banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء الرابع

الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء الرابع

وعندما سمع هشام هذا الجواب نهض من مكانه مغضبا وأمر بإخراج زيد ، وفي أثناء الخروج قال زيد:
( لم يكره قوم قط حرّ السيوف إلا ذلّوا).
ولما نقل لهشام قول زيد عرف انه سوف يثور ضد الأمويين، فقال هشام لأعضاء بلاطه:
(إنّكم تتخيلون ان أهل هذا البيت ( بيت أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ) انقرضوا، لعمرى أن بيتاً فيه مثل ( زيد ) لم ينقرض!).
فرحل زيد من الشام إلى الكوفة، وتجمع حوله الشيعة وبايعوه، وقد بايعه من الكوفة وحدها خمسة عشر ألف رجل، وبايعه كثير من أهل المدائن والبصرة وواسط وخراسان والري والموصل وسائر المدن، وعندئذ بدأ زيد نهضته ( المستفاد من عمدة الطالب ص 228).
وبدأ القتال بين الجانبين ولكن أصحاب زيد تخاذلوا عنه وداسوا بيعته تحت أقدامهم وانصرفوا عن نصرته، إلا ان زيداً صمد في المعركة وقاتل فتال الأبطال مع انه لم يصمد معه إلا القليل، وبالتالي فقد أصابه سهم في جبهته، وبعد عدة أيام نال الشهادة في سبيل الله. وقد كان استشهاد زيد في شهر صفر عام ( 120) أو ( 121) للهجرة الشريفة.
وجاء بعض المحبين لزيد فدفنوا جسده ليلاً في نهر واجروا فيه الماء، ولكن الأعداء استطاعوا ان يكتشفوا مرقد زيد فنبشوا قبر ذلك الشهيد الجليل بحقارة ودناءة واستخرجوا جسده وقطعوا رأسه الشريف وفصلوه عن بدنه، وأرسلوا برأسه إلى هشام في الشام، وعلقوا جسده عاريا ـ بأمر من هشام ـ مصلوباً في مزبلة الكوفة، وبقي على أعواد المشنقة عدة أعوام راية مرفوعة للشهادة، حتى أمر هشام بالتالي ان ينزلوا جسده من على المشنقة ثم احرقوه وذرّوا رماده في الهواء … . ( الإرشاد للمفيد ص 252 منتهى الآمال ج2 ص34).
( ولما قتل بلغ ذلك لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فحزن له حزنا عظيما حتى بان عليه، وفرق من ماله في عيال من أصيب معه من أصحابه ألف دينار، روى ذلك أبو خالد الواسطي قال سلم إليّ أبو عبد الله (عليه السلام) ألف دينار وأمرني اقسمها في عيال من أصيب مع زيد …) ، ( الإرشاد للمفيد ص252).
   يقول فضيل الرسان: بعد استشهاد زيد ذهبت يوماً إلى الإمام (عليه السلام) فجرى حديث زيد فقال الإمام:
(رحمِ الله زيداً لقد كان مؤمنا عارفا ( أي معتقداً بإمامتنا) عالماً صادقا، ولو كان قد انتصر لوفى بوعده، فهو يعلم لمن لابدان تسلم الخلافة) ( رجال المامقاني ج1 ص468 نقلا عن رجال الكشي). ( بمعنى انه كان يناضل من اجل ان يصل الإمام الصادق (عليه السلام) إلى الخلافة، ولو كان قد حقق النصر لأعلن للناس من هو الخليفة الواقعي).
ويبدو من كلام الإمام (عليه السلام) بوضوح تام ان نهضة زيد كانت من اجل استلام السلطة من الخلفاء الأمويين الظلمة وتسليمها إلى الإمام (عليه السلام)، وان زيداً كان مؤمنا بإمامة الباقر والصادق عليهما السلام.
قال الإمام الثامن الرضا (عليه السلام) مخاطباً المأمون: (كان زيد من علماء آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد غضب لله وصارع أعداء الله حتى نال الشهادة في سبيل الله، نقل لي أبي موسى بن جعفر (عليهما السلام)عن أبيه جعفر بن محمد (عليه السلام) انه كان يقول: رحمِ الله عمي زيداً فانه كان يدعوا الناس إلى إمامة آل محمد  (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولو كان قد انتصر لوفى دعا الناس إليه ( أي إعطاء السلطة للإمام الحق)، وقد شاورني في موضوع نهضته فقلت له: يا عم ان كنت ترضى بان تقتل وتعلق على أعواد المشنقة فانهض).
فسأله المأمون : ألم يكن مدعيا للإمامة؟
أجاب الإمام: ( كلا؟! وإنَّما كان يدعوا الناس إلى إمامة آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ( رجال المامقاني ج1 ص468 ، عيون أخبار الرضا ج 1 ص 249).
ينقل الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن زيد بن علي انه قال: ( في كل زمان يوجد فرد من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الإمام وحجة الله، وفي زماننا هذا ابن أخي ( جعفر بن محمد ) هو حجة الله، فكل من اتبعه فانه لا يضل وكل من خالفه فانه لا يهتدي) ( البحار ج47 ص19 ، نقلاً عن آمالي الصدوق).

 محاورات الإمام الصادق (عليه السلام) :

لقد استغل الإمام الصادق الفرصة السانحة في أثناء السنين الأخيرة من حكم الأمويين والأعوام الأولى من تسلط العباسيين حيث كان الأمويون والعباسيون منشغلين بالصراع والنزاع وترتب على ذلك بعض التخفيف من الإرهاب، فوسّع الإمام (عليه السلام) نشاطه العلمي الديني وأصبحت المدينة مركزاً علميا يستفيد فيه آلاف الباحثين المشتاقين في مختلف التخصصات من مجلس الإمام سلام الله عليه. فطارت شهرة الإمام العلمية في البلاد الإسلامية، واصبح درسه حديث العام والخاص حتى من كل حدب وصوب ليكسبوا شيئا من بحر العلوم الإلهية الحال في المدينة. وحتى ان بعض المفكرين من غير المسلمين قصدوا المدينة ليدخلوا مع الإمام (عليه السلام) في حوار علمي. وتعدّ أجوبة الإمام في محاوراته للفرق المختلفة وأصحاب العقائد المتنوعة من أروع صفحات التاريخ العلمي للعهد الإسلامي الأول.
ويبدو ان أجوبة الإمام كانت تتناسب مع الظروف من زمان وطريقة تفكير السائل ومدى استيعابه، ولهذا فان بعض أجوبته تبطل برهان المجادل فحسب وتدله على مواطن الضعف في دعواه، وبعضها يدفع السائل نحو التفكير والتعمق، بينما البعض الآخر مبني على الأسس العلمية والفلسفية بصورة كاملة … .
وذكر جميع أجوبة الإمام (عليه السلام) ومحاوراته يحتاج إلى كتاب ضخم، ونحن نختار في هذا الفصل بعض النماذج القصيرة من أجوبة الإمام، وقد تم اختيارها بناءً على وضوحها وسهولة فهمها من قبل الشباب المتعطش للحقيقة، ثم نعرّج على التعريف بالرسالة التي وجهها الإمام الصادق (عليه السلام) إلى ( المفضل ) في مجال التوحيد :
1 ـ قال احمد بن محسن الميثمي : كنت عند أبي منصور المتطبب فقال: اخبرني رجل من أصحابي قال: كنت أنا وابن أبي العوجاء وعبد الله بن المقفع ( وهما من أصحاب المذهب الدهري في ذلك الزمان) في المسجد الحرام، فقال ابن المقفع: ترون هذا الخلق ـ وأومأ بيده إلى موضع الطواف ـ ما منهم أحد أوجب له اسم الإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس ـ يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) ـ فأما الباقون فرعاع وبهائم.  فقال له ابن أبي العوجاء:
وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء ؟!
قال: لأني رأيت عنده ما لم أره عندهم من العلم والفضل والكرامة.
فقال له ابن أبي العوجاء: لابد من اختبار ما قلت فيه منه .
قال: فقال له ابن المقفع : لا تفعل فإني أخاف ان يفسد عليك ما في يدك ( أي انه يعيدك عن عقيدتك في إنكار الله والدين).
فقال: ليس ذا رأيك ولكن تخاف ان يضعف رأيك عندي في إحلالك إياه المحل الذي وصفت.
فقال ابن المقفع: أما إذا توهمت عليّ هذا فقم إليه وتحفظ ما استطعت من الزلل ولا تثني عنانك إلى استرسال فيسلمك إلى عقال وسمه مالك أو عليك؟
قال: فقام ابن أبي العوجاء وبقيت أنا وابن المقفع جالسين فما رجع إلينا ابن أبي العوجاء قال: ويلك يا ابن المقفع ما هذا ببشر، وان كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ظاهراً ويتروحّ إذا شاء باطنا فهو هذا، فقال له: وكيف ذلك؟
قال: جلست إليه فلما لم يبق عنده غيري ابتدأني فقال:  (إن يكن الأمر ( أي الدين والإيمان) على ما يقول هؤلاء ( مشيراً إلى المسلمين الذين هم في حال الطواف ) ـ وهو على ما يقولون ـ ( أي ان الله والدين والآخرة هي الحق) أي أهل الطواف، فقد سلموا وعطبتم، وان يكن الأمر على ما تقولون ( أي ليس هناك إله ولا آخرة)، وليس كما تقولون فقد استويتم وهم ( أي ان المسلمين المعتقدين بالدين لم يتورطوا في مهلكة، لأنَّه حتى لو فرضنا فرض المستحيل انه لا يوجد إله ولا آخرة كما يتصور الدهريون وانه ينتهي بالموت كل شيء فلا حساب ولا كتاب فان المسلمين لم يخسروا شيئا وتصبح عاقبة الجميع واحدة) ).
فقلت له: يرحمك الله وأي شيء نقول وأي شيء يقولون؟ ما قولي وقولهم إلا واحداً.
فقال : (وكيف يكون قولك وقولهم واحداً؟ وهم يقولون : أنّ لهم معاداً وثوابًا وعقابًا ويدينون بان في السماء إلهاً وأنها عمران وأنتم تزعمون ان السماء خراب ليس فيها أحد ).
قال فاغتنمتها منه فقلت له:  ما منعه ان كان الأمر كما يقولون ان يظهر لخلقه ويدعوهم إلى عبادته حتى لا يختلف منهم اثنان ولم احتجب عنهم وأرسل إليهم الرسل؟ ولو باشرهم بنفسه كان اقرب إلى الإيمان به؟
فقال لي: (ويلك وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك:
نشوءك ولم تكن، وكبرك بعد صغرك، وقوتك بعد ضعفك، وضعفك بعد قوتك، وسقمك بعد صحتك، وصحتك بعد سقمك، ورضاك بعد غضبك، وغضبك بعد رضاك، وحزنك بعد فرحك، وفرحك بعد حزنك، وحبك بعد بغضك، وبغضك بعد حبك، وعزمك بعد أناتك، وأناتك بعد عزمك، وشهوتك بعد كراهتك، وكراهتك بعد شهوتك، ورغبتك بعد رهبتك، ورهبتك بعد رغبتك، ورجاءك بعد يأسك، ويأسك بعد رجائك، وخاطرك بما لم يكن في وهمك وغروب ما أنت معتقده عن ذهنك، وما زال يعدّد عليّ قدرته التي هي في نفسي التي لا ادفعها حتى ظننت انه سيظهر فيما بيني وبينه) (أصول الكافي ج1 ص74 الحديث الثاني من كتاب التوحيد).
 2ـ ان عبد الله الديصاني لم يكن معتقداً بالله سبحانه فجاء يوماً إلى بيت الإمام الصادق (عليه السلام) فاستأذن عليه فأذن له فلما قعد قال له:
( يا جعفر بن محمد! دلّني على معبودي).
فقال له الإمام (عليه السلام) : (ما اسمك؟)
فخرج عنه ولم يخبره باسمه ، فقال له أصحابه:
كيف لم تخبره باسمك؟
قال: لو كنت قلت له: عبد الله ، كان يقول: من هذا الذي أنت له عبد.
فقالوا له: عدُ إليه وقل له: يدلّك على معبودك ولا يسألك عن اسمك.
فرجع إليه فقال له: يا جعفر بن محمد دلني على معبودي ولا تسألني عن اسمي.
فقال له الإمام (عليه السلام): (اجلس) وإذا غلام له صغير في كفّه بيضة يلعب بها، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : (ناولني يا غلام البيضة) فناوله إياها فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : (يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة، فلا الذهبة المائة تختلط بالفضة الذائبة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها لا يدري للذكر خلفت ام للأنثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس أترى لها مدبراً؟) قال: فأطرق ملّياً ثم قال: اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله وانك إمام وحجة من الله على خلقه وأنا تائب مما كنت فيه ، ( اصول الكافي ج1 الحديث الرابع من كتاب التوحيد).
يقول هشام بن الحكم: ان الإمام الصادق (عليه السلام) قال للزنديق حين سأله عن الله سبحانه: ( ما هو؟ ).
قال الإمام (عليه السلام) : (هو شيء بخلاف الأشياء، ارجع بقولي إلى إثبات معنى وانه شيء بحقيقة الشيئية ( أي انه شيء موجود في الواقع) غير انه لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يجس ولا يدرك بالحواس الخمس، لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا تغيره الأزمان) ، فقال له السائل:
فتقول : انه سميع بصير؟
قال: (هو سميع بصير، سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه، ليس قولي: انه سميع يسمع بنفسه وبصير يبصر بنفسه انه شئ والنفس شئ آخر، ولكن أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولاً وإفهاماً لك إذ كنت سائلا، فأقول: انه سميع بكله، لا أنّ الكل منه له بعض، ولكني أردت إفهامك والتعبير عن نفسي وليس مرجعي في ذلك إلا إلى انه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى).
قال له السائل: فما هو؟
قال أبو عبد الله (عليه السلام): (هو الرب وهو المعبود وهو الله. وليس قولي الله، إثبات هذه الحروف ألف ولام وهاء، ولا راء ولا باء، ولكن ارجع إلى معنى وشيء خالق الأشياء وصانعها ونعت هذه الحروف وهو المعنى سمي به الله والرحمان والرحيم والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه وهو المعبود جلّ وعزّ).
قال له السائل: فإنّا لم نجد موهوماً إلا مخلوقا.
قال الإمام (عليه السلام): (لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد عنا مرتفعا لانّأ لم نكلف غير موهوم، ولكنا نقول: كل موهوم بالحواس مدرك به تحدّه الحواس وتمثله فهو مخلوق، إذ كان النفي هو الإبطال والعدم، والجهة الثانية: التشبيه، إذ كان التشبيه هو صفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف، فلم يكن بد من إثبات الصانع لوجود المصنوعين والاضطرار إليهم انهم مصنوعون وان صانعهم غيرهم وليس مثلهم إذ كان مثلهم شبيها بهم في ظاهر التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد إذا لم يكونوا وتنقّلهم من صغر إلى كبر وسواد إلى بياض وقوة إلى ضعف وأحوال موجودة لا حاجة بنا إلى تفسيرها لبيانها ووجودها).
قال له السائل: فقد حددته إذ اثبت وجوده.
قال له أبوعبد الله (عليه السلام) : (لم أحدّه ولكني أثبته إذا لم يكن بين النفي والإثبات منزلة).
قال له السائل: فله انيّة ومائيّة؟
قال : (نعم لا يثبت الشيء إلا بانية ومائيّة).

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة