banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ـ الجزء الثاني

الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ـ الجزء الثاني

قال: اننا نرث ( الكمال ) و ( التمام ) كما انزلهما الله على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال تعالى:
( اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) ( سورة المائدة الاية 3).
فالأرض لا تخلو ممن يستطيع النهوض بمثل هذه الاعمال بصورة كاملة.
وبسماع هذه الجمل حجظت عينا هشام واحمر وجهه من الغضب واطرق قليلا ثم رفع رأسه وقال: ألسنا نحن واياكم من ابناء ( عبدمناف)، فنحن متساوون في النسبة اليه؟
فقال الإمام: أجل لكن الله سبحانه اختصنا بميزات لم يمنحها للآخرين.
فسأل هشام:
( ألم يبعث الله النبي من ابناء عبدالمناف لكل الناس اجمعين من ابيض واسود واحمر؟ فمن اين ورثتم هذا العلم بينما لن يأتي نبي بعد نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنتم أيضاً لستم انبياء؟
فأجابه الإمام (عليه السلام) : لقد خاطب الله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن الكريم بقوله: ( لا تحرك به لسانك لتعجل به، ان علينا جمعه وقرآنه، فاذا قرأناه فاتبع قرآنه) ( سورة القيامة الاية16).
فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي تصرح الآية بان لسانه تابع لله قد اختصنا بميزات لم يمنحها للآخرين، ومن هنا فقد اودع عند أخيه علي (عليه السلام) اسراراً لم يكشفها للآخرين، ويقول الباري جلّت آلآؤه في هذا المجال:
( وتعيها أُذنٌ واعيةٌ) ( سورة الحاقة الاية12).
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : ( لقد طلبت من الله ان يجعلها اذنك).
وقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الكوفة:
( لقد فتح لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ألف باب من العلم يفتح من كل باب منها الف باب آخر).
وكما ان الله تعالى اختص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكمالات معينة فان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً اصطفى علياً (عليه السلام) وعلَّمه أموراً لم يعلّمها الاخرين، وعلمنا مكتسب من ذلك المنبع الفيّاض، ونحن وحدنا الذين ورثنا ذلك دون غيرنا.
فقال هشام: إنَّ علياً يدعي العلم بالغيب بينما الله لم يطلع احداً على الغيب.
فأجاب والدي:
(لقد انزل الله كتاباً على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بين فيه كل شيء مما يتعلق بالماضي والمستقبل الى يوم البعث، فهو عزوجل يقول في ذلك الكتاب:
( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيءٍ ) ( سورة النحل الاية 89).
وفي آية اخرى يقول تعالى :
( وكل شيءٍ احصيناه في إمام مبينٍ) ( سورة يس الاية12).
يقول أيضاً:
( ما فرطنا في الكتاب من شيءٍ) ( سورة الانعام الاية38).
وقد أمر الله سبحانه نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يُعلم علياً (عليه السلام) أسرار القرآن كلها، وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للأمة:
( عليٌ أقضاكم).
فبقي هشام صامتا … وغادر الإمام (عليه السلام) مجلسه) ( دلائل الإمامة للطبري الشيعي ـ ص104 ـ 106 الطبعة الثانية في النجف باختصار ونقل بالمعنى في بعض الجمل).

 الإمام يحتج على المخالفين:

كان عبدالله بن نافع أحد المُعادِين لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) وكان يقول: لو وجد شخص على وجه الأرض بحيث يستطيع اقناعي بان الحق كان مع علي في قتل ( خوارج النهروان ) لقصدته وان كان في المشرق او المغرب.
فقيل له أتظن ان ابناء علي (عليه السلام) لا يستطيعون أيضاً ان يثبتوا لك ذلك؟
فقال: وهل يوجد في ابنائه عالم؟
قالوا: ان هذا نفسه دليل على جهلك! وهل يمكن ان لا يكون في ابناء علي (عليه السلام) عالم؟!
فسأل: ومن هو عالمهم في هذا الزمان؟
ودلوّه على الإمام الباقر (عليه السلام) فقصد المدينة مع اصحابه وطلب هناك مقابلة الإمام (عليه السلام) .
وأمر الإمام (عليه السلام) احد غلمانه ان ينزله مع متاعه ويخبره بانه سوف يقابل الإمام غداً.
وفي صباح اليوم التالي جاء عبدالله واصحابه الى مجلس الإمام، وكان (عليه السلام) قد دعا ابناء وعوائل المهاجرين والانصار، ولما التأم الجمع بدأ الإمام (عليه السلام) حديثه وكان يرتدي ثوبا فيه حمرة وبدا كأنه البدر فقال:
( الحمد لله الخالق للزمان والمكان والكيفيات، والحمدلله الذي ليس له سنةٌ ولا نوم وله ملك السماوات والارض … أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمداً عبده المصطفى ونبيه المقرب، الحمدلله الذي شرفنا بنبوته واختصنا بولايته.
يا ابناء المهاجرين والانصار: من كان منكم يتذكر فضيلة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فليذكرها.
فأخذ كل واحد من الحاضرين يذكر فضيلة له) ، حتى انتهى الحديث الى ( قضية خيبر ) فقالوا: ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اثناء الحرب مع يهود خيبر قال:
( لأعطِّينَّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كراراً غير فرارٍ لا يرجع حتى يفتح الله على يديه).
وفي اليوم التالي سلم الراية لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد هزم اليهود في معركة مهيبة مثيرة وفتح حصنهم الضخم.
فالتفت الإمام الباقر (عليه السلام) لعبدالله بن نافع وسأله: (ما تقول في هذا الحديث؟).
قال: إنَّه حديث صحيح لكن علياً قد كفر بعد ذلك وقتل الخوارج بغير حق!
قال الإمام (عليه السلام): (ثكلتك اُمك هل كان الله حين أحب عليّأ يعلم انه سوف يقتل الخوارج أو لا يعلم؟ ، إن قلت إنَّ الله لا يعلم فقد كفرت).
قال: كان يعلم.
قال الإمام (عليه السلام): (هل كان الله يحبه لانه مطيع له ام لانه عاصٍ ومذنب؟).
قال: كان الله يحبه لانه مطيع له ( بمعنى انه لو كان معرضا للذنب في المستقبل لكان الله عالما بذلك ولا يصبح محباً له، ومن هنا يعلم ان قتل الخوارج كان طاعة لله).
قال الإمام (عليه السلام): (قم لقد هزمت ولا تملك جوابا).
فنهض عبدالله وهو يتلو هذه الآية:
( حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر) ( سورة البقرة الاية 187).
اشارة الى ان الحقيقة قد اتضحت كالصبح، وقال: ( الله أعلم حيث يجعل رسالته) ( سورة الانعام الاية 124، بصورة ملخصة من الكافي ج8 ص349).

ضرب النقود والدراهم الإسلامية بأمر الإمام الباقر (عليه السلام):

( ان بعض الباحثين ينسب هذا الموضوع للإمام السجاد (عليه السلام)، ويقول البعض الاخر ان الإمام الباقر (عليه السلام) هو الذي اقترحه بأمر من الإمام السجاد (عليه السلام) ومن شاء التوسع في هذا المضمار فليرجع الى كتاب العقد المنير ج1).
كانت صناعة الورق في القرن الاول الهجري مقصورة على بلاد الروم. وحتى نصارى مصر الذين كانوا يصنعون الورق فانهم ايضا يضربونها على طريقة الرومان وبعلامة المسيحية ( الأب والابن والروح).
وكان عبدالملك الأموي ذكيا، فقد لاحظ ورقة من هذا القبيل فتعمق في الشعار المنقوش فيها واصدر امره حتى يترجم الى اللغة العربية، ولما عرف معناه استبد به الغضب من انتشار مثل هذه المصنوعات في مصر وهي بلد إسلامي، فكتب الى عامله في مصر على الفور يأمره ان ينقش شعار التوحيد:
( شهد الله انه لا اله الا هو) على الاوراق منذئذ، وعمّم الامر على سائر عماله في البلاد الإسلامية الاخرى حتى يمحوا شعائر الشرك المسيحي من الاوراق القديمة ويستخدموا اوراقاً جديدة.
وانتشرت الاوراق الجديدة وعليها شعار التوحيد الإسلامي ووصلت حتى الى بلاد الروم ايضا وانتهى خبرها الى القيصر فكتب رسالة الى عبدالملك يقول فيها:
( ان صناعة الورق كانت دائماً بالعلامة الرومية، فان كان منعك لهذا أمراً صحيحاً فان معنى ذلك ان عمل خلفاء الإسلام السابقين كان خطأ، وان كان عملهم صحيحاً اذن لابد ان يكون منعك هذا مخطئا ( ان قيصر يحاول بهذه المقدمة ان يثير تعصب عبدالملك حتى يقوده الى تصويب عمل الخلفاء السابقين فيكف عن منع الورق الرومي) واني مرسل اليك مع هذه الرسالة هدية مناسبة، واحسب ان تترك البضائع المعلمة بعلامتنا على وضعها السابق، وموقفك الايجابي في هذا المجال يستدعي شكرنا وامتناننا).
إلا إن عبدالملك رفض تلك الهدية قائلا لمبعوث قيصر: ان هذه الرسالة لا جواب عليها.
ومرة اخرى يحاول قيصر اقناع عبدالملك فيضاعف له الهدية ويرفقها برسالة يقول فيها:
( انني اظن انك قد رفضت الهدية لا ستصغارك لها وها انا ذا مضاعفها وارجو ان تقبلها مع الطلب الذي تقدمت به اليك سابقاً).
فردّ عبدالملك الهدية ثانية من دون جواب ايضا.
وعندئذ كتب قيصر الى عبدالملك :
( لقد رددت عليّ هديتي مرتين ولم تحقق لي رغبتي، وها اناذا للمرة الثالثة ارسل اليك هدية مضاعفة بالنسبة الى ما سبقتها واقسم بالمسيح اذا لم تعد البضائع المعلمة بعلاماتنا الى وضعها السابق فانني سوف اصدر الاوامر بسكّ النقود الذهبية والفضية وهي تحمل شتم واهانة نبي الإسلام، وانت تعلم ان ضرب السكة من مختصاتنا تحن الرومان، وعند ما تشاهد هذه السكك مليئة بشتم نبيكم فسوف يتصبب جبينك من عرق الخجل والحياء، اذن من الافضل ان تقبل الهدية وتحقق المطلوب حتى تستمر علاقات الصداقة بيننا كما كانت في الماضي).
فتحيّر عبدالملك في الجواب وقال:
أحسب انني اسوء مولود حظّاً ولد في الإسلام حيث كنت السبب في هذا الامر وهو شتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واخذ يشاور المسلمين فلم يجد عند احد منهم حيلة. فقال له احد الحاضرين: انك لتعرف المخرج من هذا المأزق ولكنك تتعمد في الاعراض عنه.
فقال عبدالملك: ويحك وما هي تلك الطريقة التي اعرفها؟
فأجابه الرجل: لابد لك ان تطلب حلّ هذه المشكلة من ( باقر ) أهل البيت (عليهم السلام).
فصدق عبدالملك قوله وكتب الى والي المدينة:
( ان أشخص إلى الشام الإمام الباقر (عليه السلام) محترماً مكرماً)، واستبقى مبعوث قيصر في الشام حتى وصل الإمام (عليه السلام) اليها وحدثوه بالموضوع فقال (عليه السلام):
(إنّ تهديد قيصر في مورد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لن ينفذ، والله سبحانه لن يتركه يفعل هذا الفعل، وطريق الحل سهل يسير أيضاً، فاجمع الآن اصحاب الصناعات وامرهم بضرب السكك وليخطوا على أحد وجهي العملة سورة التوحيد وعلى الوجه الاخر اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبهذا نستغني عن مسكوكات الروم).
وشرح لهم الإمام (عليه السلام) ما يتعلق بوزن السكك فقال لابد ان يكون وزن كل عشرة دراهم من الانواع الثلاثة للسكك سبعة مثاقيل قال الإمام (عليه السلام) : (لتضرب ثلاثة انواع من السكك. النوع الاول تزن فيه كل عشرة دراهم عشرة مثاقيل، والنوع الثاني تزن فيه كل عشرة دراهم ستة مثاقيل، والنوع الثالث تزن فيه كل عشرة دراهم خمسة مثاقيل. وبهذا الشكل تصبح كل مجموعة مكونة من ثلاثين درهما من الانواع الثلاثة تزن واحداً وعشرين مثقالاً، ويعتبر هذا مساويا للسكك الرومية. وقد امر المسملون بان يسلموا ثلاثين درهما روميا تزن واحداً وعشرين مثقالاً ليستلموا مكانها ثلاثين درهما جديداً إسلاميا) وأمرهم بذكر اسم البلد وتاريخ عام ضربها في تلك المسكوكات.
واصدر عبدالملك اوامره لتنفيذ ما قاله الإمام (عليه السلام) وكتب الى جميع البلاد الإسلامية يأمرهم ان يتعاملوا بالمسكوكات الجديدة، وكل من كانت لديه سكة قديمة فليسلمها للمسؤولين وليستلم مكانها سكة إسلامية، ثم اعلم مبعوث قيصر بما تمّ اتخاذه من اجراء واعاده الى بلاده.
وأُخبر قيصر بما جرى فاقترح عليه اصحاب بلاطه ان ينفذ ما هدّد به، فاجابهم قيصر: انني اردت بهذا التهديد ان اغضب عبدالملك، واما الان فان تنفيذ ذلك التهديد يعتبر امراً لغواً وعبثاً لأن البلاد الإسلامية الآن لا تتعامل بالنقود الرومية (( المحاسن والمساوئ) للبيهقي ـ ج2 ص 232 ـ 236 ـ طبعة مصر، ( حياة الحيوان) للدميري الطبعة الحجرية ص24 نقلنا هذا باختصار وبالمعنى في بعض المجالات).

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة