banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ـ الجزء الثاني

 
الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ـ الجزء الثاني
الإمام في عصر الأمين :

وبعد موت هارون حدث صراع شديد على الخلافة بين الأمين والمأمون، فقد عيّن هارون الأمين خليفة من بعده، وانتزع منه عهداً على ان يكون المأمون خليفة بعده، واشترط عليه ان يسند للمأمون حكومة ولاية خراسان في زمان خلافة الأمين، الا ان الامين بعد موت هارون وفي عام (194) هجرية عزل المأمون عن ولاية عهده ورشح لها ابنه موسى ( تاريخ ابن الاثير ج6 ص227).
وبعد صراعات دمويّة حدثت بين الامين والمأمون، فقد قتل الأمين عام (198) هجرية وتسلم المأمون بعده مقاليد الخلافة.
واستغل الإمام الرضا (عليه السلام) هذه الاوضاع طيلة فترة الصراع القائم في بلاط الخلافة وانشغالهم فيما بينهم، وبراحة بال واطمئنان خاطر انصرف إلى ارشاد اتباعه وتعليمهم وتربيتهم.

الإمام في عصر المأمون :

 يعتبر المأمون بين خلفاء بني العباس اعلمهم واكثرهم مكراً وخداعاً، فقد كان متعلماً ومطلعاً على الفقه وبعض العلوم الأخرى، كما انه قد شارك في بعض جلسات البحث والمناظرة مع بعض العلماء، ومن الواضح ان احاطته بعلوم عصره كانت وسيلة لتنفيذ سياساته اللاّ انسانية، والا فانه لم يكن مقيداً بالدين الإسلامي الحنيف ولم يقلّ عن سائر الخلفاء في مجال اللهو والفسق والفجور وسائر الأفعال الشنيعة، غاية الأمر انه كان اشد احتياطاً في سلوكه من سائر الخلفاء، ويتوسل بمختلف الحيل والرياء لخداع عامة الناس، ولكي تستكحم أسس سلطته فانه كان يجالس الفقهاء في بعض الأحيان ويحاورهم في المسائل والبحوث الدينية.
ومجالسة المأمون وصداقته الحميمة مع " القاضي يحيى بن أكثم " ( وهو رجل ساقط منحطّ فاجر ) تعتبر افضل شاهد على فسق المأمون وانحطاطه وعدم تقيده بالدين. فيحيى بن أكثم كان مشهوراً في المجتمع بأفظع الاعمال التي يستحي القلم من بيانها، ومثل هذا الشخص يقربه المأمون إليه بحيث يصبح ( رفيق المسجد والحمام والبستان)، والاعظم من هذا ـ وهو ما يدعو للاسف الشديد ـ انه قد عينه ( قاضيا للقضاة ) للأمة الإسلامية ويشاوره الرأى في شؤون الدولة المهمة !!
وعلى أي حال ففي عصر المأمون كان يتم ترويج العلم والمعرفة بحسب الظاهر، وكان العلماء يدعون إلى مركز الخلافة، ويبذل المأمون المهبات والمشجهات للباحثين وذلك لاعداد الارضية لانجذابهم نحوه، وكان يعقد مجالس الدرس والمباحثة والمناظرة، وبذلك راجت سوق الدراسة العلمية وارتفع نجمها.
وعلاوة على هذا فقد حاول المأمون جذب الشيعة واتباع الإمام إليه من خلال القيام ببعض الاعمال، فمثلاً كان يتحدث عن أن علياً (عليه السلام) أكثر أهلية وأولى بأن يصبح خليفة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد جعل لعن معاوية وسبه أمراً رسمياً، وأعاد للعلويين ما غصب من حق فاطمة الزهراء (عليها السلام) في ( فدك ) واظهر تعاطفاً مع العلويين وحبّاً لهم (الإمام الرضا محمد جواد فضل الله ص 91 نقلاً عن تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 284 و308 ).
وأساساً فإنّ المأمون من خلال إلتفاته إلى سلوك هارون وجرائمه والآثار السيئة التي تركتها في نفوس الناس كان يحاول القضاء على أرضية الثورة التمرد، ويبذل قصارى جهده لارضاء الناس حتى يستطيع بسهولة الاستقرار على مركب الخلافة، ومن هنا لابد من القول ان الوضع العام في ذلك الزمان كان يستوجب ان يهتم برفع النقائص وما يؤذي الناس، وان يظهر بأنَّه في صدد إصلاح الأمور وهو يختلف عن الخلفاء الآخرين … .

 ولاية عهد الإمام الرضا (عليه السلام) :

إنّ المأمون بعد ما تخلص من أخيه الأمين واستقر على كرسي الحكم كان يواجه ظروفاً حساسة، لان مكانته في بغداد ( التي هي مركز السلطة العباسية ولا سيما بين أتباع العباسيين الذين يريدون الامين ولا يرون حكومة المأمون التي مركزها في ( مَرْو ) منسجمة مع مصالحهم ) كانت متزلزلة جداً، ومن ناحية أخرى فإنّ ثورة العلويين كانت تُشكل تهديداً جدّياً لحكومة المأمون، وذلك لأنَّه في عام ( 199) هجرية نهض " محمد بن ابراهيم طباطبا " وهو من العلويين المحبوبين والعظام، وأعانه في نهضته " أبو السرايا " وحدثت نهضات أخرى في العراق والحجاز قامت بها مجموعات أخرى من العلويين، واستغل هؤلاء الضعف الحاصل في بني العباس تنيجة للصارع بين المأمون والأمين وما ترتب على ذلك من تبعثر النظام، فتسلطوا على بعض المدن، والمنطقة الواقعة بين الكوفة واليمن كانت كلها تقريبا تعيش حالة الاضطراب والتمرد ولم يستطع المأمون التغلب على هذه الاضطرأبا ت إلا بعد جهد عسير … .
والمأمون رجل ذكي ومكار، ولهذا فكر في اسناد الخلافة أو ولاية العهد إلى شخص كالإمام الرضا (عليه السلام) حتى يساعده على تثبيت اسس حكومته المتزلزلة، فقد كان يأمل من وراء هذه المبادرة ان يستطيع التصدي لنهضة العلويين ويوفر لهم ما يرضي طموحاتهم.
ومن الواضح ان اسناد الخلافة أو ولاية العهد للإمام كان موقفاً سياسياً مدروساً، وإلا فان من يقتل أخاه من أجل التسلط ويعيش حالة الفسق والفجور في حياته الخاصة لا يمكن ان يتحول فجأة إلى متدين زاهد بحيث يتنازل حتى عن الخلافة والسلطان ، وأفضل شاهد على كون المأمون مكاراً وخداعاً هو عدم قبول الإمام ذلك العرض منه. ولو كان المأمون صادقاً في قوله وعمله لما رفض الإمام اطلاقاً استلام زمام الخلافة وذلك لأنَّه لا يوجد من هو أنسب من الإمام لها.
وهناك شواهد تاريخية أخرى تكشف بوضوح سوء نية المأمون، ونشير هنا إلى بعض الموارد بعنوان انها نموذج فحسب:
عيَّن المأمون بعض الجواسيس على الإمام حتى يراقبوا جميع الأمور وينقلوها إليه بواسطة التقارير، وهذا بنفسه دليل على عداوة المأمون للإمام وعدم إيمانه به وعدم حسن نيته معه ونلاحظ في الروايات الإسلامية هذا النص:
( كان هشام بن ابراهيم الراشي من اقرب الناس عند الإمام الرضا (عليه السلام) بحيث انه يسير أمور الإمام، لكنّه لما جيء بالإمام إلى مَرْو اتصل هشام بـ" الفضل بن سهل ذي الرياستين ،وزير المأمون " وبالمأمون نفسه، وتوطدت العلاقات بينهما إلى الحد الذي لم يخف عنه شيئاً، فعينه المأمون حاجباً للإمام ( وهو الذي يتولى تنظيم الدخول عليه واللقاء به ) ، ولم يكن هشام يسمح لأحد بالدخول على الإمام إلا لمن يرغب وكان يتشدد مع الإمام ويضيق عليه. حتى انّ أصحاب الإمام وأتباعه المخلصين لم يكونوا قادرين على لقائه، وكل ما يتحدث به الإمام في بيته كان هشام ينقله إلى المأمون والفضل بن سهل … ) ( حياة الإمام الرضا، لجعفر مرتضى الحسيني ص 213،214 ، البحارج49 ص 139، ومسند الإمام الرضا ج1 ص 77،78، وعيون الاخبار ج2 ص 153).

يقول ( أبو الصلت ) في مجال عداوة المأمون للإمام:

كان الإمام (عليه السلام) يناظر العلماء ويتغلب عليهم ، فيقول الناس: والله انه أولى بالخلافة من المأمون، فيتلقف الجواسيس هذا الأمر وينقلونه إلى المأمون ( حياة الإمام الرضا ص 214 والبحار ج49 ص 290، وعيون الاخبارج2  ص 239).
ونلاحظ أيضاً ان "جعفر بن محمد بن الاشعث" كان يرسل إلى الإمام بعض الرسائل أيام كان الإمام في خراسان وعند المأمون، ويوصي الإمام ان يحرقها بعد الإطلاع عليها حتى لا تقع بيد الآخرين، والإمام يطمئنه ويقول: " إنني احرق رسائله بعد قراءتها" ( حياة الإمام الرضا ص 214، كشف الغمة ج3 ص 92، ومسند الإمام الرضا ج1 ص 178، وعيون الخبار ج2 ص 219).
ونلاحظ أيضاً ان الإمام (عليه السلام) في تلك الأيام التي كان فيها عند المأمون ويعد في الظاهر ولياً للعهد يكتب في جواب ( أحمد بن محمد البزنطي) :
(وأما إنك طلبت الاذن في لقائي فان مجيئك إليّ صعب عسير، فهم يتشددون معي كثيراً، وهذا الأمر ليس ميسورا لي حالياً، وسوف يسهل اللقاء ان شاء الله قريباً ) ( حياة الإمام الرضا ص 215، ورجال المامقاني ج1 ص 97، وعيون الاخبار ج2 ص 212).
والأوضح من الجميع أن المأمون نفسه كان في بعض الأحيان يعترف لبعض المقربين إليه والمرتبطين به بأهدافه الواقعية لموافقه مع الإمام ويكشف بصراحة نياته الخبيثة:
يقول المأمون في جوابه " حميد بن مهران ، وهو أحد افراد بلاطه " وجماعة من العباسيين الذين جاءوا إليه معترضين عليه موضوع اسناد ولاية العهد للإمام الرضا :
( …  إنَّ هذا الرجل كان مخفياً وبعيداً عنّا، وكان يدعوا لنفسه، ونحن أردنا أن نجعله ولي عهدنا حتى تصبح دعوته لنا، ويعترف بسلطاننا وخلافتنا، وحتى يدرك المعجبون به ان ما يدعيه لنفسه ليس فيه، وان هذا الأمر ـ وهو الخلافة ـ مختص بنا وليس له فيه نصيب ، وكنا خائفين اننا إذا تركناه وحاله ان يحدث اضطرأبا  في البلاد بحيث لا نستطيع الوقوف في وجهه، فيوجد وضعاً نعجز عن مقابلته … ) ( حياة الإمام الرضا ص 364، وشرح ميمية أبي فراس ص 196، وعيون الاخبارج2 ص 170 ، والبحار ج49 ص 183، ومسند الإمام الرضا ج2 ص 96).
وبناءً على هذا فالمأمون لم يكن ذانية حسنة في اسناد الخلافة أو ولاية العهد للإمام، وإنّما كان يهدف إلى أشياء أخرى من وراء هذه اللعبة السياسية، فهو من ناحية كان يقصد ان يجعل الإمام بلونه ويلوث تقوله وقدسيّته، ومن ناحية أخرى لو أنًّ الإمام وافق على ايّ واحد من اقتراحيه ـ الخلافة وولاية العهد ـ كما أراد المأمون فانّ الأمر كان ينتهي لصالح المأمون، وذلك لأنَّه لو قبل الإمام الخلافة فسيصبح المأمون وليّ عهده ـ كما اشترط هو ذلك ـ وبهذا يؤمن لسلطته الشرعية والقانونية، ثم يتأمر في الخفاء ويقضي على الإمام، ولو قبل الإمام ولاية العهد فانه اعتراف بسلطة المأمون وابقاء لها على ما هي عليه … .
وقد اختار الإمام حلاً ثالثاً، فمع قبوله ولاية العهد بالضغط والاجبار لكنّه تصرف بأسلوبه الخاص بحيث حرم المأمون من تحقيق أهدافه في التقرب للإمام واكتساب الشرعية، وفضح للمجتمع ان هذه الحكومة طاغوت وليست حكومة إسلامية … .

 من المدينة إلى مَرْو :

كما ذكرنا فالمأمون قد عزم على ان يأتي بالإمام الرضا (عليه السلام) إلى مرو لتحقيق أهدافه السياسية وارضاء العلويين الذين كان بينهم دائماً رجال شجعان وعلماء وزهاد ، وأظهر المأمون أنه محب للعلويين عموماً وللإمام (عليه السلام) بصورة خاصة، وقد تصرف المأمون بمهارة فائقة بحيث انطلى الأمر حتى على بعض الافراد من الشيعة الذين يتمتعون بقلوب طاهرة سليمة، ولهذا فان الإمام الرضا (عليه السلام) نبّه بعض أصحابه ممن يحتمل ان يتأثر بتظاهر وريائه بقوله:
( لا تغتروا بقوله ، فما يقتلني والله غيره، ولكنّه لابد لي من الصبر حتى يبلغ الكتاب أجله ) ( البحار ج49 ص 189).
أجل، لقد أمر المأمون " فيما يتعلق بتنصيب الإمام ولياً للعهد " عام (200) هجرية بحمل الإمام الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى مرو (الكافي ج1 ص 498، منتهى الآمال ).
يقول رجاء بن أبي الضحاك، وهو المبعوث الخاص للمامون :
بعثني المأمون في أشخاص علي بن موسى الرضا (عليه السلام) من المدينة وأمرني ان أخذ به على طريق البصرة والأهواز وفارس، ولا أخذ به على طريق قم، وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار حتى أقدم به عليه فكنت معه من المدينة إلى مرو، فوالله ما رأيت رجلاً كان أتفى لله منه ولا اكثر ذكراً له في جميع اوقاته منه، ولا اشد خوفاً لله عزوجل … . (البحار ج49 ص 91، عيون اخبار الرضا ج2 ص 178).
ويقول أيضاً : عندما سرنا من المدينة إلى مرو لم نمر بمدينة الا خف أهلها إليه واستفتوه عن شؤونهم الدينية، وكان (عليه السلام) يجيبهم بأجوبة شافية كافية، ويحدثهم بكثرة مستنداً إلى أبا ئه الكرام ومنتهياً إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ( عيون اخبار الرضاج2 ص 181، 182).
يقول أبو هاشم الجعفري :
(( لمّا بعث المأمون رجاء بن أبي الضحاك لحمل أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) على طريق الاهواز، لم يمر على طريق كوفة، فبقي به أهلها وكنت بالشرقي من ابيدج " موضع " فلما سمعتُ به سرت إليه بالأهواز وانتسبت له وكان أول لقائى له، وكان مريضاً، وكان زمن القيظ فقال: (ابغني طبيباً). فأتيته بطبيب فنعت له بقلة فقال الطبيب: لا اعرف احداً على وجه الارض يعرف اسمها غيرك، فمن أين عرفتها الا انها ليست في هذا الاوان ولا هذا الزمان، قال له: (فابغ لي قصب السكر)، فقال الطبيب وهذه أدهى من الاولى ما هذا بزمان قصب السكر، فقال الرضا (عليه السلام) : (هما في أرضكم هذه وزمانكم هذا، وهذا معك فامضيا إلى شاذروان الماء واعبراه فيرفع لكم جوخان " أي بيدر " فاقصداه فستجدان رجلاً هناك اسود في جوخانه فقولا له أين منبت قصب السكر واين منابت الحشيشة الفلانية " لم يتذكر أبو هاشم اسمها " فقال يا أبا  هاشم دونك القوم فقمت وإذا الجوخان والرجل الاسود) قال: فسألناه فأومأ إلى ظهره فإذا قصب السكر فأخذنا منه حاجتنا ورجعنا إلى الجوخان فلم نرصاحبه فيه، فرجعنا إلى الرضا (عليه السلام) فحمد الله .
فقال لي المتطبب : ابن من هذا ؟
قلت : ابن سيد الانبياء .
قال: فعنده من اقاليد النبوة شيء؟
قلت: نعم ، وقد شهدت بعضها وليس بنبي.
قال: وصي نبيّ؟
قلت: اما هذا فنعم .
فبلغ ذلك رجاء بن أبي الضحاك فقال لأصحابه لئن اقام بعد هذا ليمدن إليه الرقاب فارتحل به)) ( بحار الانوار ج49 ص 118).

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة