banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) ـ الجزء الأول

الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) ـ الجزء الأول

ولادته:

ولد الإمام (عليه السلام) في قرية ابواء الواقعة بين مكة والمدينة صباح اليوم السابع من شهر صفر عام 128، واسم أُمه حميدة ، وعندما سمع الإمام الصادق (عليه السلام) بولادة ابنه قال: (انه الإمام بعدي، وقد ولد الان افضل خلق الله … ) (الكافي ج1 ص476).

 الإمام (عليه السلام) والسلطة العباسية:

كان الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في الرابعة من عمره عندما تهاوت أركان السلطة الأموية المتعسفة الظالمة.
ان السياسة العنصرية التي كان يتبعها الأمويون والظلم والسلب والنهب والأساليب القاسية لحكومتهم قد أثارت الناس فاخذوا يطالبون بإيجاد الحكومة الإسلامية العادلة التي تتمثل بخلافة أمير المؤمنين(عليه السلام) ، فثار الناس ضد الأمويين، واستغل بعض السياسيين هذه العواطف الجماهيرية وحبّ الناس لآل علي (عليه السلام) فاسقطوا الحكم الأمويّ بمساعدة أبي مسلم الخراساني بهدف إيصال الحق إلى صاحبه، ولكنهم بدل ان يسندوا الخلافة إلى الإمام السادس جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أعطوها لأبي العباس السفاح العباسي، وهم في الواقع قد أجلسوه على عرش السلطنة والملكية ( لقد اقدم دعاة الثورة ضد الأُمويين على خيانة عظيمة حيث قدموا العباسيين مكان العلويين، فحالوا دون عودة الخلافة إلى أهلها الحقيقيين.
فأبو سلمة وأبو مسلم الخراساني كانوا في البداية يدعون الناس إلى آل علي، إلا انهم منذ البدء كانوا يتآمرون من تحت الستار ليشيدوا قصر سلطنة العباسيين، ومن هنا فان الإمام الصادق (عليه السلام) لم يلتفت إليهم بما كان يتمتع به من رؤية سياسية مستقبلية عميقة، فقد كان يعلم ان هؤلاء لم ينهضوا لنصرته وانما هم يخططون لشيء آخر. ليرجع من احبّ التوسع إلى كتاب الملل والنحل للشهرستاني، ج1 ص 154، طبعة مصر، وتاريخ اليعقوبي، ج3 ص 89 وبحار الانوار ج11 ص 142، طبعة كمباني).
وبهذه الصورة بدأت سلسلة من الملكية الجديدة ولكن في لباس الخلافة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  ، وذلك عام (132هـ ق) . ولم ينقصها شيء من الظلم والنفاق واللادينية التي كان يتميز بها الأمويون، بل ان الخلفاء الجدد قد تقدموا في بعض الجهات على أسلافهم الأمويين ، والفرق الوحيد بينهما ان الأُمويين لم يستمروا طويلاً بينما العباسيون تسلطوا على الناس وحكموهم بنفس طريقة أسلافهم فترة امتدت (524) عاماً، فلم يسقط حكمهم إلا عام ( 656هـ ق) .
فقد عاصر (عليه السلام) خلال عمره الشريف خلافة كل من أبي العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي وهارون  الرشيد، وتحمل خلالها ألوان الظلم والضغط والإرهاب.
ومات أبو العباس السفاح في عام 136 فجلس مكانه اخوه المنصور الدوانيقي، وبنى مدينة بغداد وقتل أبا مسلم الخراساني، ولما استحكمت خلافته لم يتورع عن قتل وسجن وتعذيب أبناء علي ومصادرة اموالهم، ولم يتوقف عن ذلك لحظة واحدة، وعلى يد هذا الظالم تمت تصفية كبار رجال هذا البيت الكريم، وعلى رأسهم الإمام الصادق (عليه السلام) … .
إن رجلاً سفّاكاً للدماء وغدّاراً وحسوداً وبخيلاً وغير وفيّ ـ ويظهر عدم وفائه بجلاء في قضية أبي مسلم الذي بذل كل جهده طيلة عمره ليوصله إلى الخلافة ـ مثل المنصور يعتبر مضرباً للمثل في التاريخ.
وعندما استشهد والد الإمام الكاظم (عليه السلام) كان الإمام الكاظم (عليه السلام) في العشرين من عمره، واستمر الإمام إلى سن الثلاثين يعاني الإرهاب والرعب والخوف الذي تصبه حكومة المنصور وكان يقاومها بصلابة ويدير شؤون شيعته ويواصلهم بخفاء.
ثم هلك المنصور عام (158) فانتهت السلطة إلى ولده المهدي، فاتخذ المهدي العباسي سياسة الخداع للناس وأطلق سراح السجناء السياسيين، وكان أكثرهم من شيعة الإمام الكاظم، إلا قليلاً منهم، واعاد إلى المطلق سراحهم ما صودر منهم من أموال، لكنه بقي يراقب سلوكهم ويحمل لهم اشد العداء في قلبه.
وكان يجزل العطاء للشعراء الذي ينالون آل علي بالهجاء، ومن جملتهم ( بشار بن برد ) حيث اعطاه في احدى المرات سبعين الف درهم، و ( مروان بن أبي حفص ) ، حيث وصله مرة بمائة الف درهم.
ومما يجدر ذكره في هذا المضمار ان يده كانت مبسوطة جداً في الانفاق من بيت مال المسلمين على مجالس اللهو والطرب وشرب الخمور والزنا. ويذكر انه انفق (50) مليوناً من الدراهم على زواج ابنه هارون ( حياة الإمام ج1 ص 439،445).
وخلال خلافة المهدي طار صيت الإمام (عليه السلام) ولمع نجمه في سماء الفضيلة والتقوى والعلم والقيادة، فأخذ الناس يتجهون إليه زرافات ووحدانا بصورة خفية ويروون عطشهم المعنوي من ذلك المنبع الفياض.
وبدأ جواسيس المهدي ينشطون فكتبوا إليه تقريرين عن هذه النشاطات السرية فخاف على سلطته وأمر بنقل الإمام من المدينة إلى بغداد والقائه في السجن.
روي عن أبي خالد الزبالي انه قال:
( قدم أبو الحسن موسى (عليه السلام) زبالة ومعه جماعة من اصحاب المهدي بعثهم في اشخاصه إليه، قال: وامرني بشراء حوائج ونظر الي وانا مغموم، فقال: يا أبا خالد: مالي اراك مغموماً؟ قلت: هو ذا تصير إلى هذه الطاغية ولا آمنك منه قال: ليس علي منه بأس إذا كان يوم كذا فانتظروني في اول الميل. قال : فما كانت لي همة إلا احصاء الايام حتى إذا كان ذلك اليوم وافيت اول الميل فلم ار أحداً حتى كادت الشمس تجب ( أي تغيب ) فشككت، ونظرت بعد إلى شخص قد أقبل فانتظرته فإذا هو أبو الحسن موسى (عليه السلام) على بغلة قد تقدم فنظر الي فقال: لا تشكن، فقلت: قد كان ذلك، ثم قال: ان لي عودة ولا أتخلص منهم، فكان كما قال) ( بحار الانوار ج48 ص 71،72. وأيضاً اعلام الورى للطبري، المطبعة العلمية الإسلامية ص 295).
اجل وفي هذه السفرة عندما جاء المهدي بالإمام إلى بغداد وأودعه السجن، فقد رأى في المنام الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يخاطبه بهذه الآية الكريمة:
( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) ( سورة محمد الآية 22).
يقول الربيع :
أرسل  المهدي خلفي في منتصف الليل واحضرني، فأسرعت إليه مستولياً عليّ الخوف فوجدته يردد هذه الآية: ( فهل عسيتم … ) .
ثم قال لي : جئني بموسى بن جعفر من السجن. فذهبت وجئت به، فنهض المهدي من مكانه وقبله واجلسه إلى جانبه وحكى له منامه.
وبعد ذلك اصدر امره باعادة الإمام إلى المدينة. يقول الربيع: كنت اخشى ان تحدث بعض الموانع فأسرعت في نفس تلك الليله لتوفير مستلزمات سفر الإمام، فلم يصبح الصباح حتى كان الإمام في طريقه إلى المدينة … ) ( تاريخ بغداد ج13 ص 30،31).
وواصل الإمام في المدينة نشاطه في ارشاد الناس وتعليمهم وتهيئة الشيعة على الرغم من وجود الضغوط الشديدة من البلاط العباسي، واستمر هذا الوضع حتى هلك المهدي عام ( 169 ) ، فأجلس مكانه ابنه الهادي على عرض الملك والسلطنة.
وقد سار الهادي ـ على العكس من أبيه ـ بسيرة لا تعير للديمقراطية اية اهمية، فشدد الأُمر على ابناء علي بصورة علنية ، وحتى انه قطع تلك الصلات التي عينها لهم ابوه ، وأشنع ما قام به من اعمال هو تنفيذ فاجعة الفخ المؤلمة.

 فاجعة الفخ:

ان الحسين بن علي  ـ وهو أحد العلويين في المدينة ـ قد انتهى به الغضب إلى غاية من سلطة العباسيين وظلمهم الشديد، فاستأذن الإمام الكاظم (عليه السلام) في الثورة ضدّ الهادي، واتجه مع مجموعة يقدرعددها بحوالي ثلاثمائة رجل من المدينة إلى مكة ( مقاتل الطالبيين، ص447).
فتصدى لهم جنود الهادي، وحاصروهم في مكان يسمى بـ ( الفخ ) وهاجوهم فاستشهد الحسين مع رفقائه، وهكذا تكررت فاجعة تشبه فاجعة كربلاء، فقطعت رؤوس جميع الشهداء وجيء بها إلى المدينة، وراحوا يعرضونها في مجلس يضم ابناء الإمام علي (عليه السلام) ومن جملتهم الإمام الكاظم (عليه السلام) فخيم الصمت على الجميع ولم ينطق أحد بكلمة سوى الإمام الكاظم (عليه السلام) فإنَّه لما شاهد رأس الحسين بن علي قائد نهضة الفخ قال:
( إنّا لله وإنّا إليه راجعون، مضى والله مسلماً صالحاً صوّاماً قوّاماً آمراً بالمعروف وناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله) ( مقاتل الطالبيين، ص 453، طبعة مصر).
وبغضِّ النظر عن أخلاق الهادي السياسية فقد كان من ناحية الخصال الفردية رجلاً منحطاً شارباً للخمر حاضراً في مجالس اللهو والطرب أيضاً.
ففي إحدى المرات منح يوسف الصيقل ما يعادل حمل بعير من الدراهم والدنانير لأنَّه غنّى بعض أبيات من الشعر بصوت جميل عذب ( تاريخ الطبري ج10 ص 592، طبعة ليدن).
يقول ابن داب النامي : ذهبت إلى الهادي يوماً فوجدت عينيه قد احمرّتا نتيجة لشرب الخمر وطول السهر، فطلب مني أن أحكي له قصة في مجال شرب الخمر، فذكرتها له ضمن أبيات من الشعر، فسجل الشعر عنده وأعطاني أربعين ألف درهم ( تاريخ الطبري ج10 ص 593 طبعة ليدن).
يقول إسحاق الموصلي الموسيقي العربي الشهير : لو أن الهادي قد بقي حياً لبنينا جدران بيوتنا بالذهب ( حياة الإمام ج1 ص 458).
فعندما مات الهادي في عام (170) أصبح هارون ملك المسلمين بعده (تاريخ اليعقوبي ج2 ص 407 طبعة بيروت).
وفي ذلك الزمان كان عمر الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) (42) عاماً.
وتعدّ مرحلة هارون ذروة الاقتدار والتعسف والسلب والنهب العباسي.
وفي خاتمة الاحتفال بالبيعة اختار هارون يحيى البرمكي ليغدو وزيره، ومنحه الصلاحيات المطلقة التامة في ادارة جميع شؤون نصب الاشخاص وعزلهم، واعطاه خاتمه الخاص حيث كان هذا الأُمر في ذلك الزمان يمثل الخلفية لهذه الصلاحيات الواسعة ( تاريخ الطبري ج10 ص 603).
وتفرَّغ هو للظلم والتبذير من بيت المال على شرب الخمور وملاعبة النساء وشراء الجواهر الثمينة وألوان اللهو واللعب.
وقد كان بيت المال يضم مبلغاً ضخماً يناهز خمسمائة مليون ومئتين واربعين الف درهم ( حياة الإمام ج2 ص 29)، ونستطيع ان ندرك ضخامة هذا المبلغ إذا اخذنا بعين الاعتبار ان سعر الشاة التي عمرها أربع سنوات هو درهم واحد.
وقد أطلق يديه في هذا الدخل العظيم، فأعطى في إحدى المرات شاعراً يسمى الأشجع مليون درهم جزاء له على قصيدة مدحه بها ( حياة الإمام ج2 ص 39).
وأعطى أبا العتاهية لشاعر وإبراهيم الموصلي الموسيقي مائة الف درهم ومائة طقم من الثياب لكل واحد منهما جزاءً على عدّة أبيات من الشعر وشيء من الأصوات والألحان ( حياة الإمام ج2 ص 32).
واستخدمت في قصر هارون مجموعة كبيرة من النساء الجميلات الصوت والصورة، والعازفات لألوان الألحان، فكانت تتوفر فيه أنواع الموسيقى المنتشرة في ذلك العصر ( حياة الإمام، ج2 ص 62).
ومن المعروف ان هارون كان يحب الجواهر الثمينة حبّاً خارقاً للعادة، فاشترى مرةً خاتماً ودفع ثمنه الذي يقدر بمائة ألف دينار ( الإمامة والسياسة، ج2).
وهو ينفق عشرة آلاف درهم يوميّأً على مطبخه، وفي بعض الأحيان يصل عدد أنواع الطعام الذي يطبخ له إلى ثلاثين لوناً من الطعام ( حياة الإمام ج2 ص 39).
وفي إحدى المرات أمر هارون أن يطبخوا له طعاماً من لحم الإبل، ولما أحضروه بين يديه قال جعفر البرمكي:
ـ أيعلم الخليفة كم انفق على هذا الطعام الذي قدم إمامه؟
ـ نعم ثلاثة دراهم …
ـ لا والله، لقد أنفق عليه لحد الآن أربعة آلاف درهم، لأنهم منذ فترة من الزمن يذبحون كل يوم بعيراً حتى إذا تفجرت في وقتٍ رغبةُ الخليفة وطلب لحم الإبل كان ذلك حاضراً معدّاً! ( حياة الإمام ج2 ص 40).
 ولم يمتنع هارون عن لعب القمار وكان يكثر من شرب الخمور ، وهو يعاقرها أحيانا مع وجود جميع حضّار مجلسه (حياة الإمام ج2 ص 70 ).
ومع هذا كله فانه لا يتورع عن خداع العوام، ولهذا كان يتظاهر ببعض المظاهر الإسلامية، فيحج إلى بيت الله مثلاً ، ويوصي بعض الوعاظ أن يقدموا له الموعظة وعندئذ يجهش بالبكاء … ‍! 

مواقف الإمام (عليه السلام) :

كان هارون يعاني بشدة من صلابة ومقاومة آل علي في مقابل سلطة العباسيين، ولهذا كان يحاول قمعهم بأية صورة ممكنة، أو يحاول إسقاط هيبتهم في المجتمع، فهو يدفع الأموال الطائلة للشعراء المرتزقين المداحين لكي ينظموا الشعر في هجاء آل علي ومن جملة أولئك منصور النمري فقد أنشد مرة قصيدة في النيل من آل علي فأمر هارون جلاوزته أن يأخذوه إلى بيت المال وان يفسحوا له المجال ليصيب منه ما شاء ( حياة الإمام ج2 ص 77).
وقد نفى جميع العلويين الذين يسكنون بغداد إلى المدينة،وقتل عدداً كبيراً منهم أو دسّ له السّم ( مقاتل الطالبيين ص 463 ـ 497).
وحتى انه كان يغاظ بشدة من إقبال الناس على زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) ، ومن هنا فقد أصدر أوامره في تهديم القبر الشريف وما يحيط من بيوت مجاورة، وحتى شجرة السدر التي كانت نامية إلى جانب المزار الطاهر أمر بها فقطعت ( الآمالي للشيخ الطوسي، ص206، الطبعة الحجرية).

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة