banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء الثالث

الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء الثالث

ومن ابرز الخدمات الجليلة التي قام بها الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام في تلك المرحلة التاريخية الحالكة هي نهضتهما العلمية لإحياء وحفظ معارف الإسلام وتربية علماء وفقهاء ملتزمين يشعرون بالمسؤولية حتى يتمكنوا من ترويج الدين والقرآن في أقصى نقاط البلاد الإسلامية من دون انحراف ومن دون ان يتطرق إليه تزوير بلاط الحكام، فتحفظ أحكام الدين ويحال دون الانحرافات العقائدية ويحرس الخط الأصيل للإسلام. ويعتبر هذا اللون من النضال اشد صعوبة ـ من بعض الجهات ـ من بعض ألوان النضال الأخرى، حيث نلاحظ ان حكم بني أُمية الظالم غير الإسلامي قد استمر طيلة قرن كامل، ومع حققوا بعض التقدم في هذا المجال حسب الظاهر، ولكنهم لم ينجحوا في تحطيم القواعد الأساسية للدين، وذلك بفضل جهود أئمتنا الكرام ودقة عملهم في تربية التلامذة والمؤهلين وبثهم في المجتمع ليصبحوا مصدر الإشعاع والوعي والمعرفة الإسلامية بين الناس، فكان ذلك سدّا منيعا في وجه الأمويين، وبالتالي فقد فشل أعداء الإسلام في تحقيق غرضهم الأساسي وهو القضاء على جذور الإسلام.
وفي النهاية سقطت الدولة الأموية وحلّ بنو العباس محلّ الأمويين …
ويعود بنو العباس إلى جدهم العباس بن عبد المطلب وهو عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد جمعوا الناس حولهم في البدء بعنوان المطالبة بدماء شهداء كربلاء والنضال ضد ظلم الأمويين وكان بنو العباس يتظاهرون كثيراً بالإسلام، ويشيعون بين الناس انهم من آل النبي حتى يوحوا إليهم انهم الورثة الحقيقيون للنبي وانهم انسب الناس للخلافة الإسلامية، ولما كانوا اعرف الناس بمن هو أهل لهذا المنصب، فانهم مثل الطغاة السابقين راحوا يسلطون الضغوط المختلفة على الإمام الصادق (عليه السلام) وأصحابه وشيعته لحفظ سلطانهم، وحاولوا بكل الطرق المتوفرة لهم ان يبعدوا المجتمع عن أهل بيت النبوة والإمامة، حتى لا يفقدوا ما ظفروا به من حكومة وخلافة باسم القرابة من النبي وبالتظاهر بتطبيق الإسلام … .
ومنذ انهيار الحكم الأموي عام ( 132) هـ. وحتى وفاة الإمام الصادق (عليه السلام) عام ( 148) هـ، فقد تسلم زمام الحكم اثنان من خلفاء بني العباس وهما ( أبو العباس السفاح) و ( المنصور الدوانيقي) فالسفاح هو أول خليفة عباسي وقد استمر حكمه أربعة أعوام. والمنصور هو الخليفة الثاني وقد بقي في الحكم (22) عاما، بمعنى انه قد استمرت السلطة في قبضته بعد استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام) لمدة عشر سنوات ( تتمة المنتهى ص 110، 113، 147).
وقد عاش الإمام الصادق (عليه السلام) خلال هذه الفترة ولا سيما تحت سيطرة حكومة المنصور معانياً من الضغوط الشديدة والمراقبة الدقيقة، حتى انه في كثير من الأحيان كانوا يحولون بينه وبين الاتصال بالناس.
يقول ( هارون بن خارجة) : كان أحد الشيعة بحاجة ماسّة للسؤال من الإمام الصادق (عليه السلام) عن صحة الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد، فذهب إلى المحلّة التي كان يسكن فيها الإمام (عليه السلام) ولكنه وجد ان الخليفة العباسي قد منع مواجهة الإمام (عليه السلام)، فتحيّر في كيفية الوصول إلى الإمام (عليه السلام)، وفي هذه الأثناء صادف أحد الباعة الجوالين وهو يرتدي ثيابا رثة ويبيع الخيار، فاقترب منه واشترى منه كل ما لديه من خيار واستعار ثيابه ثم دنا إلى منزل الإمام متظاهراً بأنه بائع للخيار، فناداه واحد من الخدام في منزل الإمام بعنوان انه يريد ان يشتري من بضاعته، وبهذا العذر دخل إلى البيت ولقي الإمام (عليه السلام)، فقال له الإمام (عليه السلام) : (لقد تحايلت عليهم بحيلة جيدة! فما هي حاجتك؟)
فطرح عليه سؤاله، فأجابه الإمام: (إن ذلك الطلاق باطل …) ( البحار ج47 ص171 نقلاً عن خرائج الراوندي. ان الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد باطل عند الشيعة. وتراجع المصادر الفقهية في هذا المجال).
ولم يدخر المنصور الدوانيقي أي جهد في التشدّد وإلحاق الأذى بالإمام واتباعه وسائر العلويين، وقد اقتفى بدقّة نفس الأسلوب الأموي في هذا المجال، فألقى بـ ( سدير) و ( عبد السلام بن عبد الرحمان) وجماعة آخرين من أصحاب الإمام في غياهب السجن، وقتل ( المعّلى بن خنيس) وهو من خيرة أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، ونفى إلى العراق ( عبد الله بن الحسن) وهو من أحفاد الإمام الحسن (عليه السلام) ويعتبر من ابرز العلويين، ولم يكتف بهذا وإنَّما ألقاه في السجن ثم قتله … . ( جامع الرواة ج1 ص350،457 ج2 ص247 تحفة الاحباب ص179 منتهى الآمال ج1 ص195).
ومن ناحية أخرى فقد كان يحاول بمختلف الطرق لكسب حب الأمة الإسلامية ورضاها حتى تتخيل انه في الواقع خليفة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمين على شريعته وظل الله في الأرض، وكان يصرّ على التجاهر بأنه من أهل بيت النبي، ويحتّل بالمغالطة مكان الأئمة والأوصياء الحقيقيين لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنَّه يعلم مدى تعلق المسلمين بأهل بيت النبوة، وقد سبق هذا أيضاً سوء استغلال بني العباس لعقيدة الناس هذه فرفعوا شعار الدفاع عن آل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واستطاعوا اكتساح بني أُمية من السلطة.
يقول المنصور في إحدى خطبه وقد ألقاها يوم عرفة: أيها الناس! أنا الملك الوحيد على وجه الأرض من قبل الله، وبتوفيق منه أنا أدير أموركم، فأنا الأمين على خزائن الله، وبيت المال تحت تصرفي، ولهذا فإني اعمل حسب إرادته واقسمه كما يحب، وأعطي منه بإذنه، وقد جعلني الله قفلا لخزائنه، ومتى ما شاء فانه يفتح هذا القفل حتى يعطيكم منه! … . ( تاريخ الخلفاء ص 263 الإمام الصادق ج5 ص45).
ويقول في خطبة أخرى موجهة إلى أهل خراسان: يا أهل خراسان! ان الله قد اظهر حقنا، وأعاد إلينا ميراثنا ( الخلافة ) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستقر الحق في مكانه، واظهر الله نوره واعزّ أولياء وأهلك الظالمين … . ( مروج الذهب ج3 ص301).
فالمنصور كان يحاول اضفاء القدسية على نفسه بهذه الأساليب من خداع العامة، وشخصيته الحقيقية لم تكن تختلف عن بني أُمية في السقوط والكفر والنفاق، ولكنه يبذل غاية جهده لإخفائها خلف هذه العناوين المتصنّعة، وكان يجهد نفسه في جلب الموافقة الظاهرية للإمام الصادق (عليه السلام) ولو بالتهديد والتضييق، حتى يحافظ على شرعيته إمام أعين الناس، ولكن الإمام (عليه السلام) لم يكتف بعدم تأييده وإنَّما فضح ـ بكل الأساليب التي تيسرت له ـ الهويّة الواقعية له ولجميع بني العباس:
فقد سأل الإمام أحد أصحابه: ان بعض شيعتكم يعيش في ضيق وعسر، ويقترح عليه ان يبني لهم ( بني العباس) بيتا أو يشق لهم نهراً، ويأخذ على هذا أجراً، فما هو رأيكم في هذا العمل؟
فأجاب الإمام (عليه السلام): ( إنني لا احب أن اعقد لهم ( لبني العباس) عقدة أو أخّط لهم خطا، حتى لو بذلوا لي في مقابل ذلك أموالاً طائلة، لان من يعين الظالمين تنصب له يوم القيامة خيمة من النار حتى يحكم الله بين عباده) ( الوسائل ج12 ص129 نقلاً عن الكافي والتهذيب).
ويقول الإمام (عليه السلام) في الفقهاء: ( إنّ الفقهاء أُمناء الأنبياء، فان وجدتموهم متجهين نحو السلاطين (أي يختلطون مع الظالمين ويتعاونون معهم) فأسيئوا الظن بهم ولا تطمئنوا إليهم) ( كشف الغمة ج2 ص412 الإمام الصادق ج3 ص21 نقلا عن حلية الأولياء).
وكان الإمام (عليه السلام) يصرح بمهاجمة المنصور في لقاءاته ومكاتباته، ففي مرة كتب إليه المنصور رسالة يقول فيها: لماذا لا تأتي إلينا مثل الآخرين؟
فكتب إليه الإمام جواباً يقول فيه: ( ليس لدينا من حطام الدنيا شيء حتى نخافك عليه، وليس لديك أيضاً من المعنويات والآخرة شيء حتى نأملك به، فلا أنت في نعمة حتى نجيئك لنبارك لك، ولا أنت ترى نفسك في مصيبة وبلاء حتى نأتي إليك لنعزيك ونسليك، فلأي شيء نجيئك؟! ).
فكتب إليه المنصور: تعال حتى تنصحنا.
فأجابه الإمام: ( كل من كان من أهل الدنيا فانه لا ينصحك، وكل من كان من أهل الآخرة فانه لا يأتي إليك) ( كشف الغمة ج2 ص448 البحار ج47 ص184).
في يوم من الأيام كان الإمام في مجلس المنصور وأخذت ذبابة تضايق المنصور وتؤذيه، وكلما حاول أبعادها عن نفسه فإنها كانت تعود لتحطّ على وجهه، فالتفت المنصور للإمام منزعجاً قائلاً له:
لماذا خلق الله الذباب؟!
فأجابه الإمام من دون ارتباك :
( ليُذّل به الجبابرة).
فاهتز المنصور واطرق ساكتا متحيراً ( الفصول المهمة ص236).

 الإمام (عليه السلام) في مقابل والي المدينة:

يقول ( عبد الله بن سليمان التميمي) : عندما استشهد محمد وإبراهيم وهما ولدان من أولاد عبد الله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام على أيدي الحكام العباسيين نصب المنصور الدوانيقي أحد عملائه المسمى بـ ( شيبة بن غفال) والياً على المدينة، وجاء شيبة إلى المدينة وخطب يوم الجمعة على المنبر في مسجد المدينة قائلا: ( إن علي بن أبي طالب قد أثار الاختلاف بين المسلمين وحارب أهل الإيمان وكان يطلب الزعامة لنفسه ولا يتركها تصل إلى أهلها، ولكن الله حرمه من السلطة، وهاهم أولاده بعده يسلكون طريقه في الفساد ويطلبون الحكم، من دون ان تكون لهم اللياقة لذلك، ولهذا فانهم يقتلون في مختلف بقاع الأرض ويتلطخون بدمائهم !).
فكبر كلام شيبة على انفس الناس ولكن أحداً لم يستطع ان يقول له شيئا. وفي هذه الأثناء نهض رجل يرتدي ملابس صوفيّة وقال:
( إننا نحمد الله ونشكره ونصلي على محمد خاتم المرسلين وسيد الأنبياء وعلى جميع الأنبياء ، أما الحسنات التي ذكرتها فنحن أهل لها، وأما السيئات التي جرت على لسانك فانك والمنصور أولى بها).
ثم التفت إلى الناس قائلا: ( ألا أُعلمكم بمن يكون ميزان أعماله يوم القيامة افرغ من الجميع وهو من الأخسرين؟ انه من باع آخرته بدنيا الآخرين، وهذا الوالي الفاسق من جملة هؤلاء ( أي انه باع آخرته بدنيا المنصور) … ).
فهدأ الناس وخرج الوالي من المسجد من دون ان يرد بشيء عليه، فسألت عن هذا الرجل الذي اسكت الوالي بهذه الحجة الداحضة؟ فقيل لي: انه الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)  ( آمالي الشيخ الطوسي ص31 البحار ج47 ص165).

 الإمام الصادق وزيد بن علي (عليهما السلام):

ان زيداً هو ابن الإمام الرابع زين العابدين (عليه السلام)، وهو شخصية إسلامية من الدرجة الأولى ومن ارفع الناس علماً وتقى وفضيلة.
وقد نهض زيد في أُوج إرهاب الحكم الأموي وقاتل بشجاعة واستشهد بشرف. وتعدّ حياته المضيئة وتقواه الفائقة ثم نهضته واستشهاده اكبر دليل على ما لقيه من تربية مستقيمة بين أهل بيت العصمة والإمامة من أبيه وأخيه.
ويجمع علماء الإسلام على عظمته وتقواه وعلمه وفضيلته. وقد أثنى أئمتنا (عليهم السلام) في مجالات متعددة على فضيلة زيد وتقواه. وقد كانت عظمته كبيرة بحيث خصص لها الشيخ الصدوق رحمه الله بابا في كتابه ( عيون أخبار الرضا ينقل فيه الروايات الواردة في هذا المضمار) ( عيون أخبار الرضا ج1 ص248).
يقول الشيخ المفيد: ( وكان زيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام) عين اخوته ( أي شريفهم وسيدهم) بعد أبي جعفر (عليه السلام) وأفضلهم وكان عابداً ورعاً فقيهاً سخياً شجاعاً وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر) ( الإرشاد للمفيد ص251).
يقول أبو الجارود زياد بن المنذر: ( قدمت المدينة فجعلت كلما سألت عن زيد بن علي (عليه السلام) قيل لي ذلك حليف القرآن) ( الإرشاد للمفيد ص251).
يقول هشام: (سألت خالد بن صفوان عن زيد بن علي (عليه السلام) وكان يحدثنا عنه، فقلت أين لقيته؟ قال بالرصافة ، فقلت: أي رجل كان؟ فقال: كان كما علمت يبكي من خشية الله حتى يختلط دموعه بمخاطه) (الإرشاد للمفيد ص251).
واعتقد كثير من الشيعة ( الزيدية) فيه الإمامة وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو إلى الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فظنوه يريد بذلك نفسه، ولم يكن يريدها به لمعرفته باستحقاق أخيه (عليه السلام) للإمامة من قبله ووصيته عند وفاته إلى أبي عبد الله ( الإمام الصادق (عليه السلام) ) ( الإرشاد للمفيد ص 251).

 نهضة زيد بن علي (عليه السلام) :

سافر زيد بن علي إلى الشام قاصداً هشام بن عبد الملك الأموي ليشكوا إليه والي المدينة المسمى خالد بن عبد الملك، ولكن هشاماً لم يستقبل زيداً احتقاراً له، فكتب إليه زيد كتابا يوضح فيه اعتراضه ومطالبته بالعدالة، فلم يعرها هشام أية أهمية، وعلق على هامشها ان هذه الرسالة تعود إلى المكان الذي جاءت منه. فقال زيد:
( والله لن أعود) …  وبقي فترة من الزمن في الشام حتى اضطر هشام ليعين له وقتا للقائه، و أوعز هشام إلى جماعة من أهل الشام ان يحيطوا بزيد أثناء لقائه معه حتى لا يستطيع زيد الاقتراب من هشام.
وعندما دخل زيد إلى مجلس هشام بدأ حديثه فوراً موجّهاً الخطاب إلى هشام:
( ليس بين عباد الله من هو ارفع من ان يدعى إلى التقوى، وليس هناك من هو أحطّ من ان يدعو إلى التقوى، فأنا أدعوك إلى التقوى، فكن خائفا من الله ورعاً).

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة