banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء الخامس

الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء الخامس

قال له السائل: فله كيفيّة؟
قال: (لا لأن الكيفيّة جهة الصفة والاحاطة ولكن لابد من الخروج من جهة التعطيل ( النفي والانكار) والتشبيه ( تشبيه بغيره)، لان من نفاه فقد انكره ودفع ربوبيته وابطله، ومن شبهّه بغيره فقد اثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية، ولكن لابد من اثبات ان له كيفية لا يستحقّها غيره ولا يشارك فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره).
قال السائل: فيعاني الأشياء بنفسه؟
قال أبوعبد الله (عليه السلام): (هو أجل من ان يعاني الأشياء بمباشرة ومعالجة ( أي القيام بالاعمال بواسطة البدن والاعضاء) لان ذلك صفة المخلوق الذي لا تجيء الأشياء له الا بالمباشرة والمعالجة، وهو متعال نافذ الإرادة والمشيئة، فعّال لما يشاء) ( اصول الكافي ج1 ص83).

 رسالة في التوحيد للمفضّل

   يقول المفضل في مقدمة هذه الرسالة:
( كنت ذات يوم بعد العصر جالساً في الروضة بين القبر والمنبر وانا مفكر فيما خص الله تعالى به سيدنا محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) من الشرف والفضائل وما منحه وأعطاه وشرفه وحباه مما لا يعرفه الجمهور من الأمة وما جهلوه من فضله وعظيم منزلته، وخطير مرتبته، فاني لكذلك إذا أقبل ( ابن أبي العوجاء ) ( وهو من زنادقة ذلك الزمان ) فجلس بحيث اسمع كلامه فلما استقر به المجلس اذ رجل من أصحابه قد جاء فجلس إليه، فتكلم ابن أبي العوجاء بكلام يدور حول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم بعد هذا جرى الحديث عن مبدع العالم وخالقه وانتهى بهما المطاف إلى انه لا خالق ولا مدبر لهذا العالم، وكل شيء يجيء من الطبيعة، وعلى هذا كانت الدنيا لم تزل ولا تزال!
يقول المفضل : فلم املك نفسي غضبا وغيظا وحنقا فقلت: يا عدو الله ألحدت في دين الله وأنكرت الباري جل قدسه الذي خلقك في احسن تقويم وصورك في أتم صورة ونقلك في أحوالك حتى بلغ إلى حيث انتهيت.
فلو تفكرت في نفسك وصدقك لطيف حسك لوجدت دلائل الربوبية وآثار الصنعة فيك قائمة، وشواهده جل وتقدس في خلقك واضحة، وبراهينه لك لائحة.
فقال يا هذا ان كنت من أهل الكلام ( أي من أهل البحث في العقائد والمتمرسين في النقاش والجدل) كلمناك، فان ثبتت لك حجة تبعناك، وان لم تكن منهم فلا كلام لك، ولن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا تخاطبنا، ولا بمثل دليلك تجادل فينا، ولقد سمع من كلامنا اكثر مما سمعت، فما افحش في خطابنا، ولا تعدى في جوابنا، وانه الحليم الرزين، العاقل الرصين لا يعتريه خرق ولا طيش ولا نزق، يسمع كلامنا، ويصغي إلينا ويتعرف حجتنا، حتى إذا استفرغنا ما عندنا وظننا انا قطعناه دحض حجتنا بكلام يسير وخطاب قصير، يلزمنا به الحجة ويقطع العذر، ولا نستطيع لجوابه رداً، فان كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه.
يقول المفضل: فخرجت من المسجد محزونا مفكراً فيما بلي به الإسلام وأهله من كفر هذه العصابة وتعطيلها، فدخلت على مولاي ( الصادق ) (عليه السلام) فرآني منكسراً، فقال: (مالك؟) فأخبرته بما سمعت من الدهريين وبما رددت عليهما.
 فقال: (يا مفضّل لألقين عليك من حكمة الباري جل وعلا وتقدس اسمه في خلق العالم والسباع والبهائم والطير والهوام وكل ذي روح من الانعام والنبات والشجرة المثمرة وغير ذات الثمر والحبوب والبقول، المأكول من ذلك وغير المأكول ما يعتبر به المعتبرون ويسكن إلى معرفته المؤمنون، ويتحير فيه الملحدون فبكّر عليّ غداً).
يقول المفضل: فانصرفت من عنده فرحاً مسروراً وطاعت عليّ تلك الليلة انتظاراً لما وعدني به.

 المجلس الأول

فلما أصبحت غدوت فاستؤذن لي فدخلت وقمت بين يديه فأمرني بالجلوس فجلست ثم نهض إلى حجرة كان يخلو فيها ونهضت بنهوضه، فقال: (اتبعني) فتبعته فدخل ودخلت خلفه، فجلس وجلست بين يديه، فقال: (يا مفضل كأني بك وقد طالت عليك هذه الليلة انتظاراً لما وعدتك) ، فقلت: اجل يا مولاي، فقال: (يا مفضل ان الله تعالى كان ولا شيء قبله، وهو باق ولا نهاية له، فله الحمد على ما ألهمنا والشكر على ما منحنا، فقد خصّنا من العلوم بأعلاها، ومن المعالي بأسناها، واصطفانا على جميع الخلق بعلمه وجعلنا مهيمنين عليهم بحكمه) ، فقلت يا مولاي أتأذن لي ان اكتب ما تشرحه ـ وكنت اعددت معي ما اكتب فيه ـ فقال لي: (افعل يا مفضل ، ان الشكاك جهلوا الاسباب والمعاني في الخلقة، فصرت افهامهم عن تأمل الصواب والحكمة فيما ذرأ الباري جل قدسه وبرأ من صنوف خلقه في البر والبحر والسهل والوعر فخرجوا بقصر علومهم إلى الجحود وبضعف بصائرهم إلى التكذيب والعنود حتى انكروا خلق الأشياء وادعوا ان تكنوها بالاهمال، لا صنعة فيها ولا تقدير ولا حكمة من مدبر ولا صانع، تعالى الله عما يصفون وقاتلهم الله انى يؤفكون، فم في ضلالهم وغيهم وتجبرهم بمنزلة عميان دخلوا دارا قد بنيت أتقى بناء واحسنه وفرشت بأحسن الفرشى وأفخره، واعدّ فيها ضروب الاطعمة والاشربة والملابس والمآرب التي يحتاج إليها ولا يستغنى عنها، ووضع كل شيء من ذلك موضعه على صواب من التقدير وحكمة من التدبير فجعلوا يترددون فيها يميناً وشمالا ويطوفون بيوتها ادباراً واقبالا، ومحجوبة ابصارهم عنها، لا يبصرون بنية الدار، وما اعدّ فيها وربما عثر بعضهم بالشيء الذي قد وضع موضعه واعد للحاجة إليه وهو جاله للمعنى فيه ولما اعد ولماذا جعل كذلك! فتذمّر وتسخط وذمّ الدار وبانيها.
فهذه حال هذا الصنف في انكارهم ما انكروا من أمر الخلقة وثبات الصنعة. فانهم لما عزبت اذهانهم عن معرفة الاسباب والعلل في الأشياء، صاروا يجولون في هذا العالم حيارى، فلا يفهمون ما هو عليه من اتقان خلقته وحسن صنعته وصواب هيئته، وربما وقف بعضهم على الشيء يجهل سببه والارب فيه فيسرع إلى ذمّه ووصفه بالاحالة والخطأ … ).
ويواصل الإمام (عليه السلام) حديثه ببيان كيفية خلقة الإنسان والحكم المتنوعة الكامنة فيها والنعم الإلهية المتعلقة بها، ونكتفي بهذا المقدار من المجلس الأول رعاية للاختصار، لننتقل الآن لذكر فقرات من المجلس الثاني.

 المجلس الثاني

يا مفضل … تأمل التدبير في خلق آكلات اللحم من الحيوان ، حين خلقت ذوات اسنان حداد وبراثن شداد واشداق وفواه واسعة، فانه لما قدر ان يكون طعمها اللحم خلقت خلقة تشاكل ذلك واعينت بسلاح وادوات للصيد، وكذلك تجد سبع الطير ذوات مناقير ومخالب مهيئة لفعلها، ولو كانت الوحوش ذوات مخالب كانت قد أعطيت ما لا تحتاج إليه، لأنَّها لا تصيد ولا تأكل الحم، ولو كانت السباع ذوات اظلاف كانت قد منعت ما تحتاج إليه، أعني السلاح الذي تصيد به وتتعيش. أفلا ترى كيف أعطى كل واحد من الصنفين ما يشاكل صنفه وطبقته. بل ما فيه بقاؤه وصلاحه.
انظر الآن إلى ذوات الأربع كيف تراها تتبع أُمهاتها مستقلة بأنفسها لا تحتاج إلى الحمل والتربية كما تحتاج أولاد الانس، فمن اجل انه ليس عند أُمهاتها ما عند أُمهات البشر من الرفق العلم بالتربية، والقوة عليها بالأكف والاصابع المهيأة لذلك أعطيت النهوض والاستقلال بأنفسها وكذلك ترى كثيراً من الطير كمثل الدجاج والدراج والقبج تدرج وتلقط حين تنقاب عنها البيضة. فأما ما كان منها ضعيفا لا نهوض فيه، كمثل فراخ الحمام واليمام والحمر فقد جعل في الأُمهات فضل عطف عليها، فصارت تمج الطعام في افواهها بعدما توعيه حواصلها، فلا تزال تغذوها حتى تستقل بأنفسها، ولذلك لم ترزق الحمام فراخا كثيرة مثل ما ترزق الدجاج، لتقوى الام على تربية فراخها فلا تفسد ولا تموت، فكلا أعطى بقسط من تدبير الحكيم اللطيف الخبير … ). 
 
 المجلس الثالث

( … وانبئك عن الهواء بخلة أخرى، فان الصوت اثر يؤثره اصطكاك الاجسام في الهواء، والهواء يؤدّيه إلى المسامع، والناس يتكلمون في حوائجهم ومعاملاتهم طول نهارهم وبعض ليلهم، فلو كان اثر هذا الكلام يبقى في الهواء، كما يبقى الكتاب في القرطاس لامتلأ العالم منه فكان يكربهم ويفدحهم، وكانوا يحتاجون في تجديده والاستبدال به إلى اكثر مما يحتاج إليه في تجديد القراطيس، لان ما يلفظ من الكلام اكثر مما يكتب، فجعل الخلاق الحكيم جل قدسه هذا الهواء قرطاساً خفيا يحمل الكلام ريثما يبلغ العالم حاجتهم، ثم يمحى فيعود جديداً نقيّأ، ويحمل ما حمل ابداً بلا انقطاع، وحسبك بهذا النسيم المسمى هواء عبرة وما فيه من المصالح فانه حياة هذه الابدان والممسك لها من داخل بما يستنشق منه من خارج بما يباشر من روحه، وفيه تطرد هذه الاصوات فيؤدي البعد البعيد. وهو الحامل لهذه الارواح ينقلها من موضع إلى موضع …  ألا ترى كيف تأتيك الرائحة من حيث تهب الريح، فكذلك الصوت، وهو القابل لهذا الحر والبرد اللذين يتعاقبان على العالم لصلاحه، ومنه هذه الريح الهابة فالريح تروح عن الاجسام وتزجي السحاب من موضع إلى موضع ليعم نفعه حتى يتكثف فيمطر، وتفضه حتى يستخف فيتفشى، وتلقح الشجر، وتسير السفن، وترخي الاطعمة وتبرد وتشب النار وتجفف الأشياء والندية، وبالجملة انها تحيي كل ما في الأرض  … فلو لا الريح لذوى النبات ولمات الحيوان وحمت الأشياء وفسدت ).
( … فكر في ضروب من التدبير في الشجر، فانك تراه يموت في كل سنة موتة، فتحتبس الحرارة الغريزية في عوده، ويتولد فيه مواد الثمار ثم يحيى وينتشر، فيأتيك بهذه الفواكه نوعاً بعد نوع، كما تقدم إليك انواع الاطبخة التي تعالج بالأيدي واحداً بعد واحد، فترى الاغصان في الشجر تتلقاك بثمارها حتى كأنها تناولكها عن يد، وترى الرياحين تتلقاك في افنانها كأنها تجيئك بأنفسها، فلمن هذا التقدير الا لمقدر حكيم، وما العلة فيه الا تفكيه الإنسان بهذه الثمار والأنوار؟ والعجب من اناس جعلوا مكان الشكر على النعمة حجود المنعم بها. واعتبر بخلق الرمانة وما ترى فيها من اثر العمد والتدبير فانك ترى فيها كأمثال التلال، من شحم مركوم في نواحيها وحب مرصوف صفّاً كنحو ما ينضد بالأيدي، وترى الحب مقسوماً اقساماً، وكل قسم منها ملفوفاً بلفائف من حجب منسوجة أعجب النسج وألطفه، وقشره يضم ذلك كله.
فمن التدبير في هذه الصنعة انه لم يكن يجوز ان يكون حشو الرمانة من الحب وحده، وذلك لان الحب لا يمد بعضه بعضا، فجعل ذلك الشحم خلال الحب ليمده بالغذاء، ألا ترى ان اصول الحب مركوزة في ذلك الشحم، ثم لفّ بتلك اللفائف لتضّمه وتمسكه فلا يضطرب، وغشى فوق ذلك بالقشرة المستحصفة لتصونه وتحصنه من الآفات، فهذا قليل من كثير من وصف الرمانة، وفيه اكثر من هذا لمن أراد الإطناب والتذرع في الكلام، ولكن فيما ذكرت لك كفاية في الدلالة والاعتبار).

 المجلس الرابع

( قد شرحت لك يا مفضل من الأدلة على الخلق، والشواهد على صواب التدبير والعمد في الإنسان والحيوان والنبات والشجر وغير ذلك ما فيه عبرة لمن اعتبر، وانا اشرح لك الآن الافات الحادثة في بعض الازمان التي اتخذها اناس من الجهال ذريعة إلى جحود الخلق والخالق والعمد والتدبير، وما انكرت المعطلّة والمنانية من المكاره والمصائب وما انكروه من الموت والفناء، وما قاله أصحاب الطبائع، ومن زعم ان كون الأشياء بالعرض والاتفاق ، ليتسع ذلك القول في الرد عليهم قالتهم الله انى يؤفكون.
اتخذ اناس من الجهال هذه الأفات الحادثة في بعض الازمان ـ كمثل الوباء واليرقان والبرد والجرد ـ ذريعة إلى جحود الخالق والتدبير والخلق، فيقال في جواب ذلك: انه ان لم يكن خالق ومدبر فلم لا يكون ما هو اكثر من هذا وافظع؟ فمن ذلك ان تسقط السماء على الأرض، وتهوي الأرض فتذهب سفلا، تتخلف الشمس عن الطلوع اصلاً، وتجفّ الانهار والعيون حتى لا يوجد ماء للشفة، وتركد الريح، حتى تخم الأشياء وتفسد، ويفيض، ماء البحر على الأرض فيغرقها، ثم هذه الافات التي ذكرناها من الوباء والجراد وما اشبه ذلك ما بالها لا تدوم وتمتد، حتى تجتاح كل ما في العالم، بل تحدث في الاحايين ثم لا تلبث ان ترفع. افلا ترى ان العالم يصان ويحفظ من تلك الاحداث الجليلة التي لوحدث عليه شيء منها كان فيه بواره ويلذع احيانا بهذه الافات اليسيرة لتأديب الناس وتقويمهم، ثم لا تدوم هذه الافات، بل تكشف عنهم عند القنوط منهم، فيكون وقوعها بهم موعظة وكشفها عنهم رحمة.
وقد انكرت المنانية من المكاره والمصائب التي تصيب الناس، فكلاهما يقول: ان كان للعالم خالق رؤوف رحيم فلم تحدث فيه هذه الأمور المكروهة … والقائل بهذا القول يذهب إلى انه ينبغي ان يكون عيش الإنسان في هذه الدنيا صافيا من كل كدر، ولو كان هكذا كان الإنسان يخرج من الاشر والعتو إلى ما لا يصلح في دين ولا دنيا كالذي ترى كثيراً من المترفين ومن نشأ في الجدة والامن، يخرجون إليه حتى ان احدهم ينسى انه بشر وانه مربوب أو أن شرراً يمسه أو ان مكروها ينزل به أو انه يجب عليه ان يرحم ضعيفا، أو يواسي فقيراً أو يرثي لمبتلى أو يتحنن على ضعيف أو يتعطف على مكروب، فاذا عضته المكاره ووجد مضضها اتعظ وابصر كثيرا مما كان جهله وغفل عنه، ورجع إلى كثير مما كان يجب عليه

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة