banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ـ الجزء الثالث

 
الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ـ الجزء الثالث

 الإمام في نيشابور :

تقول السيدة التي نزل الإمام (عليه السلام) في دار جدها في نيشابور:
"جاء الإمام الرضا (عليه السلام) إلى نيشابور ونزل في دار جدي ( بسنده) الواقعة في المحلة الغربية في الناحية المعروفة بـ ( لاشأبا د )، وقد سمي جدي بهذا الاسم لان الإمام احبه ونزل في بيته.
وقد زرع الإمام بيده المباركة شجرة لوز في زاوية من بيتنا، ومن بركات الإمام انها اصبحت شجرة واثمرت خلال فترة عام واحد، وأخذ الناس يطلبون الشفاء بواسطة لوز هذه الشجرة، وكل مريض تناول منه شيئاً بقصد الشفاء فانه تحسنت صحته … " ( عيون اخبار الرضا ج2 ص 131).
يقول ( أبو الصلت الهروي ) وهو من أصحاب الإمام المقربين:
"كنت برفقة الإمام علي بن موسى الرضا عندما أراد الخروج  من نيشابور وكان راكباً على بغلة رمادية اللون وقد اجتمع حوله مجموعة من العلماء منهم ( محمد بن رافع ) و ( أحمد بن الحرث ) و ( يحيى بن يحيى ) و ( إسحاق بن راهويه) وقد امسكوا بعنان بغلة الإمام وهم يقولون: نقسم عليك بحق أبا ئك الطاهرين إلا ما حدثتنا بحديث سمعته من والدك.
فأخرج الإمام رأسه من المحمل وقال:
( حدثنا أبي، العبد الصالح موسى بن جعفر قال حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد، قال حدثني أبي أبو جعفر بن علي باقر علوم الانبياء، قال حدثني أبي علي بن الحسين سيد العابدين، قال حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين، قال حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول سمعت جبرئيل يقول قال الله جل جلاله: إنِّي أنا الله لا اله إلا أنا فاعبدوني، من جاء منكم بشهادة أن لا اله إلا الله بالاخلاص دخل في حصني ومن دخل في حصني أمن من عذابي) ( عيون اخبار الرضا ج2 ص 132،133).
وفي رواية أخرى يقول ( إسحاق بن راهويه ) وهو احد الحاضرين ضمن هذه المجموعة :
أنَّ الإمام بعد ما ذَكَر أن الله تعالى قال: (لا اله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذأبي ) سار قليلاً وهو راكب ثم قال لنا :
( بشروطها وأنا من شروطها ) ( عيون اخبار الرضا ج2 ص 134 ).
أي ان الإيمان بوحدانية الله ـ الذي يوجب النجاة من العذاب الالهي ـ مشروط بشروط من جملتها ولاية وإمامة الأئمة (عليهم السلام).
وهناك كتب تاريخية أخرى تنقل أن الإمام عندما كان يقرأ هذا الحديث أزدحم الناس في نيشابور " التي كانت انذاك من مدن خراسان الكبيرة ومكتظة باسكان ومعمورة لكنّها قد تمّ تخريبها في هجوم المغول " وكانوا بين صارخ وباك وممزق ثوبه ومتمرغ في التراب ومقبل خرام بغلته ومطول عنقه إلى مظلة المهد إلى ان انتصف النهار وجرت الدموع كالأنَّهار وسكنت الاصواب وصاحت الائمة والقضاة: معاشر الناس اسمعوا وعوا ولا تؤذوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في عترته وانصتوا فأملى صلوات الله عليه هذا الحديث وعد من المحابر أربع وعشرون ألفاً سوى الدوى … . ( البحار ج49 ص 127).
يقول ( الهروي ) :
لمّا خرج الرضا بن موسى ( (عليهما السلام) ) من نيشابور إلى المأمون فبلغ قرب القرية الحمراء، " واسمها في اللغة الفارسية ( ده سرخ ) وهي واقعة على بعد نصف فرسخ من شريف أبا د وستة فراسخ من مدينة مشهد المقدسة ( منتخب التواريخ ص 544) " قيل له يا ابن رسول الله قد زالت الشمس أفلا تصلي فنزل (عليه السلام) فقال: ( ائتوني بماء) فقيل: "ما معنا ماء" فبحث (عليه السلام) بيده الارض فنبع من الماء ما توضأ به هو ومن معه واثره باق إلى اليوم ( البحار ج49 ص125، عيون الاخبار ج2 ص 135).
فلما دخل سنأبا د اسند إلى الجبل الذي ينحت منه القدور فقال : ( اللَّهُم انفع به وبارك فيما يجعل فيما ينحت منه ثم أمر (عليه السلام) فنحت له قدور من الجبل ، وقال لا يطبخ ما آكله الا فيها). وكان (عليه السلام) خفيف الأكل قليل الطّعم (البحار ج 49 ص 125، عيون الاخبار 2 ص 135).
ثم دخل دار حميد بن قحطبة الطائي ودخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد "وهو نفس المكان الذي فيه مرقد الإمام الرضا (عليه السلام)" ثم خط بيده إلى جانبه ثم قال:
( هذه تربتي وفيها أُدفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبتي … ) ( البحار ج49 ص 125. عيون الاخبار ج2 ص 135 ـ 136).
وأخيراً فقد وصل الإمام إلى مرو وأنزله المأمون في دار خاصة معزولة عن الآخرين وبالغ في احترامه … . ( الارشاد للمفيد ص 290).

اقتراح المأمون : 

أرسل المأمون رسالة إلى الإمام بعد دخوله إلى مرو يعلمه فيها أنه يريد التخلي عن الخلافة واسنادها إلى الإمام، ويطلب منه ابداء وجهة نظره.
فرفض الإمام ، فأعاد المأمون الكرَّة وأرسل راسلة أخرى يقول له فيها:
" لما كنت قد رفضت اقتراحي الاول فلابد لك من قبول ولاية عهدي" .
وتوقف الإمام تماماً من قبول هذا الاقتراح أيضاً، فأحضر المأمون الإمام عنده وخلي به في مجلس خاص وكان ( الفضل بن سهل ذوالرياستين ) حاضراً في هذا الاجتماع.
قال المأمون : "لقد استقر رأيي على ان اسند اليك الخلافة وشؤون المسلمين" فلم يقبل الإمام، وعندئذ كرر المأمون اقتراحه بولاية العهد فلم يوافق عليه الإمام أيضاً.
قال المأمون : " لقد عيّن ( عمربن الخطاب ) للخلافة من بعده شورى تضم ستة اعضاء وكان جدك علي بن أبي طالب واحداً منهم، وقد أمر عمر بأن تضرب عنق كل من يخالف منهم، فلا مفرّ لك من قبول ما اردته منك، لانني لا اجد سبيلاً آخر ولا علاجاً آخر".
وبهذه الطريقة فقد لوح المأمون للإمام بالموت، فاضطر الإمام لقبول ولاية العهد بالاكراه والاجبار قائلاً :
( إنّني أقبل ولاية العهد بشرط ان لا اكون أمراً ولا ناهيا ولا مفتيا ولا قاضيا وان لا اعزل ولا انصب احداً وان لا اغير شيئا ولا ابدّله).
ووافق المأمون على كل هذه الشروط ( الارشاد للمفيد ص 290).
وهكذا فرضت ولاية العهد على الإمام، والغرض من وراء هذه المؤأمرة هو ان يجعل الإمام تحت المراقبة حتى يتعذر عليه دعوة الناس إلى نفسه، والهدف الآخر هو تهدئة العلويين والشيعة حتى تستقر أسس حكومته.
 يقول ( ريان بن الصلت ):
ذهبت إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وقلت له: "يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول البعض انك قبلت ولاية عهد المأمون مع انك تظهر الزهد في الدنيا وتدعي عدم الرغبة فيها!"
قال: ( يشهد الله ان هذا الأمر لم يسعدني، لكنني وجدت نفسي بين قبول ولاية العهد والقتل فاضطررت للقبول … ألا تعرف ان ( يوسف ) كان نبي الله ولما اضطر قبل ان يكون اميناً على خزائن عزيز مصر، وهاهنا أيضاً اقتضت الضرورة ان اقبل انا ولاية العهد بالاكراه والاجبار، وعلاوة على هذا فانالم ادخل في هذا الأمر الا كمن هو خارج عنه) " بمعنى انني بسبب تلك الشروط التي اشترطتها اكون كمن لم يتدخل في الحكومة )، اشكوا مرى إلى الله تعالى واطلب منه العون " ( علل الشرايع ص 227 ـ 228، عيون اخبار الرضا ج2 ص 138).
 يقول ( محمد بن عرفة ) : " قلت للإمام (عليه السلام) : يا ابن رسول الله ! لمإذا قبلت ولاية العهد؟ "
قال: ( لنفس السبب الذي دعا جدي عليا (عليه السلام) للاشتراك في تلك الشورى) ( عيون اخبار الرضا ج2 ص 141).
يقول ( ياسر الخادم ) : " لقيت الإمام (عليه السلام) بعد قبوله لولاية العهد وهو رافع يديه نحو السماء قائلاً:
( الهي انك تعلم انني قبلت بالاكراه والاجبار، فلا تؤأخذني كما لم تؤأخذ عبدك ونبيك يوسف عندما قبل ولاية مصر )" ( امالي الصدوق ص 72).
وفي مرة قال الإمام لأحد خواصه عندما لا حظ عليه السرور بسبب قبول الإمام ولاية العهد:
( لا تفرح ان هذا الأمر لن يتم وسوف لن يبقى على هذا الوضع) ( الارشاد للمفيد ص 292).

 الموقف السّلبّي للإمام :

إنَّ الإمام حسب الظاهر وفي مجال القول قد قبل ولاية العهد، لكنّه لم يقبلها عملياً وفي واقع الأمر، لأنَّه قد اشترط ان لا تناط به أيّة مسؤولية وان لا يتدخل في الأمور ، وقد قبل المأمون شروطه إلا انه في بعض الاحيان كان يحاول فرض بعض الأمور على الإمام ليجعله وسيلة لتحقيق مآربه، لكن الإمام كان يقاومه بصلابة ولا يتعاون معه اطلاقاً.
يقول ( معمر بن خلاد ) : " نقل لي الإمام الرضا (عليه السلام) ان المأمون قال لي سم لي بعض الافراد الذين تعتمد عليهم حتى اسند إليهم ولاية المدن الثائرة علي. فقلت له: ( إذا وفّيت بالشروط التي قبلتها فسوف افي انا بعهدي، فأنا قبلت هذا الأمر بشرط ان لا اكون أمراً ولا ناهياً وان لا اعزل ولا انصب وان لا اكون مستشاراً حتى يتوفاني الله قبلك، والله ما كنت افكر في الخلافة، وعندما كنت في المدينة كنت اركب على مطيتي واستخدمها في الذهاب والاياب، وكان أهل المدينة يعرضون عليّ حوائجهم فأقضيها لهم، وكنت معهم كالأعمام ( أي اننا كالاقارب يحب بعضنا بعضاً ويأنس إليه) وكانت رسائلي مقبولة ومحترمة في سائر البلاد، وانت لم تزد على النعمة التي انعم الله بها عليّ، وكل نعمة تريد اضافتها فهي أيضاً من الله تمنح لي) ، فقال المأمون :  اني وفي للعهد الذي عاهدتك به " ( عيون اخبار الرضا ج2 ص 164).

 ولاية العهد :

بعد ان قبل الإمام (عليه السلام) منصب ولي العهد بالشكل المذكور سلفاً اقام المأمون حفلاً بهذه المناسبة لاعلام الناس والاستفادة من ذلك سياسيا والتظاهر بانه فرح جدّاً ومسرور، فعقد اجتماعاً في يوم الخميس مع حاشيته واعضاء بلاطه، ثم خرج ( الفضل بن سهل ) واعلن للناس رأي المأمون بالنسبة للإمام الرضا وولاية عهده، وابلغهم بأمر المأمون بان يلبسوا الملابس الخضر ( وهي الملابس المتعارفة للعلويين ) ويحضروا في يوم الخميس القادم لمبايعة الإمام … .
وفي اليوم المحدد حضر الناس بمختلف طبقاتهم اعم من اعضاء البلاط وقادة الجيش والقضاة وغيرهم وهم يرتدون الملابس الخضراء، وتقد جلس المأمون، واعدوا للإمام منصة خاصة كان يجلس عليها وهو مرتد للملابس الخضراء وعلى رأسه عمامة ويحمل معه سيفا، فأمر المأمون ابنه ( العباس بن المأمون ) ان يكون أول رجل يبايع الإمام ففعل، ورفع الإمام يده بحيث كان وجه كفه نحو وجهه وباطن كفه نحو المبايع.
فقال المأمون : "مدّ يدك للبيعة ".
قال الإمام: (هكذا كان يبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)).
 وعندئذ بايع الناس الإمام، بينما يده كانت فوق الايدي، وقد قسمت في هذا الحفل أكياس من الاموال، وتحدث الخطباء وانشد الشعراء ما طاب لهم في مجال ذكر فضائل الإمام وفي مورد العمل الذي انجزه المأمون … .
ثم قال المأمون للإمام : "أنت أيضاً تحدث واخطب الناس ".
فقام الإمام وحمدالله واثنى عليه ثم خاطب الحاضرين : ( إن لنا حقاً عليكم من ناحية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وانتم أيضاً لكم حق علينا من اجل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والآن بعد ان أديتم لنا حقنا فعلينا أيضاً ان نحترم حقكم)، ولم يضف شيئاً آخر في ذلك المجلس.
وأمر المأمون بسكِّ الدراهم وضربها باسم " الرضا " ( الارشاد للمفيد ص 291،292).

 إقامة صلاة العيد :

في أحد الأعياد الإسلامية كعيد الفطر أو عيد الاضحى وكان قد عُقد للرضا (عليه السلام) الأمر بولاية العهد بعث المأمون إليه في الركوب إلى العيد والصلاة بالناس والخطبة لهم فبعث إليه الرضا (عليه السلام): (قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الأمر فاعفني من الصلاة بالناس) ،فقال له المأمون : " إنّما اريد بذلك ان نظمئن قلوب الناس ويعرفوا فضلك " ولم تزل الرسل تتردد بينهما في ذلك فلما ألحَّ عليه المأمون أرسل إليه: (إن أعفيتني فهو أحبُ إليّ وإن لمْ تعفني خرجت كما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وامير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ) فقال له المأمون : " أخرج كيف شئت " وأمر القواد والحجاب والناس ان يبكروا إلى باب الرضا (عليه السلام) قال : " فقعد الناس لأبي الحسن (عليه السلام) في الطرقات والسطوح واجتمع النساء والصبيان ينتظرون خروجه وصار جميع القواد والجند إلى بابه فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس فاغتسل أبو الحسن (عليه السلام) ولبس ثيابه وتعمّم بعمامة بيضاء من قطن القى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفه ومسّ شيئا من الطيب وأخذ بيده عكّازة وقال لموإليه : (افعلوا مثل ما فعلت) فخرجوا بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمّرة فمشى قليلا ورفع رأسه إلى السماء وكبّر وكبّر موإليه معه ثم مشى حتى وقف على الباب فلما رآه القوّاد والجند على تلك الصورة سقطوا كلهم عن الدواب إلى الارض وكان احسنهم حالاً من كان معه سكين قطع بها نعله وتحفّى وكبّر الرضا (عليه السلام) على الباب وكبّر الناس معه فخيّل الينا ان السماء والحيطان تجاوبه وتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج لما رأوا أبا  الحسن (عليه السلام) وسمعوا تكبيره وبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذوالرّياستين: "يا أمير المؤمنين إن بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل افتتن به الناس وخفنا كلنا على دمائنا فانفذ إليه أن يرجع" فبعث إليه المأمون : " قد كلفناك شططا واتعبناك ولسنا نحب أن تلحقك مشقة فارجع وليصلِّ بالناس من كان يصلي بهم على رسمه" ، فدعى أبو الحسن (عليه السلام) بخفه فلبسه وركب ورجع واختلف أمر الناس في ذلك اليوم" ( الارشاد للمفيد ص 213،214، عيون الاخبار ج2 ص 148، 149).

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة