banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء السادس

الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء السادس

والمنكرون لهذه الأمور المؤذية بمنزلة الصبيان الذين يذمون الادوية المرّة البشعة، ويتسخطون من المنع من الاطعمة الضارّة، ويتكرهون الادب والعمل، ويحبون ان يتفرغوا للهو البطالة وينالوا كل مطعم ومشرب، ولا يعرفون ما تؤديهم إليه البطالة من سوء النشو والعادة، وما تعقبهم الاطعمة اللذيذة الضارة من الادواء والاسقام، وما لهم في الادب من الصلاح وفي الادوية من المنفعة، وان شاب ذلك بعض الكراهة … ). 

 الارتباط بعالم الغيب:

لا شك ان أئمتنا الطاهرين ـ الذين هم حقّا أوصياء النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) ووارثي العلوم الإلهية ـ يتمتعون بميزات خاصة وهبها الله سبحانه للأنبياء وأوليائه الخاصين. ومن تلك الميزات الارتباط بخالق الكون والتمتع بعلوم غيبية معينة لا ترتفع إليها الأوهام والخيال ، وهي بعيدة عن الكذب وعدم الصحة كما هو شأن الوحي للأنبياء، مع فرق واحد وهو ان الأئمة والأوصياء لم يكونوا أنبياء ولم يأتوا بدين جديد وإنَّما هم مبلغون وحافظون لدين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم قادة الأمة، وذلك كما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي أمير المؤمنين: ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي).
وقد وردت في الروايات الإسلامية نماذج كثيرة من هذا العلوم التي هي فوق القدرة العادية لكل واحد من أئمتنا (عليه السلام) بحيث لا تبقي لدى أي مسلم واع غير مريض القلب أي شك في ان هؤلاء الكرام معتمدون على علم إلهي عميق، وكلما حانت الفرصة وكان من الصالح الكشف فانهم يكشفون جانبا من معلوماتهم الغيبية من  اجل هداية الاتباع.

ونذكر هنا بعض النماذج للعلوم الغيبية للإمام الصادق:

1 ـ بعد ان استشهد زيد بن علي عليهما السلام فرّ يحيى ـ وهو الابن الاكبر لزيد ـ إلى خراسان متخفيا وبعد مرور فترة من الزمن جمع حوله مجموعة من المريدين ثم ثار على الخليفة الأموي، وقاتل بشجاعة قليلة النظير ثم استشهد بشرف ورجولة، وقد صلب جسده كما فعلوا بأبيه زيد وبقي معلّقاً على المشنقة سنين حتى نهض أبو مسلم فأنزل جسد يحيى من المشنقة ودفنه باحترام وتكريم.
وفي خلال الأيام التي كان يحيى يتحرك فيها نحو خراسان واجه شخصا من الشيعة يسمى ( المتوكل بن هارون ) وقد كان عائداً من سفر الحج الذي لقي فيه الإمام الصادق (عليه السلام) في المدينة.
يقول المتوكل: سلمت عليه، فسألني: من أين أنت قادم ؟
قلت: من الحج. فسألني عن أحوال أهل بيته وأبناء عمومته وعن وضع الإمام الصادق (عليه السلام)، فأخبرته بما اعلم وبيّنت له ما اعتراهم من حزن وغم اثر استشهاد والده زيد.
فقال : هل لقيت ابن عمي جعفر بن محمد (عليه السلام) ؟
قلت: نعم .
قال: هل تحدث عن شيء حولي؟
قلت: نعم.
قال: اذكر لي ما قاله عني.
قلت: لست احب أن أواجهك بما سمعته من الإمام (عليه السلام).
قال: أب الموت ترهبني؟! قل ما سمعت.
قلت: إن الإمام يقول انك سوف تقتل أيضاً وسوف تعلق ـ مثل أبيك ـ على المشنقة … .
وبعد حديث استمر قليلا اخرج يحيى نسخة من الصحيفة السجادية كانت ترافقه فأودعها عند المتوكل وأوصاه أن يوصلها إلى بعض أهله في المدينة ثم قال:
( والله لو لم يقل ابن عمي الصادق (عليه السلام) إنني سوف اقتل وتعلق جثتي على المشنقة لما أودعتك هذه الصحيفة … لكني اعلم ان قوله حق وقد استقاه من آبائه (عليهم السلام) ) ( منتهى الآمال فصل حياة الإمام السجاد (عليه السلام) قسم مقتل يحيى بن زيد. وكذا في مقدمة الصحيفة السجادية في اكثر طبقاتها).
ولم يمّر وقت طويل حتى تحقق ما قاله الإمام الصادق (عليه السلام) عنه.
2 ـ يقول صفوان بن يحيى عن جعفر بن محمد بن الاشعث قال: (قال لي : اتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر ( أي التشيع ) ومعرفتنا به؟ وما كان عندنا منه ذكر ولا معرفة شيء مما عند الناس. قال: قلت له ما ذاك؟ قال: ان أبا جعفر ـ يعني أبا الدوانيق ـ ( المنصور الدوانيقي) قال لأبي، محمد بن الاشعث، يا محمد ابغ لي رجلاً له عقل يؤدي عني، فقال له أبي: قد أصبته لك هذا فلان بن مهاجر خالي: قال : فاتني به. قال فأتيته بخالي فقال له أبو جعفر: يا ابن مهاجر خذ هذا المال وأت المدينة وأت عبد الله بن الحسن بن الحسن وعدّة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد فقل لهم: اني رجل غريب من أهل خراسان وبها شيعة من شيعتكم وجهوا إليكم بهذا المال، وادفع إلى كل واحد منهم على شرط كذا وكذا، فإذا قبضوا المال فقل: اني رسول وأحب ان يكون معي خطوطكم بقبضكم ما قبضتم، فأخذ المال واتى المدينة فرجع إلى أبي الدوانيق ومحمد بن الاشعث عنده، فقال له أبو الدوانيق ما وراءك؟ قال: أتيت القوم وهذه خطوطهم بقبضهم المال خلا جعفر بن محمد، فإني أتيته وهو يصلي في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فجلست خلفه وقلت حتى ينصرف فاذكر له ما ذكرت لأصحابه، فعجّل وانصرف، ثم التفت إليّ فقال: (يا هذا اتق الله ولا تغّر أهل بيت محمد فانهم قريب العهد بدولة بني مروان وكلهم محتاج) , فقلت: وما ذاك أصلحك الله؟ قال: فأدنى رأسه مني واخبرني بجميع ما جرى بيني وبينك كأنه كان ثالثنا ، قال: فقال له أبو جعفر: يا ابن مهاجر! اعلم انه ليس من أهل بيت نبوة الا وفيه ومحدث وان جعفر بن محمد محدثنا اليوم، وكانت هذه الدلالة سبب قولنا بهذه المقالة) ( الكافي ج1 ص475 . بصائر الدرجات ص 245 . المناقب ج4 ص220. البحار ج47 ص 74 نقلا عن هذه الكتب الثلاثة المذكورة وخرائج الراوندي).
3 ـ يقول أبو بصير : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول وقد جرى ذكر المعلى بن خنيس فقال يا أبا محمد اكتم علي ما أقول لك في المعلى. قلت: افعل. فقال: اما انه ما كان ينال درجتنا الا بما كان ينال منه داوود بن علي، قلت : وما الذي يصيبه من داوود؟ قال: يدعو به فيأمر به فيضرب عنقه ويصلبه وذلك من قابل، فلما كان من قابل ولي داوود المدينة فدعا المعلى وسأله عن شيعة أبي عبد الله فكتمه. فقال: اتكتمني اما انك ان كتمتني قتلتك. فقال المعلى: أبالقتل تهددني والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم وان أنت قتلتني لتسعدني ولتشقين. فلما اراد قتله قال المعلى: اخرجني إلى الناس قال: ايها الناس اشهدوا ان ما تركت من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد فقتل ( المناقب ج4 ص225 البحار ج47 ص129).
4 ـ يقول علي بن حمزة: كان لي صديق من كبار بني أُمية فقال لي: استأذن لي على أبي عبد الله، فاستأذنت له فلما دخل سلم وجلس ثم قال: جعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم فاصبت من دنياهم مالاً كثيراً واغمضت في مطالبه، فقال أبو عبد الله: (لو لا ان بني أُمية وجدوا من يكتب لهم ويجبي لهم الفيء ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئا الا ما وقع في أيديهم) ، فقال الفتى: جعلت فداك فهل لي من مخرج منه؟ قال: (إن قلت لك تفعل؟) قال افعل ، قال: (اخرج من جميع ما كسبت في دواوينهم فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ومن لم تعرف تصدقت به وانا اضمن لك على الله الجنة).
قال: فأطرق الفتى طويلا فقال: قد فعلت جعلت فداك. قال ابن أبي حمزة فرجع الفتى إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجه الأرض إلا خرج منه حتى ثيابه التي كانت على بدنه. قال فقسمنا له قسمة واشترينا له ثيابا وبعثنا له بنفقة ، قال فما أتى عليه اشهر قلائل حتى مرض فكنّا نعوده. قال فدخلت عليه يوماً وهو في السياق ففتح عينيه ثم قال: يا علي وفى والله صاحبك. قال: ثم مات فولينا أمره فخرجت حتى دخلت على أبي عبد الله فلما نظر إليّ قال: (يا علي وفينا لصاحبك) ، فقلت: صدقت جعلت فداك هكذا قال لي والله عند موته ( البحار ج47 ص138 المناقب ج4 ص240).
5 ـ يقول سدير الصيرفي: دخلت على أبي عبد الله وقد اجتمع على مالي بيان فأحببت دفعه إليه وكنت حبست منه ديناراً لكي أعلم أقاويل الناس فوضعت المال بين يديه ، فقال لي: (يا سدير خنتنا ولم ترد بخيانتك ايانا قطيعتنا) ، قال : جعلت فداك وما ذلك؟ ، قال: (أخذت شيئا من حقنا لتعلم كيف مذهبنا) ، قلت: صدقت جعلت فداك إنما أردت أن اعلم قول أصحابي ، فقال لي: (أما علمت ان كل ما يحتاج إليه نعلمه وعندنا ذلك أما سمعت قول الله تعالى ( وكل شيء احصيناه في إمام مبين) اعلم ان علم الأنبياء محفوظ في علمنا مجتمع عندنا وعلمنا من علم الأنبياء فـأين يذهب بك؟) ، قلت: صدقت جعلت فداك ( المناقب ج4 ص228 البحار ج47 ص130).

 أصحاب الإمام (عليه السلام) وتلامذته:

   كما ذكرنا من قبل فان الحكام الأمويين والعباسيين كانوا يراقبون أئمتنا الكرام بدقة وعنف ويضبطون تحركاتهم، وحتى انهم في بعض الأحيان يحولون دون اتصال الناس بهم، وفي نفس الوقت فانه بسبب الضعف وشدة الصراعات والانشغالات التي ابتليت بها حكومة بني أُمية في أواخر عهدهم وحكومة بني العباس في أوائل تسلطهم فقد استغل هذه الفرصة السانحة المحبون والمريدون ليستفيدوا من مجلس الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام) وينالوا شيئا من علومهما.
وان شوق الباحثين وطلاب الدين للاستفادة من ثمار علوم الأئمة (عليهم السلام) كان شديداً إلى الحد الذي لم يتوقف عند هذه الفرصة المواتية وإنَّما كانوا يوصلون أنفسهم إلى الإمام (عليه السلام) في اصعب ظروف الارهاب والقسوة بشكل أو بآخر بأية صورة ممكنة ليحققوا رغبتهم في اقتطاف عنقود من شجرة كمالاتهم …
وقد تربى في مدرسة الإمام الصادق تلامذة كثيرون اكتسبوا العلوم والمعارف الإسلامية في مختلف المجالات ونقلوها بدورهم إلى من يتلقاها منهم، ويذكر الشيخ الطوسي ( ره ) في كتاب الرجال أسماء ما يناهز أربعة آلاف راوٍ وطالب اكتسبوا العلم أو رووا عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ولكي نكرّم منزلة هؤلاء الرفيعة ونقدّر جهودهم في سبيل نقل العلوم والمعارف الإسلامية إلى الأجيال اللاحقه نذكر هنا باختصار ثلاثة من أولئك الأفذاذ:
 1ـ حمران بن اعين الشيباني:
ان عائلة ابن اعين هي بصورة عامة من خواص شيعة الأئمة (عليهم السلام) ومن العاشقين لأهل بيت الرسالة، وقد كان حمران واخوه زراة كلاهما من المع الشخصيات الشيعية ومن ابرز علماء وفقهاء عصرهما ومن اقرب أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام).
يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : ( إن حمران بن اعين رجل ذو إيمان، ووالله انه لن يرجع عن دينه) ، ويقول أيضاً: ( إن حمران من أهل الجنة ) ( رجال الكشي ص176).
يقول زرارة : جئت إلى المدينة في أيام شبابي وحضرت موسم حج في منى وذهبت إلى خيمة الإمام الباقر (عليه السلام) فسلمت عليه فردّ علي السلام، وعندما جلست بين يديه قال (عليه السلام) : (هل أنت من ابناء اعين؟)
قلت: نعم انا زرارة بن اعين.
قال: (عرفتك بالتشبيه ، فهل جاء إلى الحج اخوك حمران؟)
قلت: كلا، إلا انه يبلغك السلام.
قال: (انه من المؤمنين الواقعيين الذين لن يرجعوا عن دينهم إطلاقا، فإذا لقيته فأبلغه سلامي) ( رجال الكشي ص 178).
يقول حمران نفسه : قلت للإمام الباقر (عليه السلام):
هل أنا من شيعتكم؟
قال: (نعم انك والله من شيعتنا في الدنيا والآخرة …) ، ( رجال الكشي ص 462).
يقول اسباط بن سالم: قال موسى بن جعفر (عليهما السلام): (ينادى في القيامة أين الحواريون ـ الأصحاب المقربون ـ لرسول الله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين ينقضوا عهدهم وقد رحلوا عن هذه الدنيا وهو برفقتهم؟ فينهض سلمان وأبوذر والمقداد ، ثم يدعى بالأصحاب المقربين وخاصة كل واحد من الأئمة (عليهم السلام) فينهض أفراد معينون حتى يصل الدور فيدعى أصحاب الإمام الخامس والإمام السادس فينهض:
عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن اعين وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم وأبو بصير المرادي وعبد الله بن أبي يعفور وعامر بن عبد الله وحجر بن زايدة وحمران بن اعين) ( رجال الكشي ص10).
يقول صفوان : كان حمران يجالس أصحابه ويروي دائماً عن الأئمة (عليهم السلام) وان نقل مجالسوه حديثاً عن غير الأئمة (عليهم السلام) فانه لا يقبله، وان تكرر هذا الأمر ( نقل الحديث عن غيرهم ) ثلاث مرات ولم يلتفتوا إلى اعتراضه فانه كان يغادر ذلك المجلس ( رجال الكشي ص 10).
يقول يونس بن يعقوب : كان حمران يعرف علم الكلام ( العقائد ) بصورة جيدة  ( تحفة الاحباب ص 77).
يقول هشام بن سالم: كنّا انا ومجموعة من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) جالسين بين يدي الإمام فدخل علينا رجل من أهل الشام … فقال له الإمام: (ماذا تريد؟)
قال: سمعت انك تعلم كل ما تسأل به، ولهذا جئت إليك لأفتح معك حواراً.
قال الإمام : (حول أيّ شيء؟)
قال : حول القرآن ، فأعاده الإمام إلى ( حمران ).
فقال: أنا جئت لا حاورك أنت لا حمران!
فقال الإمام: (إن أنت تغلّبت على حمران فقد انتصرت عليّ)  ، فالتفت الرجل الشامي إلى حمران، وكلما سأله عن شيء سمع منه جوابا حتى عجز.
فسأله الإمام: (كيف وجدت حمران؟)
 اجاب: استاد ماهر، فقد أجابني على كل ما سألته … .( رجال الكشي ص 276).

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة