banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ـ الجزء الثالث

 
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ـ الجزء الثالث

وهكذا فان الإمام الهادي (عليه السلام) ـ مثل آبائه الكرام ـ لم يرحل عن الدنيا بواسطة الموت الطبيعي، وإنّما قد سُمّ في خلافة المعتز العباسي (نور الابصار للشبلنجي ص 183 ـ الانوار البهية، ص 150).
وفي الثالث من شهر رجب سنة ( 254) هجرية ارتحل إلى الرفيق الاعلى ودفن في داره الواقعة في سامراء ( الإرشاد للمفيد ص 314 ـ أعلام الورى ص 355 الانوار البهية ص 15).
وقد حاول المعتز وبطانته اظهار انفسهم بمظهر المحبين والمخلصين للإمام فاشتركوا في مراسم الصلاة على الإمام ودفنه ليستغلوا هذا الامر لأغراضهم الوضيعة ويخدعوا العوام ويغطوا على جريمتهم النكراء، لكننا نحن الشيعة نعتقد ان جثمان الإمام لابد ان يصلي عليه إمام معصوم، ولهذا فانه قبل اخراج الجثمان الطاهر للإمام فقد قام بالصلاة عليه إبنه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ( الانوار البهية ص 151).
 ثم بعد ان اخرجت الجنازة أمر المعتز اخاه احمد بن المتوكل باقامة الصلاة على جثمان الإمام (عليه السلام) في شارع (أبي احمد ). وهبّ الناس للمشاركة في تشييع الإمام وازدحمت بهم الشوارع وارتفع البكاء والنحيب، وبعد انتهاء المراسم أُعيدت الجنازة إلى بيت الإمام (عليه السلام) ودفن فيه جثمانه ( تاريخ اليعقوبي ج2 ص 503 طبعة بيروت).
سلام الله وصلواته عليه وعلى آبائه الطاهرين

 معاجز الإمام والارتباط بالغيب

 إنّ الأئمة (عليهم السلام) يتميزون بإرتباط خاصّ بالله تعإلى وعالم الغيب بسبب مقام العصمة والإمامة، ولهم ـ مثل الأنبياء ـ معاجز وكرامات تؤيدّ ارتباطهم بالله وكونهم أئمّة، وتظهر على ايديهم في المجالات المناسبة نماذج من العلم والقدرة الالهية، بحيث تؤدّي إلى اطمئنان النفس وتربية الاتباع، وتعدّ أيضاً دليلاً وحجة على انّ ما يدعونه هو الحق.
 وقد شوهدت من الإمام الهادي (عليه السلام) معاجز وكرامات كثيرة سجلتها كتب التاريخ والحديث، ونقلها جميعاً يحتاج إلى كتاب مستقل، ونقتصر هنا على ذكر بعض النماذج منها رعاية للاختصار :

 1 ـ الإمامة والقيادة في سنين الطفولة :

كما اشرنا من قبل فالإمام الهادي (عليه السلام) قد اسند إليه منصب الإمامة بعد استشهاد والده الكريم وهو في سن الثامنة من عمره الشريف، وهذا هو بنفسه من اوضح الكرامات والمعجزات، وذلك لان التصدي لمثل هذا المقام الخطير والمسؤولية الضخمة الالهية ليس فقط لا تتيسر من الأطفال وإنّما حتى من الرّجال العقلاء البالغين، وبما انّ علماء الشيعة ومحدثيهم يرجعون إلى الإمام اللاحق بعد استشهاد أو وفاة الإمام السابق ويسألونه عن مسائلهم المختلفة، بل وحتى انهم يختبرونه احياناً، وكذا الشخصيات الكبيرة من العلويين واقارب الإمام الذين وصلوا إلى سنّ الكمال كانوا يترددون على بيت الإمام (عليه السلام) ويعاشرونه، فمن المستحيل ان يستطيع طفل ـ من دون تأييد الله وارادته والارتباط بالعلم والقدرة الالهية ـ التّصدّي لمثل هذا المقام الخطير واعطاء الأجوبة الصحيحة على كل تلك الاسئلة والقيادة الناجحة في كلّ تلك المتعرجات، ومن البديهي انّه حتّى الناس العاديون أيضاً يميّزون بين الطفل الصغير العادي، والإمام الواعي القائد.
ومثل هذه الظروف قد مرّت أيضاً على الإمام الجواد (عليه السلام)، ونحن قد اوضحنا خلال شرحنا لحياة ذلك الإمام الكريم انّه لا علاقة لمنصب الإمامة السّماوي ـ مثل النبوة تماماً ـ بالسنّ والعمر اطلاقاً، لانّه يتمّ بامر الله وارادته.

 2 ـ الاخبار عن موت ( الواثق ) الخليفة العباسي :

يقول خيران الأسباطي :
" قدمت على أبي الحسن عليّ بن محمد (عليهما السلام) المدينة فقال لي: (ما خبر الواثق عندك؟)
قلت : جعلت فداك خلفّته في عافية، أنا من اقرب الناس عهداً به، عهدي به منذ عشرة ايّام ، قال فقال لي : (إنّ أهل المدينة يقولون إنّه قد مات)، فلمّا قال لي انّ الناس يقولون، علمت إنّه يعني نفسه، ثمّ قال لي: (ما فعل جعفر؟) قلت: تركته اسوء الناس حالاً في السجن. قال فقال لي: (أما انّه صاحب الأمر) ، ثم قال: (ما فعل ابن الزّيّات؟) قلت: الناس معه والأمر أمره، فقال: (أما انّه شوم عليه) ، قال ثمّ أنه سكت وقال لي: (لابّد ان تجري مقادير الله واحكامة يا خيران مات الواثق وقد قعد جعفر المتوكل وقد قتل ابن الزّيّات) ، قلت:  متى جعلت فداك؟ فقال: (بعد خروجك بستّة ايّام) ( الإرشاد للمفيد ص 309 ـ الفصول المهمة لابن صباغ المالكي ، ص 279 مع بعض التغيير ـ نور الأبصار للشبلنجي، ص 182).
 ولم يمرّ سوى عدّة ايّام حتى جاء إلى المدينة مبعوث المتوكل وشرح الاحداث فكانت كما نقلها الإمام الهادي (عليه السلام) "( الفصول المهمة لابن صباغ المالكي، ص 279 ـ احقاق الحق،  ج12 ص 451).

 3 ـ تكلّمه باللّغة التّركيّة :

روى أبو هاشم الجعفري انّه كنت بالمدينة حين مرّبها ( بغاء ) ايّام الواثق في طلب الاعراب فقال أبو الحسن (عليه السلام): (اخرجوا بنا حتى ننظر إلى تعبية هذا التركي) ، فخرجنا فوقفنا فمرّت بنا تعبيته، فمرّ بنا تركي فكلمه أبو الحسن (عليه السلام) بالتركية، فنزل عن فرسه فقبل حافر دابتّه، قال: فحلّفت التّركيّ وقلت له ما قال لك الرجل؟ قال: هذا نبيّ ؟ قلت: ليس هذا بنبي، قال: دعاني باسم سميّت به في صغري في بلاد التّرك ما علمه احد إلى السّاعة ( أعلام الورى ص 359).

 4 ـ خضوع الوحوش له :

نقل الشيخ سليمان البلخي القندروزي في كتابه ( ينابيع المودة ) ـ وهو احد علماء السّنّة ـ :
ذكر المسعودي انّ المتوكل امر بثلاثة من السّباع فجيء بها في صحن قصره ثم دعا الإمام علي الهادي فلمّا دخل اغلق باب القصر فدارت السباع حوله وخضعت له وهو يمسحها بكمّه ثم صعد إلى المتوكل ويحدث معه ساعة ثمّ نزل ففعلت السباع معه كفعلها الأول حتى خرج فأتبعه المتوكل بجائزة عظيمة فقيل للمتوكل انّ ابن عمّك يفعل بالسباع ما رأيت فافعل بها ما فعل ابن عمّك، قال: انتم تريدون قتلي ثمّ امرهم ان لا يفشوا ذلك ( احقاق الحق ج12 ص 451 ـ 452). 

5ـ هيبة الإمام وعظمته :

   روى محمد بن الحسن الأشتر العلويّ قال: كنت مع أبي على باب المتوكل وانا صبيّ في جمع من الناس ما بين طالبيّ إلى عباسي وجعفري، ونحن وقوف اذ جاء أبو الحسن ( الإمام الهادي (عليه السلام) ) ترجل الناس كلّهم حتّى دخل، فقال بعضهم لبعض: لم نترجّل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا ولا بأسنّنا، والله لا ترجّلنا له.
فقال أبو هاشم الجعفري ـ وكان حاضراً هناك حينذاك : ـ
والله لتترجّلنّ له صغرة اذا رأيتموه، فما هو الا ان اقبل وبصروا به حتّى ترجّل له الناس كلهم، فقال لهم أبو هاشم الجعفري: أليس زعمتم انكم لا ترجلون له؟ فقالوا له: والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجّلنا ( أعلام الورى ص 360).

 6 ـ الإخبار عمّا في الضّمير وعن دعاء سوف يستجاب:

كان باصفهان رجل يقال له عبدالرحمن وكان شيعيّاً، قيل له: ما السّبب الذي اوجب عليك القول بإمامة عليّ الهادي دون غيره من أهل الزمان؟ قال: شاهدت ما أوجب عليّ، وذلك اني كنت رجلاً فقيراً وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل اصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين. فكنّا بباب المتوكل يوماً اذا خرج الامر بإحضار عليّ بن محمد بن الرضا (عليهم السلام)، فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر باحضاره؟ فقيل : هذا رجل علويّ تقول الرّفضة بإمامته، ثمّ قال: ويقدّر انّ المتوكل يحضره للقتل فقلت: لا ابرح من هانها حتى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو؟ قال: فأقبل راكبا على فرس، وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها صفين ينظرون إليه، فلما رأيته وقع حبّه في قلبي فجعلت ادعو في نفسي بأن يدفع الله عنه شرّ المتوكل، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابّته لا ينظر يمنة ولا يسرة، وانا دائم الدعاء، فلما صار الي أقبل بوجهه الي وقال: استجاب الله دعاءك، وطوّل عمرك، وكثر مالك وولدك، قال: فارتعدت ووقعت بين اصحابي، فسألوني وهم يقولون: ما شأنك؟ فقلت خير، ولم أخبر بذلك.
فانصرفنا بعد ذلك إلى اصفهان، ففتح الله عليّ وجوهاً من المال، حتى انا اليوم أغلق بأبي على ماقيمته ألف ألف درهم، سوى مالي خارج داري، ورزقت عشرة من الأولاد، وقد بلغت الآن من عمري نيفّاً وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة هذا الرجل على الذي علم ما في قلبي، واستجاب الله دعاءه فيّ ولي ( بحار الانوار ج50، ص 141، 142).

 7 ـ طمئنة الجار وحلّ مشكلته :

كان في الموضع مجاور الإمام من أهل الصّنايع صنوف من الناس، وكان الموضع كالقرية وكان يونس النقاش يغشى سيّدنا الإمام ( الهادي (عليه السلام) ) ويخدمه.
فجاء يوماً يرعد فقال: يا سيّدي اوصيك بأهلي خيرا، قال : (وما الخبر؟) قال: عزمت على الرّحيل، قال: (ولم يا يونس؟) وهو (عليه السلام) متبسّم، قال: قال: موسى بن بغا وجّه اليّ بفصّ ليس له قيمة اقبلت ان انقشه فكسرته باثنين وموعده غداً، وهو موسى بن بغا، امّا الف سوط أو القتل، قال (عليه السلام) : (إمض إلى منزلك إلى غد فما يكون إلا خيراً).
فلمّا كان من الغدوافى بكرة يرعد فقال: قد جاء الرسول يلتمس الفصّ، قال (عليه السلام) : (إمض إليه فما ترى الا خيرا) قال: وما أقول له يا سيدي ؟ قال فتبسّم وقال (عليه السلام) : (إمض إليه واسمع ما يخبرك به، فلن يكون الا خيراً).
قال: فمضى وعاد يضحك، قال قال لي يا سيدي: الجواري اختصمن فيمكنك ان تجعله فصيّن حتى نغنيك؟ فقال سيّدنا الإمام (عليه السلام): (اللَّهُم لك الحمد اذ جعلتنا ممن يحمدك حقّاً، فأيش ـ وهو مخفّف أي شي ـ قلت له؟) قال: قلت له: أمهلني حتى أتأمّل أمره كيف أعمله؟ فقال : (أصبت) (بحار الانوار ج50، ص125 ـ 126).

 8 ـ الامساك بيد أبي هاشم وانقاذه:

قال أبو هاشم الجعفري : اصابتني ضيقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد ( الهادي ) (عليه السلام)، فأذن لي فلما جلست قال: (يا أبا هاشم ايّ نعم الله عزوجل عليك تريد ان تؤدّى شكرها؟) قال أبو هاشم: فوجمت فلم ادرِ ما اقول له، فابتدأ (عليه السلام) فقال: (رزقك الايمان فحرم بدنك على النار، ورزقك العافيه فأعانتك على الطاعة، ورزقك القنوع فصانك عن التبذل، يا أباهاشم إنّما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنّك تريد ان تشكو لي من فعل بك هذا، وقد أمرت لك بمائة دينار فخذها) ( بحار الانوار ج50 ص 129).

معرفة الإمام في اقوال الهادي (عليه السلام):

إن كلّ واحد من أئمتّنا الأثنى عشر ـ صلوات الله على انوارهم المقدسة ـ لا يقتصر على كونه قائداً للأمّة ومبيّناً لأحكام الإسلام والقرآن، إنّما الإمام المعصوم في الثقافة الشيعية هو نور الله في الارض، والحجة التامّة للحق على جميع العالمين، ومحور كائنات الوجود، وواسطة الفيض بين الخالق والمخلوقين، والمرآة النّورانيّة لكمالات العوالم العليا، وأرفع قمّة للفضائل الانسانية، والجامع لكل الخيرات والمحاسن، ومحلّ تجلّي علم الله تعإلى وقدرته، والنموذج الكامل للانسان الواصل إلى الله، والمعصوم من السّهو والنسيان والخطأ، والمرتبط بملكوت الوجود وعالم الغيب والملائكة، والعالم بما كان وما يكون في الدنيا والاخرة، وكنز الاسرار الالهية ووارث جميع كمالات الانبياء. أجل انّ الوجود المبارك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل محمد (عليهم السلام) هو مركز فرجال الوجود، وهيمنة ولا يتهم الكريمة فوق ولاية الانبياء والمرسلين، وهي رفيعة إلى الحد الذي لا تكون فيه قابلة للادراك بغيرهم، وهي رفيعة إلى الحد الذي لا تكون فيه قابلة للادراك بغيرهم، وهي بجعل من الله سبحانه مختصّة بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته المعصومين، ولا يمكن ان يطمع فيها أي طامع …
وما ذكرناه من منزلة الأئمة المعصومين ومقامهم الواقعي ـ بل واكثر من ذلك ـ يمكننا اثباته بنصوص من كتاب الله والروايات الصحيحة الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة (عليهم الصلاة والسلام)، وهي مذكور ومدروسة في الكتب المتنوعة لعلماء الشيعة وشخصياتها، وهذه الدراسة المختصرة ليست مجالاً للتطويل ولا لذكر الدليل.
ومولانا المكرم ـ وهو عاشر كوكب من كواكب سماء الإمامة ـ الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السلام) قد منّ علينا ـ نحن الشيعة ـ واكرمنا بكلامه العميق الثريّ الوارد في زيارة يطلق عليها اسم ( الزيارة الجامعة) تضّم كلاما فريداً ثريّاً بالمعارف الالهية الرّاقية وبحراً من العلوم الغزيزة التي تنهمر أمطاراً من الدر والجواهر على مفارق المحبين الحقيقيين للأئمة (عليهم السلام)، وهي على مستوى عقولنا ولا تتناسب مع حقيقة الإمامة، يحكي فيها بعض الطرائف من بستان الله، ويعرفنا ـ ارواحنا فداه ـ نحن الأرضيين بسماء العظمة الالهية والجلال الالهي بواسطة الأشعة النافذه لكلامه، ويسقينا ـ نحن المتعطشين إلى ولاء هؤلاء الكرام ـ من كوثر جنّة الله.
اجل ان الإمام الهادي (عليه السلام) يعلم احد شيعته ومحبيه ـ بطلب منه ـ كلمات لزيارة الائمة المعصومين (عليهم السلام)، ونجد من الخسارة ان لا نذكرها في هذا المقال المخصص لحياة هذا الإمام الكريم، لانها تشتمل على فهرست لمعرفة الإمام.

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة