banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ـ الجزء الثاني

 
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ـ الجزء الثاني

وكان سبب شخوص أبي الحسن (عليه السلام) من المدينة إلى سرّ من رأى أن عبدالله بن محمد كان يتولّى الحرب والصلاة في مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فسعى بأبي الحسن إلى المتوكل، وكان يقصده بالأذى، وبلغ أبا الحسن (عليه السلام) سعايته به فكتب إلى المتوكل يذكر تحامل عبدالله بن محمد عليه وكذبه فيما سعى به، فتقدم المتوكل باجابته عن كتابه ودعائه فيه إلى حضور العسكر على جميل من الفعل والقول فخرجت نسخة الكتاب وهي:
( بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فانّ أمير المؤمنين! عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقّك، مؤثر من الامور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم ويثبت به عزّك وعزّهم ويدخل الأمن عليك وعليهم ويبتغي بذلك رضا ربّه واداء ما فرض عليه فيك وفيهم.
فقد رأى أمير المؤمنين صرف عبدالله بن محمد عمّا كان يتولى من الحرب والصلاة بمدينة الرسول، اذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقّك واستخفافه بقدرك، وعندما قرفك به ونسبك إليه من الامر الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيّتك في برّك وقولك وأنّك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه، وقد ولّى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمره بالكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى امرك ورايك، والتفرب إلى الله وإلى أمير المؤمنين بذلك، وأمير المؤمنين مشتاق اليك، يحبّ احداث العهد بك والنظر إلى وجهك.
فان نشطت لزيارته والمقام قبله ما احببت، شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة طمأنينة ترحل اذا شئت وتنزل اذا شئت وتسير كيف شئت، فان احببت ان يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين! ومن معه من الجند يرحلون برحيلك، يسيرون بمسيرك، فالامر في ذلك اليك وقد تقدّمنا إليه بطاعتك.
فاستخر الله حتى توافي أمير المؤمنين! فما احد من اخوته وولده وأهل بيته وخاصّته الطف منه منزلة ولا احمد له اثرة ولا هو لهم أنظر وعليهم اشفق وبهم أبّر وإليهم اسكن منه اليك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته) ( البحار ج 50، ص 200).
ولا شكّ في انّ الإمام (عليه السلام) كان مطلّعاً على سوء نيّة المتوكل ولكنه لم يكن له بدّ من الرّحيل إلى سامرّاء، وذلك لانّ امتناعه عن تلبية دعوة المتوكل يغدو وثيقة بيد الساعين يثيرون المتوكل بها ويصبح ذريعةت مناسبة له، والشاهد على انّ الإمام (عليه السلام) كان عالماً بنيّة المتوكل وقد اضطر للسّفر هو ما كان يقوله (عليه السلام) فيما بعد في سامرّاء:
( أُخرجت إلى سرّ من رأى كُرهاً) ( بحار الانوار ج50 ص 129).
فلمّا وصل الكتاب إلى أبي الحسن (عليه السلام) تجهز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمة حتى وصل سرّ من رأى، فلما وصل إليها تقدم المتوكل بان يحجب عنه في يومه، فنزل في خان يقاله له خان الصعاليك ( وهو مكان معدّ للمستجدين والفقراء ) وأقام به يومه، ثمّ تقدّم المتوكّل بافراد دار له فانتقل إليها ، واحترمه في الظاهر ولكنه في الخفاء حاول تشويه سمعة الإمام إلا أنه لم ينجح في ذلك ( الإرشاد للمفيد ص 313 ـ 314 ـ الفصول المهمة لابن صباغ المالكي، ص 279 ـ 281 ـ نور الابصار للشبلنجي، ص 182).
يقول صالح بن سعيد:
"دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) يوم  وروده فقلت له: جُعلت فداك في كل الامور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى انزلوك هذا المكان الاشنع خان الصّعاليك ، فقال: (ها هنا انت يا ابن سعيد؟) ثمّ أومأ بيده فاذا أنا بروضات أنيقات، وأنهار جاريات، وجنّات فيها خيرات عطرات، وولدان كأنّهنّ اللّؤلؤ المكنون، فحار بصري وكثر عجبي فقال (عليه السلام) لي: (حيث كنّا فهذا لنا يا ابن سعيد، لسنا في خان الصّعاليك)"( الإرشاد للمفيد ص 313 ـ 314).
وقد لقي الإمام الهادي (عليه السلام) أشدّ العناء والعذاب خلال فترة إقامته في سامرّاء، ولا سيما من المتوكل حيث كان يتعرض باستمرار للتهديد والايذاء منه ويواجه الخطر الجسيم والنماذج التي تذكرها لاحقاً تدل على الوضع الخطير. للإمام في سامراء وتصلح شاهداً على مدى تحمّله وصبره ومقاومته في مقابل الطّواغيت الظالمين.
 يقول الصقر بن أبي دلف الكرخي:
 "لمّا حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن العسكري (عليه السلام) جئت أسأل عن خبره، قال: فنظر إليّ الزرافي ـ وكان حاجباً للمتوكل ـ فأمر ان ادخل إليه فأدخلت إليهن فقال: يا سقر ما شأنك؟ فقلت : خير أيّها الأستاذ، فقال: اقعد فأخذني ما تقدّم وما تأخّر، وقلت: اخطأت في المجيء.
قال: فوحى الناس عنه ثم قال لي: ما شأنك وفيم جئت؟
قلت: لخيرمّا، فقال: لعلّك تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له: ومن مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين!، فقال: اسكت! مولاك هو الحق فلا تحتشمني فانّي على مذهبك، فقلت: الحمدلله.
قال: أتحبّ ان تراه؟ قلت: نعم، قال : اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده.
قال: فجلست فلما خرج قال لغلام له: خذ بيد الصّقر وأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس، وخّلّ بينه وبينه، قال: فأدخلني إلى الحجرة وأومأ إلى بيت فدخلت فاذا هو جالس على صدر حصير بحذاه قبر محفور، قال: فسلّمت عليه فردَّ عليّ ثمّ أمرني بالجلوس ثمّ قال لي: (ياصقر ما أتى بك؟) قلت: سيدي جئت اتعرف خبرك؟ قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إليّ فقال: (يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن) ، فقلت: الحمد لله ، ثم سألته عن حديث مرويّ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأجانبي، ثم قال (عليه السلام): (ودّع واخرج فلا آمن عليك)"( بحار الانوار ج50 ص 195 ـ 194).
قال المسعودي في مروج الذهب:
"سعي إلى المتوكل بعلي بن محمد الجواد (عليهم السلام) انّ في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم، وأنه عازم على الوثوب بالدولة فبعث إليه جماعة من الاتراك، فهجموا داره ليلاً فلم يجدوا فيها شيئاً ووجده في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرّمل والحصا وهو متوجه إلى الله تعإلى يتلو آيات من القرآن.
فحمل على حاله تلك إلى المتوكل وقالوا له: لم يجد في بيته شيئاً ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة، وكان المتوكل جالساً في مجلس الشرب فدخل عليه والكأس في يد المتوكل، فلما رآه ها به وعظمّه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس التي كانت في يده، فقال: والله ما يخامر لحمي ودمي قطّ، فاعفني فأعفاه، فقال: أنشدني شعراً، فقال (عليه السلام): (إنّيّ قليل الرواية للشعر) ، فقال: لابدّ، فانشده (عليه السلام) وهو جالس عنده:
باتوا على قلل الاجبال تحرسهم***  غلب الرجال فلم تنفعهم القلــل
واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم ***  وأُسكنوا حفراً يا بئس ما نزلـوا
ناداهم صارخ من بعد دفنهـم ***  أين الأساور والتيجان والحلــل
اين الوجوه التي كانت منعّمة  *** من دونها تضرب الأستار و الكلل
فأفصح القبر عنهم حين سائلهم***  تلك الوجوه عليها الدّود تقتتــل
قد طال ما أكلوا دهراً وقد شربوا  *** وأصبحوا اليوم بعد الأكل قد أُكلوا
قال: فبكى المتوكل حتى بلّت لحيته دموع عينيه، وبكى الحاضرون، ودفع إلى علي (عليه السلام) اربعة آلاف دينار، ثم ردّه إلى منزله مكرّماً ( البحار ج50 ص 211 ـ 212).
ومرّة أخرى هاجموا دار الإمام: فقد مرض المتوكل مرضاً اشرف منه على التّلف، فوصف له الإمام (عليه السلام) دواءً لعلاجه، وعوفي بسبب تناوله ذلك الدّواء. وبشّر امّ المتوكل بعافيته فحملت إلى أبي الحسن (عليه السلام) عشرة آلاف دينار تحت ختمها.
فلمّا كان بعد أيّام سعى البطحائي بأبي الحسن (عليه السلام) إلى المتوكل فقال: عنده سلاح وأموال، فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب ان يهجم ليلاً عليه ويأخذ ما يجد عنده من الأموال والسّلاح ويحمل إليه.
فقال ابراهيم بن محمد: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلى دار أبي الحسن (عليه السلام) بالليل، ومعي سلّم فصعدت منه إلى السطح، ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظّلمة، فلم ادر كيف اصل إلى الدار فناداني أبو الحسن (عليه السلام) من الدار: يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة، فلم ألبث أن آتوني بشمعة فنزلت فوجدت عليه جبّة من صوف وقلنسوة منها وسجّادته على حصير بين يديه وهو مقبل على القبلة فقال لي: دونك بالبيوت.
فدخلتها وفتشتها فلم أجد فيها شيئاً، ووجدت البدرة مختومة بخاتم امّ المتوكل وكيسا مختوماً معها، فقال أبو الحسن (عليه السلام):
دونك المصلّى فرفعت سيفا في جفن غير ملبوس، فأخذت ذلك وصرت إليه.
فلّمّا نظر إلى خاتم امّه على البدرة بعث إليها، فخرجت إليه، فسألها عن البدرة، فأخبرني بعض خدم الخاصة انها قالت له: كنت نذرت في علّتك ان عوفيت ان احمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه وهذا خاتمك على الكيس ما حركّها. وفتح الكيس الاخر وكان فيه اربع مائة دينار، فأمر ان يضم إلى البدرة بدرة أخرى وقال لي: احمل ذلك إلى أبي الحسن واردد عليه السيف والكيس بما فيه، فحملت ذلك إليه واستحييت منه، وقلت: يا سيدي عزّ عليّ بدخول دارك بغير اذنك، ولكنّي مأمور به، فقال لي:
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)" ( احقاق الحق ج12 ص 452، 453، الفصول المهمة لابن صباغ المالكي ص 281 ـ 282).
وبعد معاناة طويلة انتهت الحكومة الغاشمة للمتوكل، فبتحريض من إبنه ( المنتصر ) قامت مجموعة من الاتراك المسلحين بقتله وقتل وزيره الفتح بن خاقان بينما كانا منهمكين في شرب الخمر واللهو وبذلك تطهّرت الارض من وجوده النحطّ ( تتمة المختصر في اخبار البشر ج1 ص 341 ـ 342).
واستلم المنتصر في صبيحة تلك الليلة التي قتل فيها المتوكل مقاليد الخلافة وأمر بهدم بعض قصور ابيه. ( تتمة المنتهى ص 243) .
ولم يؤذ العلويين وإنّما اظهر الرّأفه والعطف عليهم وأجاز زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وابدى للزائرين الخير والاحسان ( تتمة المختصر في اخبار البشر ج1 ص344).
وأصدر امره باعادة ( فدك ) إلى اولاد الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام)، ورفع الحظر عن الاوقاف العائدة إلى آل أبي طالب، ( تتمة المنتهى ص 244) .
وكانت فترة خلافة المنتصر قصيرة فقد امتدّت ستة اشهر فحسب، وتوفي في عام ( 248) هجري ( تاريخ اليعقوبي ج2 ص 493 ـ تتمة المختصر في اخبار البشر ج1 ص 344).
وانتقلت الخلافة من بعده إلى ابن عمه ( المستعين ) وهو حفيد المعتصم، وقد سلك طريقة الخلفاء السابقين، وفي اثناء حكمه نهضت مجموعة من العلويين وانتهى بها الامر إلى القتل.
ولم يستطع المستعين الصمود في وجه تمرّد الأتراك من جيشه، فاستخرج المتّمرّدون المعتزّ من السجن وبايعوه. وبذلك ارتفع نجم المعتزّ واضطرّ المستعين ليبدي استعداده للصلح معه وصالحه المعتز بحسب الظاهر واستدعاه إلى سامراء ولكنه في وسط الطريق أمر به فقتل ( المختصر في اخبار البشر ج2 ص 42 ـ44).
وقد جرت سيرة المستعين على اطلاق ايدي بعض المقربين إليه وزعماء الاتراك في نهب بيت المال والعبث به حسب ما تقتضيه اهواؤهم ( المختصر في اخبار البشر ج2 ص 42 ـ 43 تاريخ اليعقوبي ج2 ص 499 ـ تتمة المنتهى ص 246).
ولكنه كان يسلك مع ائمّتنا المعصومين (عليهم السلام) سلوكاً مشينا جدّاً وقاسيا، وبناءً على بعض الروايات فانّه قد تعرض للعن من قبل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وانتهت حياته (بحار الانوار ج50 ص 249).
وبعد المستعين استلم الخلافة ( المعتزّ) وهو ابن المتوكل واخ المنتصر. وكان موقفه من العلويين سيئاً جداً. وخلال حكمه تعرضت طائفة من العلويين للقتل أو دُسّ إليها السم. وفي زمانه أيضاً استشهد الإمام الهادي (عليه السلام).
   وأخيراً فقد واجه المعتز تمرّداً اشترك فيه زعماء الأتراك وآخرون وعزلوه عن الحكم وضرب وجرح على ايديهم ثم القوابه في سرداب واغلقوا عليه بابه حتى هلك في داخله ( تتمة المنتهى ص 252 ـ 254 ـ المختصر في اخبار البشر ج2 ص 45).

  محاصرة الإمام (عليه السلام) واستشهاده :

 إنّ كلّ باحث عندما يتأمّل في حاية الإمام الهادي (عليه السلام) يدرك ان هذا الإمام الجليل قد عاش حياته كلّها تحت الضغط والحصار المروع، ومن الواضح ان هذا الوضع لميكن مقصوراً على هذا الزمان وإنّما كان الأمر على هذا المنوال طيلة مرحلة بني أميّة وبني العباس سوى فترات محدودة، فقد كان الخلفاء الغاصبون يدوسون بأقدامهم على المجتمع ولا يهتمون بمصالحه ويتخذون الناس وسيلة لتحقيق مصالحهم الشخصيّة ومنا فعهم الذّاتيّة، وفي أثناء تسلط الخلفاء الظالمين كان الرعب والفزع مسيطراً بحيث لم يجرؤ الناس على القيام ضدّ الطغاة، والانتفاع بقيادة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وايجاد الحكومة الإسلامية الحقيقية، ومنهنا فقد كانت علاقة الأمّة بالإمام محدودة جداً، وكما مرّ علينا فان حكومة ذلك أجبرت الإمام الهادي (عليه السلام) على الرحيل من المدينة إلى مركزالخلافة حينذاك، أي سامراء، وجعلته (عليه السلام) تحت الرقابة الشديدة، ومع كلّ الضغوط المسلطة عليه فانّ الإمام (عليه السلام) تحمل الآلام والمحدوديات المفروضة عليه ولم يستسلم لرغبات الظالمين، ومن البديهي ان شخصيّة الإمام القوية ومركزه الاجتماعي الرفيع ونضاله السلبي وعدم تعاونه مع الخلفاء ـ كل هذه الامور ـ كانت مرعبة للطواغيت ومُرّة المذاق، وكان بنو العباس يعانون من هذا الامر كثيراً وباستمرار، وبالتالي فقد توصلوا إلى الحيلة الوحيدة لمعالجته وهو اطفاء نور الله وقتل ذلك الإمام الجليل.

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة