّع أحد انه في مباهلة النبي لنصارى نجران كان يوجد أحد سوى علي وفاطمة والحسن والحسين، إذن مصداق ( أبناءنا ) الوارد في الآية الكريمة هو الحسن والحسين سلام الله عليهما، مع انهما ينتسبان للنبي من ناحية الأُم فهما ابنا بنته).
هارون : إلا تطلب منا  شيئاً ؟
الإمام: (كلاّ ، واريد العودة إلى بيتي).
هارون : لابد ان نفكّر في هذا الأُمر … . ( عيون اخبار الرضا ج1 ص 81 طبعة قم. الاحتجاج للطبري طبعة النجف الحجرية، ص 211 ـ 213. بحار الانوار ج48، ص 125 ـ 129).

 العبادة :

إنّ المعرفة الخاصة التي كان يتمتع بها الإمام لله جلّ وعلا وأنسه والروحي بالخالق العظيم ونور آنيّته الذاتية ـ وهي من ميزات الأئمة الأطهار ـ كل هذه الأُمور كانت تهيؤه للعبادة الخالصة والمناجاة الحارة لله سبحانه وتعالى. فالإمام كان يعدّ العبادة ـ كما عدّها الله في القرآن الكريم ـ غاية للخلق، ولا يعادل بها أي   شيء أثناء الفراغ من الواجبات الاجتماعيّة ، ولهذا فانّه عندما أودع السجن بأمر من هارون قال:
( اللَّهم أني طالما كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد استجبت منّي فلك الحمد على ذلك) ( حياة الإمام. ج1 زص140. الارشاد ل

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة