banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام محمد بن عليّ الجواد (عليه السلام) ـ الجزء الثالث

 
الإمام محمد بن عليّ الجواد (عليه السلام) ـ الجزء الثالث

فقال المأمون: أحسنت يا أبا جعفر احسن الله إليك فان رأيت أن تسأل يحيى عن مسألة كما سألك فقال أبو جعفر (عليه السلام) ليحيى : (أسألك؟) ، قال : ذلك إليك جعلت فداك فان عرفت جواب ما تسألني وإلاّ استفدته منك.
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): (أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة في أول النهار فكان نظره إليها حراماً عليه، فلّما ارتفع النهار حلّت له، فلما زالت الشمس حرمت عليه، فلما كان وقت العصر حلت له، فلما غربت الشمس حرمت عليه ، فلما دخل وقت العشاء الآخرة حلّت له، فلما كان وقت انتصاف الليل حرمت عليه، فلما طلع الفجر حلت له، ما حال هذه المرأة وبماذا حلت له وحرمت عليه؟) ،فقال له يحيى بن اكثم: لا والله لا اهتدي إلى جواب هذا السؤال ولا اعرف الوجه فيه، فان رأيت أن تفيدناه.
 فقال أبو  جعفر(عليه السلام): (هذه أمة لرجل من الناس، نظر إليها أجنبي في أوّل النهار فكان نظره إليها حراماً عليه، فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلت له، فلما كان عند الظهر اعتقها فحرمت عليه، فلما كان وقت العصر تزوجها فحلت له، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها (كان الظهار يعد طلاقاً قبل الإسلام وفي العصر الجاهلي ومؤدياً للحرمة الأبدية، وقد تغير حكمه في الإسلام وأصبح موجباً للحرمة والكفارة فحسب. والظهار هو أن يقول المرء لزوجته: أنت علي كظهر أمّي أو كظهر ابنتي. وعندئذ يتعين عليه أداء الكفارة حتى تحلّ له زوجته من جديد. ومن احبّ التفصيل فليرجع إلى الرسائل العلمية) فحرمت عليه، فلما كان وقت العشاء الآخرة كفر عن الظهار فحلت له، فلما كان نصف الليل طلقها واحدة، فحرمت عليه، فلما كان عند الفجر راجعها فحلت له) ، قال: فأقبل المأمون على من حضره من أهل بيته فقال لهم: هل فيكم من يجيب هذه المسألة بمثل هذا الجواب أو يعرف القول فيما تقدم من السؤال؟ قالوا: لا والله …، فقال : ويحكم إن أهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل، وانّ صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال …( الإرشاد للمفيد ص299، تفسير القمي ص 169، الاحتجاج للطبري ص 245، البحار ج50 ص74ـ 78).
ولابّد من الانتباه إلى إنّ المأمون مع كل تظاهره بالحب وريائه الكاذب بالصداقة لم يكن له أيّ هدف من هذا التزويج سوى أهدافه السياسية، ويمكننا أن نحدد عدة أهداف معينة كان يقصدها:
1 ـ بإرساله ابنته إلى بيت الإمام (عليه السلام)  قد جعله دائماً تحت مراقبة شديدة وأصبح مطلعاً على نشاطاته ( والحقيقة إن ابنة المأمون قد قامت بمهمة التجسس ونقل الأخبار للمأمون كما يشهد التاريخ بذلك).
2 ـ كان يهدف من هذا الزواج أن يجر الإمام إلى بلاطه المرفه المنحط بحيث يتعلم منه اللهو واللعب والفسق والفجور، فتتحطم بذلك عظمة الإمام ويسقط في النظار الناس عن مقام العصمة والإمامة ويخف وزنه.
يقول محمد بن الريان:
احتال المأمون على أبي جعفر (عليه السلام)  بكل حيلة فلم يمكنه فيه شيء فلما أراد أن يبني عليه ابنته دفع إليّ مائة وصيفة من اجمل ما يكن إلى كل واحدة منهن جاماً فيه جوهر يستقبلون أبا جعفر (عليه السلام)  إذا قعد في موضع الإختان فلم يلتفت إليهن ، وكان رجل يقال له مخارق صاحب صوت وعود وضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون فقال: للمأمون إن كان في شيء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره فقعد بين يدي أبي جعفر (عليه السلام)  فشهق مخارق شهقة اجتمع إليه أهل الدار، وجعل يضرب بعوده ويغني، فلما فعل ساعة وإذا أبو جعفر(عليه السلام) لا يلتفت إليه ولا يميناً ولا شمالاً، ثم رفع رأسه إليه وقال : (اتقّ الله يا ذا العثنون)، قال: فسقط المضراب من يده والعود، فلم ينتفع بيده إلى أن مات ( الكافي ج1 ص 494، البحارج50 ص61).
3 ـ كما أشرنا من قبل فالمأمون يهدف من هذا الزواج أن يكف العلويين من الثورة ضده والاعتراض عليه، ويظهر نفسه بمظهر المحب والصديق لهم.
 4 ـ ومن جملة أهدافه هو خداع العامة، فقد كان يصرح أحياناً: أنني أقدمت على هذا التزويج حتى يكون لأبي جعفر (عليه السلام)  من ابنتي طفل فأصبح جدّ طفل من نسل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ،( تاريخ اليعقوبي ج2 ص 454).
ومن حسن الحظّ إن لعبة المأمون هذه لم تنجح، وذلك لان ابنته لم تلد أي مولود، وجميع أبناء الإمام الجواد (عليه السلام) ( الإمام العاشر علي الهادي (عليه السلام) وموسى المبرقع والحسين وعمران وفاطمة و خديجة وأم كلثوم وحكيمة) قد ولدوا من زوجة أخرى للإمام وهي أمة حسنة السيرة جليلة القدر تسمى ( سمانة المغربية ) ( منتهى الآمال ج2 ص 235).
وعلى كل حال فالمأمون الذي كان يصر كثيراً على هذا الزواج لم يكن يهدف منه إلى شيء سوى أهدافه السياسية، ومع إنّ هذا الزواج ملازم للحياة المرفهة الرغيدة لكنه لم تكن له قيمة عند الإمام الجواد (عليه السلام)  لأنه مثل آبائه الكرام لم يكن مهتماً بالدنيا ولا يجذبه زرقها وبرقها، بل الحياة مع المأمون أساساً كانت مفروضة عليه وتحمل له الآلام والغصص.
يقول الحسين المكاري:
 دخلت على أبي جعفر ببغداد وهو على ما كان من أمره، فقلت في نفسي: هذا الرجل لا يرجع إلى موطنه أبداً وما عرف مطعمه؟ قال: فأطرق رأسه ثم رفعه وقد اصفر لونه فقال: يا حسين خبز شعير وملح جريش في حرم رسول الله احب إليّ مما تراني فيها،( خرائج الراوندي ص 208 ، البحارج50 ص 48).
ولهذا السبب لم يبق الإمام في بغداد وإنما عاد مع زوجته ( أم الفضل) إلى المدينة، واستمر على وضعه في المدينة حتى عام (‌‌220)هجري.
ومات المأمون في عام (218) هجري وحلّ محلّه في الحكم أخوه (المعتصم)، وفي عام (220) هجري جاء المعتصم بالإمام إلى بغداد ليكون مراقباً له عن كثب، وكما ذكرنا من قبل فانه أشركه في المجلس الذي شكل لتعيين مقدار القطع من يد السارق، وانتهى بفضيحة لقاضي بغداد ـ ابن أبي دواد ـ وللآخرين.
وبعد هذه القضية بعدة أيام جاء ( ابن أبي دواد ) للمعتصم وهو ممتلئ حسداً وغيظاً وقال:
إنّي لأحبّ الخير لك وأنصحك بانّ ما حدث قبل أيّام لم يكن في صالح حكومتك، لأنّك في حضور جميع العلماء وأصحاب المناصب العالية في الدولة رجحت فتوى أبي جعفر ( الإمام الجواد ) وهو الذي يعتقد نصف المسلمين بأنّه الخليفة وانّك غاصب لحقه على فتاوى الآخرين، وقد شاع هذا الخبر بين الناس وغدا برهاناً للشيعة.
وهيّج كلام ابن أبي دواد وهذا المعتصم الذي كان مستعداً في ذاته لأيّ لون من ألوان العداء للإمام (عليه السلام)  فوقع في نفسه أن ينشط لقتل الإمام، و أخيراً فقد نفذ رغبته المنحطة ودسّ السّمّ للإمام (عليه السلام)  في آخر شهر ذي القعدة عام (220) هجري واستشهد الإمام نتيجة لذلك.
ودفن الجثمان الطاهر للإمام الجواد إلى جانب قبر جده الكريم الإمام موسى بن جعفر في قريش في بغداد( ليرجع من شاء إلى كتاب الإرشاد للمفيد ص 307، وأعلام الورى ص 338، والبحار ج50 ص 6) صلى الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.
ومزار هذين الإمامين الجليلين مشهور حالياً بـ ( الكاظمين ) ويحج إليه المسلمون من أرجاء العالم الإسلامي من قديم الأزمان.
 
نماذج من الكلمات الثّريّة للإمام (عليه السلام):

1 ـ ( من استغنى بالله افتقر الناس إليه، ومن اتقى الله أحبه الناس) (نور الأبصار ص180).
2 ـ ( الكمال في العقل) (الفصول المهمة 290).
3 ـ ( حسب المرء من كمال المروة أن لا يلقى أحداً بما يكره ) (نور الأبصار ص 180).
4 ـ ( لا تعالجوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ولا يطولن عليكم الأمل فتقسوا قلوبكم وارحموا ضعفاء كم واطلبوا من الله الرحمة بالرحمة فيهم) (الفصول المهمة ص 292).
5 ـ ( من استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه) (نور الأبصار ص 180).
6 ـ ( العامل بالظلم والمعين عليه والراضي شركاء) (الفصول المهمة ص 291).
7 ـ ( من وعظ أخاه سرّاً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه) (نور الأبصار ص 180).
8 ـ ( القصد إلى الله بالقلوب ابلغ من إثبات الجوارح بالأعمال) (الفصول المهمة ص 289).
9 ـ ( يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم) (الفصول المهمة ص 291).
10 ـ ( عنوان صحيفة المسلم حسن خلقه ) (نور الأبصار ص 180).
11 ـ ( ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى: كثرة الاستغفار ولين الجانب وكثرة الصدقة، وثلاث من كنّ فيه لم يندم: ترك العجلة والمشورة والتوكل على الله عند العزم ) (الفصول المهمة ص 291).
12 ـ ( من أمل فاجراً كان أدنى عقوبته الحرمان) (نور الأبصار ص 181).
13 ـ ( من انقطع إلى غير الله وكله الله إليه ومن عمل على غير علم أفسد اكثر مما يصلح) (الفصول المهمة ص 289).
14 ـ ( أهل المعروف إلى اصطناعه احوج من أهل الحاجة إليه لانّ لهم أجرهم وفخره وذكره فمهما اصطنع الرجل من معروف فانما يبتدء فيه بنفسه) (نور الأبصار ص 180).
15 ـ ( العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى، والصبر زينة البلاء، والتواضع زينة الحسب، والفصاحة زينة الكلام، والحفظ زينة الرواية، وخفض الجناح زينة العلم، وحسن الأدب زينة العقل وبسط الوجه زينة الكرم، وترك المنّ زينة المعروف، والخشوع زينة الصلاة، وترك ما لا يعني زينة الورع) (الفصول المهمة ص 291).
  16 ـ ( من وثق بالله وتوكل على الله نجّاه الله من كل سوء وحرزه من كل عدو) (نور الأبصار ص 181).
17 ـ ( الدين عزّ، والعلم كنز، والصمت نور، ولا هدم للدين مثل البدع ولا أفسد للرجال من الطمع، وبالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البلية) (الفصول المهمة ص 290).
 18 ـ ( الصبر على المصيبة مصيبة للشامت) (نور الأبصار ص 180).
19 ـ ( كيف يضيع من الله كافله، وكيف ينجو من الله طالبه) (الفصول المهمة ص 289).
20 ـ قال (عليه السلام) في جواب رجل قال له أوصني بوصية جامعة مختصرة:
(صُن نفسك عن عار العاجلة ونار الآجلة) إحقاق الحق ج12 ص 439 ، نقلاً من وسيلة المآل. وجميع هذه الروايات المنقولة في هذا الفصل عن كتاب ( الفصول المهمة ) وكتاب ( نور الأبصار) موجودة في كتاب إحقاق الحق ج13 ص 428ـ 439 نقلاً من هذين الكتابين.
 

 فسلام عليه يوم وُلِد ويوم استُشهِد مسموماً ويومَ يُبعَثُ حياً

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة