banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ـ الجزء الأول

 
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ـ الجزء الأول

نبذة من حياة الإمام (عليه السلام):

يعدّ الإمام أبو الحسن عليّ الهادي (عليه السلام) الإمام العاشر للشيعة، وقد ولد في منتصف شهر ذي الحجة سنة ( 212 ) هجرية في محلّ واقع في أطراف المدينة يسمّى ( صريا ) ، وأبوه هو الإمام التاسع الجواد (عليه السلام) وأمّه هي السيدة الجليلة ( سمانة ) وكانت أمَةً ذات فضيلة وتقوى ( أعلام الورى ص355 إرشاد المفيد ص307).
وأشهر القاب الإمام العاشر هو ( الهادي ) و ( النقي )، ويسمى أيضاً بـ ( أبي الحسن الثالث ) ( أعلام الورى ص355)، ( وفي اصطلاح رواة الشيعة أبو  الحسن الأول هو الإمام السابع موسى بن جعفر وأبو  الحسن الثاني هو الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليهم السلام)).
وقد استلم الإمام الهادي (عليه السلام) منصب الإمامة سنة ( 220 ) هجرية وذلك بعد استشهاد والده الكريم وقد كان عمره الشريف آنذاك ثمانية أعوام ، واستمرّت فترة إمامته ثلاثاً وثلاثين سنة، وعمّر واحداً واربعين عاماً وعدة شهور وفي سنة ( 245) هجرية استشهد سلام الله عليه.
وقد نقل من شاهد الإمام (عليه السلام) : إنَّهُ كان متوسط القامة وذا وجه أبيض اللون مشرّباً بحمرة وذا عيون كبيرة وحواجب واسعة، واسارير وجهه تبعث على الفرح والسرور (منتهى الامال ص 243).
وقد عاصر خلال حياته سبع حكومات من الخلفاء العباسيين، فكان قبل إمامته معاصراً للمأمون والمعتصم أخ  المأمون، وفي أثناء إمامته عاصر ما تبقى من حكومة المعتصم، وحكومة الواثق ابن المعتصم، والمتوكل أخ الواثق، والمنتصر ابن المتوكل، والمستعين ابن عم المنتصر، والمعتز وهو الابن الآخر للمتوكل، ثم استشهد في عصر المعتز ( أعلام الورى ص355 إرشاد المفيد ص 307 ، تتمة المنتهى ص 201، 208).
وفي اثناء حكم المتوكل جاءوا بالإمام ـ بأمر من هذا الطاغية ـ من المدينة إلى سامراء التي كانت آنذاك مركز حكم العباسيين، وأقام فيها الإمام إلى آخر عمره الشريف ( أعلام الورى ص355، إرشاد المفيد ص307، تتمة المنتهى ص 201، 208).
وأبناء الإمام (عليه السلام) هم: الإمام الحادي عشر الحسن العسكري (عليه السلام) ، والحسين ومحمد وجعفر وبنت واحدة تسمى ( عليّة )، (أعلام الورى ص 366).

 سلوك الخلفاء :

إنّ استمرار النضال والمعارضة من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للخلفاء الغاصبين الظالمين يعتبر من الصفحات الدموية المليئة بالفخر والاعتزاز من تاريخ الإسلام والتشيع. فأئمّتنا الكرام عليهم الصلاة والسلام كانوا مغضبين للحكام المستبدين واذنابهم الظالمين بما يتميزون به من مواقف صلبة غير متخاذلة ازاء الظلم، ومن مواقف شجاعة في الدفاع عن الحق والعدالة، ولمّا كان الخلفاء الغاصبون يعلمون انّ أئمّة الشيعة ينتهزون كلّ فرصة لهداية الناس واحقاق الحق والدفاع عن المظلوم والوقوف في وجه الظلم والفساد فانهم كانوا يشعرون بالخطر الجسيم يهددهم من جانب هذه الجماعة التي كرّست كلّ جهودها للهداية والإرشاد والصمود.
والخلفاء العباسيون ـ الذين حلّوا محلّ الخلفاء الامويين الظلمة بالتّآمر والخداع وحكموا الناس باسم الخلافة الإسلامية ـ هم كأسلافهم الغاصبين لم يدّخروا جهداً لقمع أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتلويث سمعتهم، وحاولوا بكل ما أوتوا من قوّة ان يشوهوا الصورة النقية لقادة المسلمين الحقيقيين ويسقطوهم عن منزلتهم الراقية، واستعملوا الدّسائس المختلفة لابعاد اولئك الكرام عن مقام قيادة الناس ومحو حبّ الأمّة لهم …
وحِيَل المأمون العباسي للوصول إلى هذا الهدف وخططه الجهنّميّة لاظهار حكومة بمظهر الشّرعيّة والقانونية واستلام منصب القيادة واخفاء شمس الإمامة، ليست مخفيّة على المطّلعين على تاريخ الأئمة (عليهم السلام) والخلفاء، وقد اشرنا إلى بعض جوانب هذا الموضوع خلال دراستنا لحياة الإمام الثامن والإمام التاسع (عليهم السلام).
فبعد المأمون استمر المعتصم العباسي في نفس تلك الخطط والمؤامرات التي كان ينفذها سلفه في أهل بيت النبوة والإمامة ومن هنا فقد استقدم الإمام الجواد (عليه السلام) من المدينة إلى بغداد وجعله تحت المراقبة الشديدة ثمّ بالتالي أدّى به إلى القتل، وسجن أيضاً بعض العلويين بذريعة انّهم لم يرتدوا الملابس السّوداء (  وهي الملابس الرّسميّة للعباسيين) حتى ماتوا في السدن ( أو قتلهم) ( مقاتل الطالبيين ص 589).
وقد مات المعتصم في سامراء عام (227) هجري ( المختصر في أخبار البشر ج1 ص34) فحلّ محلّه في الحكم إبنه الواثق، واقتفى اثر ابيه المعتصم وعمّه المأمون.
وكان الواثق مثل سائر الخلافاء المتظاهرين بالإسلام مرفّهاً وشرّاباً للخمر، وكان مفرطاً في هذه المجالات بحيث كان يلجأ لتناول بعض العقاقير الخاصّة لتوفّر له امكانيّة الاستمرار في لذّاته، وكانت هذه العقاقير هي التي أدّت به في نهاية الامر إلى الموت ( تتمة المنتهى ص 229 ـ 231) ، فمات في سامراء سنة (232) هجرية.
وسلوك الواثق مع العلويين لم يكن قاسياً ولهذا السبب تقاطر العلويون وآل أبي طالب على سامراء في زمانه واجتمعوا فيها وقد عاشوا في رفاه نسبي خلال تلك الفترة، ولكنهم تفرقوا خلال حكم المتوكل.  
   وبعد الواثق جاء اخوه المتوكل وأصبح خليفة، ويعتبر من اكثر الحكام العباسيين انحطاطاً وسقوطاً وأشدّهم جريمة، وقد عاصر الإمام الهادي (عليه السلام) المتوكل اكثر من سائر الخلفاء العباسيين، واستمرت فترة معاصرته له اكثر من اربعة عشر عاماً كانت هذه الفترة الطويلة من أصعب وأقسى السنين في حياة هذا الإمام الكريم واتباعه المخلصين، وذلك لانّ المتوكل كان من اكثر خلفاء بني العباس كفراً وكان رجلاً خبيثاً وساقطاً وكان قلبه مملوءاً بالحقد والعداوة لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وأهل بيته الكرام وشيعته، وقد واجه العلويون في ظل حكومته القتل أودسّ السّم أوانّهم فرّوا وتواروا عن الأنظار ( مقاتل الطالبيين ص 597 ـ 632).
وكان المتوكل يحث الناس ـ بواسطة نقل احلام له ورؤى كاذبة ـ على اتّباع ( محمد بن ادريس الشافعي ) الذي كان ميتاً في زمانه ( تاريخ الخلفاء ص 351 ـ 352). وكان هدفه من هذا هو صرف الناس عن اتابع الائمة (عليهم السلام).
وفي سنة ( 236 ) هجرية أمر بهدم قبر سيدالشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وهدم ما حوله من الدّور وان يعمل مزارع، ومنع الناس من زيارته، وخُرّب وبقي صحراء ( تاريخ الخلفاء ص 347).
وكان خائفاً من ان يغدو قبر الإمام الحسين (عليه السلام) قاعدة ضدّه، ومن ان يصبح نضاله واستشهاده (عليه السلام) ملهماً لتحرك ونهوض شعبي في مقابل ظلم خلافته، الا ان الشيعة ومحبي سيدالشهداء لم يكفّوا اطلاقاً وتحت أي ظرف من الظروف عن زيارة تلك البقعة الطاهرة، حتى انه قد نقل ان المتوكل قد هدم ذلك القبر الشريف سبع عشرة مرّة، وهدّد الزائرين بمختلف التهديدات وجعل مخفرين للمراقبة في اطراف القبر، ومع كلّ هذه الجرائم فانّه لم يفلح في صرف الناس عن زيارة سيد الشهداء، فقد تحمل الزائرون مختلف اصناف التعذيب والايذاء واصلوا الزيارة ( مقاتل الطالبيين ص 597 ـ599 تتمة المنتهى ص240 فما بعد). وبعد قتل المتوكل عاد الشية بالتعاون مع العلويين لتعمير واعادة بناء قبر الإمام الحسين (عليه السلام) ( مقاتل الطالبيين ص 599).
وقد أغضب المسلمين هدمُ قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، فراح أهل بغداد يكتبون الشعارات المضادّة للمتوكّل على الجدران وفي المساجد، ويهجونه بواسطة الشعر. وهذه الابيات من الشعر من جملة الهجاء الذي قيل في ذلك الطاغية المستبدّ :
( بـالله ان كانت أميّة قـد أتت ******قتل ابن بنت نبيّها مظلوما
فلـقد أتـاه بنـو أبيـه بمثلـه ******هذا لعمري قبره مهدوما
أسفوا على ان لا يكونوا شاركوا ******في قتله فتتبّعوه رميما )
( تاريخ الخلفاء ص 347).
أجل ان الناس الذين لا تمتّد أيديهم إلى وسائل أعلام عصرهم ويرون المنابر والمساجد والاجتماعات والخطب في أيدي عملاء السلطة العبّاسيّة يعبّرون عن غضبهم واعتراضهم بهذه الصّورة.
وقد استغلّ الشّعراء الملتزمون الذين يشعرون بالمسؤوليّة مالديهم من فنّ وقريحة فأنشدوا قصائد ضدّ المتوكّل ونبهوا الناس على جرائم بني العباس، وفي المقابل فانّ المتوكلّ لم يتورّع عن ارتكاب ايّ   جريمة في سبيل اسكات الأصوات المعترضة والمخالفة، وكان يقمع بعنف العلماء والشّعراء وسائر الفئات التي عجز عن تويعها واخضاعها للتّعاون معه والاستسلام له وكان يعرّضها للقتل بأفجع الصّور.
فمثلاّ يعقوب بن السّكّيت ـ وهو شاعر واديب شيعيّ مشهور بحيث يطلق عليه انّه الإمام في العربية ـ ندبه المتوكل إلى تعليم ولديه: ( المعتّز ) و ( المؤيّد )، فنظر المتوكّل يوماً إلى ولديه وقال لابن السّكّيت: من احبّ اليك هما أو الحسن والحسين؟ فقال ابن السّكّيت: قنبر " يعني مولى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) " خير منهما!
فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى مات، وقيل أمر بسلّ لسانه فمات ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 348 ـ تتمة المختصر في اخبار البشر ج1 ص 342 ـ المختصر في اخبار البشر ج2 ص 41 ( وهناك اقوال أخرى مذكورة في كيفية استشهاده)).
وقد اطلق المتوكل يديه في نهب بيت مال المسلمين كسائر الخلفاء، وكان مسرفاً كما كتب المؤرخون في تاريخ حياته، حيث بنى القصور المتعدّدة والمتنوعّة، وأنفق على ( برج المتوكل ) " الذي لا يزال قائماً اليوم في سامراء " مليوناً وسبعائة الف دينار من الذّهب ! … . ( تاريخ اليعقوبي ص491 ).
ومن المؤلم حقّاً إنّه إلى جانب هذا الاسراف والتّبذير يعيش العلويون وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ضيق وعسر بحيث أنَّ طائفة من النساء العلويّات في المدينة ما كن يملكن ملابس كاملة تتيسّر فيها اقامة الصلاة وإنّما كان لديهن ثوب رثّ بال يتعاقبن عليه اثناء اداء الصلاة ويعتمدن في امرار المعاش على الخياطة، واستمرت هذه الصّعوبة والضيق معهنّ حتى مات المتوكل ( تتمة المنتهى ص 238) وحقد المتوكل وعداؤه لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) قد دفعه إلى سقوط ورذالة لا تصدّق، حيث كان المتوكل يأنس إلى النّواصب واعداء أهل البيت وقد اصدر أوامره لأحد المضحكين والمثرثرين ان يسخر ويستهزأ في مجلسه بأمير المؤمنين (عليه السلام) بصورة مخجلة، والمتوكل يتفرج على طريقة ادائه واطواره ويشرب الخمر ويقهقه قهقهة السّكارى! ( تتمة المختصر في أخبار البشر ج1 ص338).
وصدور مثل هذه الاعمال من المتوكل ليس بالأمر العجيب وإنّما الغريب والمؤلم هو وضع الذين ينصبون أمثال هذه الخنازير المنحطّة الوسخة حكاماً ويعدّونهم خلفاء للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن جملة اولي الامر للمسلمين، ويشيحون بوجوههم عن الإسلام الحقيقي وأهل بيت نبيّه الطاهرين ويتبعون أمثال هؤلاء الخلفاء! أسفاً على الانسان كيف ينحدر في الضلال إلى هذه المستويات.
أجل انّ جنون المتوكّل في الايذاء والجريمة قد بلغ الذّروة حتّى انّه في بعض الاحيان كان هو بنفسه يعترف بذلك!
يقول الفتح بن خاقان ( وهو وزيره) : 
"دخلت يوماً على المتوكل فرأيته مطرقاً متفكراً فقلت: يا أمير المؤمنين! ما هذا الفكر؟ فوالله ما على ظهر الارض أطيب منك عيشاً ولا أنعم منك بالاً. فقال: يا فتح أطيب عيشاً منّي رجل له دار واسعة وزوجة صالحة ومعيشة حاضرة لا يعرفنا فنؤذيه ولا يحتاج الينا فنزدريه … !!" ( تاريخ الخلفاء ص 353).
وقد بلغ ايذاء المتوكل وتعذيبه لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الحد الذي كان يعذب فيه الناس ويعاقبهم بذنب المحبّة والاتباع للأئمة الكرام، ولهذا فقد أصبح الأمر صعباً جدّاً على أهل بيت الطّهارة.
وعيّن المتوكّل عمر بن فرح الرخجي والياً على مكة والمدينة، وكان يكفّ الناس عن الاحسان إلى آل أبي طالب ويتشدّد كثيراً في هذا الامر فامتنع الناس خوفاً على أنفسهم عن بذل الرّعاية والحماية للعلويين وأمست الحياة صعبة جدّاً على أهل بيت أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) … . (تتمة المنتهى ص 238).

 دعوة الإمام إلى سامرّاء :

كان الخلفاء الظّالمون يشعرون بالخوف من نفوذ الأئمة (عليهم السلام) في المجتمع واهتمام وحبّ الناس لهم، ومن البديهيّ عندئذ ان لا يكفّوا ايديهم عن الأئمة الكرام وان لا يتركوهم لحالهم، وبالنسبة للمتوكل فإنّه علاوة على هذا الخوف المستبدّ بجميع المتقدّمين عليه كان يشعر بحقد مرير وعداوة مضاعفة لأهل بيت أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) ممّا كان يدفعه للمزيد من التشّدد والتضييق عليهم، ومن هنا فقد عقد العزم على نقل الإمام الهادي (عليه السلام) من المدينة إلى مكان قريب منه حتى يراقبه عن كتب.
وهكذا أبعد المتوكل الإمام في عام ( 234) هجريه من المدينة إلى سامراء بصورة محترمة، وأسكنه في بيت مجاور لمعسكره، وأقام الإمام في هذا البيت حتى آخر عمره الشريف، أي إلى سنة ( 254) هجريّة، وقد احتفظ بالإمام دائماً تحت مراقبته الشديدة، وسار على منهجه هذا الخلفاء الذين جاءوا من بعده، فكلّ واحد منهم كان يراقب الإمام بصورة شديدة حتّى استشهاده (عليه السلام) ( الفصول المهّمة لابن صباغ المالكي ص 283).

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة