banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء الثاني

الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء الثاني

وبينما كان الشقراني يبحث عن شخص يعرفه ليصبح واسطة لأخذ سهم له من بيت المال إذا به يرى الإمام الصادق (عليه السلام) فتقدم نحوه وذكر له حاجته. وذهب الإمام ولم يستمر طويلا حتى عاد للشقراني ومعه السهم الذي أخذه له. وعندما سلمه للشقراني قال له بلهجة يملؤها الحنان والعطف:
( إنّ فعل الخير حسن من كل أحد ولكنه منك احسن واجمل بسبب انتسابك لنا حيث تعد متعلقا بأهل بيت الرسالة وفعل الشرِّ قبيح من كل أحد ولكنه منك اقبح وأسوأ بسبب ذلك الانتساب).
قالها الإمام الصادق (عليه السلام) ومضى لسبيله.
وبمجرد أن سمع الشقراني هذه الجملة عرف أن الإمام قد اكتشف سرّه أي انه يعلم بكونه شاربا للخمر، وقد استبد به الخجل والحياء لأنَّه مع كون الإمام عالماً بشربه الخمر لكنه مع ذلك تلطف به وقضى له حاجته ثم نبهّه على خطئه، وبذلك أيقظ ضميره ( البحار ج47 ص 349 نقلا عن أعلام الورى والمناقب وكتاب آخر ـ الأنوار البهية نقلا عن تذكرة ابن الجوزي عن ربيع الابرار للزمخشري).

 شرط تحرير العبد:

7 ـ يقول إبراهيم بن بلاد: لقد قرأت وثيقة تحرير أحد العبيد الذين حررهم الإمام الصادق فوجدت فيها ما يلي:
( حرر هذا العبد جعفر بن محمد من اجل رضى الله تعالى، وهو لا يريد منه أي شكر ولا جزاء بشرط ان يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويقوم بالحج ويصوم شهر رمضان ويحب أولياء الله ويتبرأ من أعداء الله).
، وقد شهد في هذه الوثيقة ثلاثة أشخاص ( الكافي ج6 ص181 البحار ج47 ص 44).

 الإمام بازاء فقير عارف لله شاكر له:

8 ـ يقول مسمع بن عبد الملك: كنّا في منى عند الإمام الصادق (عليه السلام) ونحن مشغولون بأكل العنب فدخل علينا سائل وطلب من الإمام مساعدة فأعطاه الإمام عنقوداً من العنب فرفضه قائلا: ان كان عندكم مال فأعطوني، فأجابه الإمام: (يعطيك الله).
وذهب السائل قليلا ثم عاد طالبا عنقود العنب، فقال له الإمام: (يعطيك الله ، ولم يعطه شيئا).
ثم جاء سائل آخر فأعطاه الإمام ثلاث حبات من العنب فأخذها منه قائلا: شكراً لله رب العالمين الذين منحني هذا الرزق.
فملأ الإمام كفيّه بالعنب وأعطاه إياه فأخذها السائل وهو يقول: شكراً لله رب العالمين.
فأمره الإمام بالانتظار وسأل مرافقه: (كم معنا من المال؟) وكأنه كان معهم عشرون درهما فأعطاها لذلك السائل، فقال السائل: شكراً لله، إلهي ان هذه النعمة منك وأنت واحد لا شريك لك.
فقال له الإمام: (انتظر قليلا) وأعطاه ثوبه وأمره بلبسه. فلبسه السائل وقال:
الحمد لله الذي أعطاني هذا الثوب وكساني به، ثم التفت إلى الإمام قائلا له: جزاك الله خير الجزاء.
يقول مسمع: يبدو أنه إذا لم يدع للإمام في هذه المرة واكتفى بشكر الله وحمده فان الإمام كان يستمر في إعطائه ( الكافي ج4 ص49).

 عبادة الإمام:

يقول مالك بن انس: كان جعفر بن محمد مشغولاً دائما أمّا بالصيام وأمّا بالصلاة وأمّا بذكر الله، ويعد من اكبر العباد والزهاد، وكان يحدث كثيراً، ومجلسه لطيف عظيم الفائدة، وعندما كان يقول: ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ) فان لونه يتغير … كنّا معه في الحج في إحدى السنين فلمّا أحرم تغيرت أحواله وكأنه لا يستطيع ان ينطق بـ ( لبيك) ، ومن شدة هول الموقف يكاد يسقط من مركبه، فقلت له: يا بن رسول الله قل لبيك ولا بدلك من قولها.
فقال: (كيف أقول ( لبيك اللَّهُم لبيك) بينما أنا خائف أن يجيبني الله بقوله: ( لا لبيك ولا سعديك) ) ( البحار ج47 ص16 نقلا عن الخصال وعلل الشرائع وامالي الصدوق والمناقب لابن شهر اشوب).

 الاستسلام لله والرضا بقضائه:

10ـ يقول قتيبة وهو من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) :
ذهبت في أحد الأيام إلى بيت الإمام الصادق لعيادة أحد أولاده حيث كان مريضا فوجدت الإمام واقفاً إمام الباب وهو قلق حزين، فسألته عن حال الطفل فأجابني: ( والله انه لن يبقى)، ثم دخل إلى البيت وبعد فترة خرج إليّ وقد هدأ روعه وزال اضطرابه فساورني الأمل وفرحت متخيلاً ان المريض قد تحسنّت حالته، فسألته مرة أخرى عن حالة الطفل، فأجاب (عليه السلام): ( لقد توفاه الله) ، فقلت له متعجباً : فداك نفسي عندما كان حيّا كنت مضطربا وحزينا عليه، و الآن قد توفي لكنك لا يلاحظ عليك الحزن؟
فقال: (نحن أهل بيت يظهر علينا الحزن قبل وقوع المصيبة، ولكنه بعد نفوذ القضاء الإلهي فإننا راضون برضا الله ومستسلمون لأمره) ( الكافي ج3 ص225 ـ البحار ج47 ص49).

 حلمه وصبره:

11ـ يقول حفص بن أبي عايشه: أرسل الإمام الصادق خادمه لإنجاز إحدى المهمات، فتأخر الخادم، فذهب الإمام خلفه ووجده في إحدى الزوايا وهو يغط في نوم عميق فجلس الإمام عند رأسه وأخذ يروح له بهدوء، ولما استيقظ قال له الإمام: (والله ليس لك إنَّ تنام في الليل والنهار، إنَّ الليل لك والنهار لنا) ( المناقب ج4 ص274 ـ الكافي ج2 ص112).

 مساعدة الفقراء:

12ـ يقول معلى بن خنيس: في إحدى الليالي المطيرة لاحظت الإمام الصادق (عليه السلام) وهو متجّه إلى ظلة بني ساعدة ( وهي خيمة منصوبة ليستريح فيها الفقراء والبؤساء) فتبعته، وبينما نحن في الطريق إذ سقط شيء مما يحمله الإمام معه فقال: ( بسم الله ، اللَّهُم ارجع إلينا ما سقط منّا على الأرض) فتقدّمت نحوه وسلمت عليه، فقال : (يا معلى هذا هو أنت؟) فقلت: نعم فداك نفسي.
فقال: (ابحث بيدك فإذا وجدت شيئا فأعطني إياه) ، فبحثت ووجدت عدداً من أرغفة الخبز فناولته إياها وكان يحمل كيسا مليئا بالخبز، وبدالي انه ثقيل الوزن جداً فقلت له: فداك نفسي اسمح لي ان احمل الكيس عنك.
فقال كلا: (أنا أولى بهذا العمل منك، ولكن تعال معي) ، فصحبته إلى ان وصلنا إلى ظلة بني ساعدة فرأينا مجموعة من البؤساء وهم نيام فوضع الإمام قرصاً أو قرصين من الرغيف تحت ثياب كل واحد منهم ولم يستثن أحداً أبداً، ثم عدنا أدراجنا، فقلت له: فديتك هل كان هؤلاء من شيعتكم؟
أجاب : (لو كانوا من شيعتنا لقدّمنا لهم مساعدة اكبر من هذه) ( الكافي ج4 ص8 ثواب الأعمال ص173 البحار ج47 ص29).
13 ـ يقول هشام بن سالم: كان من عادة الإمام الصادق (عليه السلام) ان يحمل على عاتقه في الليالي كيسا فيه أقراص من الخبز ولحم ودراهم ليوزعّها على المحتاجين في المدينة، وهم لا يعرفونه، ولما لقي الإمام وجه ربه انقطعت هذه المساعدة عنهم، وعندئذ التفتوا إلى ان الإمام هو صاحب تلك المساعدات ( الكافي ج4 ص8 البحار ج47 ص38).

 الإمام الصادق (عليه السلام) والحكام:

ولد الإمام (عليه السلام) سنة ثلاث وثمانين هجرية، في زمان سلطة خامس خليفة أموي ظالم هو عبد الملك بن مروان، ووصل إلى الإمامة في سن الواحدة الثلاثين عام مائة وأربعة عشر هجري، وذلك بعد استشهاد والدة الكريم الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، في زمان خلافة هشام بن عبد الملك.
وفيما يلي نذكر أسماء الخلفاء الأمويين الذين عاصروا الإمام الصادق (عليه السلام) منذ ولادته وحتى عام (132) هجري ( عام انقراض سلطة بني أُمية)، مشيرين إلى فترة حكومة كل واحد منهم:
( عبد الملك بن مروان) وقد استمرت فترة حكومته منذ عام (65) وحتى عام (86) وقد تقارنت السنين الثلاث من أواخر حكومته مع الفترة الممتدة منذ ولادة الإمام وحتى صيرورة عمره الشريف ثلاث سنوات.
( الوليد بن عبد الملك) وقد حكم تسع سنوات وثمانية شهور.
( سليمان بن عبد الملك) حكم ثلاث سنوات وثلاثة شهور.
( عمر بن عبدالعزيز) حكم سنتين وخمسة شهور.
(يزيد بن عبد الملك) حكم أربع سنوات وشهراً واحداً.
( هشام عبد الملك ) حكم عشرين سنه، وقد عاصر ما يناهز اثني عشر عاما منها زمان إمامة الإمام الصادق (عليه السلام) .
( الوليد بن زيد بن عبد الملك) حكم عاماً واحداً.
( يزيد بن الوليد) حكم ستة شهور.
( إبراهيم بن الوليد) حكم شهرين أو أربعة شهور.
( مروان الحمار) حكم خمس سنوت وعدة شهور، وبهزيمة على يد بني العباس وبقتله في شهر ذي الحجة عام (132) هجري زالت دولة بني أُمية وانقرضت ( الإمام الصادق ج1 ص34 ـ 37 نقلنا النص باختصار تتمة المنتهى ص 57 ـ 104).
واستمرت حكومة الأمويين ما يقرب من قرن كامل وهي من أحلك مراحل التاريخ الإسلامي، فقد كان الإسلام والأمة الإسلامية خلال هذه الفترة ملعبة للأغراض الأموية، حيث كان الأمويون لا يقيمون وزناً للناس ، وكان جميع المسلمين ولا سيما اتباع أهل بيت النبوة يعيشون أقسى الأوضاع في ظل الإرهاب والخوف تحت سيطرة هذه الحكومة الجائرة، فنلاحظ مثلا ( عبد الملك) وهو أحد الحكام الأمويين وهو يعلن للناس في إحدى خطبه:
( كل من يدعوني إلى التقوى فإني اضرب عنقه) ( الكامل لابن الاثير ج4 ص521 ـ 522).
ويقول ( الوليد بن عبد الملك ) في أول خطبة له بعد تولّيه السلطة:
( كلّ من يتمرّد علينا فإننا نقتله، وكلّ من يسكت فان السكوت سوف يقتله) ( تاريخ الطبري ج8 ص 1178 ـ طبعة ليدن).
لقد كان بنو أُمية مجموعة من الزنادقة التي لا تعرف الله وقد اظهروا عداوة عميقة للدين والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منذ ظهور الإسلام، وقد أدّت الحوادث اللاحقة وغزوتا بدر وأحد إلى أن تنبعث في قلوب بني أُمية أحقاد لا تقبل الزوال اتجاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) ، وبعد ذلك فانهم لم يفوتوا أية فرصة سنحت لهم للانتقام وتفريغ الأحقاد، ولم يدخروا جهداً ولم يعفوا عن أية حيلة أو خداع أو جريمة للقضاء على الإسلام والإيقاع بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين (عليه السلام) .
وقد استلم بنو أُمية السلطة في العالم الإسلامي عمليا في سنة أربعين للهجرة بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين وجلوس معاوية على عرش الخلافة، ومنذ ذلك الحين بدأت تسلط على الشيعة اشد الضغوط، وكان شتم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) على رأس قائمة المهمات التي ينفذها بنو أُمية، ويعد القتل الجماعي في كربلاء واستشهاد سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) ذروة جرائم بني أُمية. وقبل فاجعة كربلاء وبعدها أيضاً قام بنو أُمية بقتل مجموعة كبيرة من شخصيات الشيعة والعلويين بتهمة الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام وسجنوا كثيرين آخرين منهم في زنزانات مخيفة وفي أتعس ظروف للسجن. فاستشهد مثلا زيد ابن الإمام الرابع (عليه السلام) في عصر هشام بن عبد الملك، وقد أمر هشام بتعليق جسمه بعد شهادته على مقصلة الصلب، ثم أُنزل بعد عدة أعوام وأحرق … .
وقد كان لواقعة كربلاء وفضح الحقائق والنضال السلبي للأئمة عليهم السلام بعد تلك الفاجعة اعظم الاثر في إيجاد الاشمئزاز العام من حكم بني أُمية، وبالتالي فقد أدّت شهادة زيد إلى ان ينفد صبر الناس إزاء ظلم بني أُمية وقسوتهم ولا دينيتهم، وانتهى الأمر عام (132) إلى الإطاحة بسلطة العار حكومة الأمويين، واستغل بنو العباس الظروف واستلموا زمام الأمور متظاهرين بمظهر الدفاع عن الحق.
والإمام الصادق (عليه السلام)، مثل سائر أئمتنا الكرام، تفرغ طيلة حياته، ومن جملتها الأعوام التي عاشها تحت سيطرة حكم الأمويين، للنضال ضد الظالمين بصورة علنية أو خفيّة، وكلما سمحت له الظروف مع القيود والمراقبة المفروضة عليه من قبل بني أُمية فانه كان يستغلها لإيقاف الناس على الحقائق وهداية محبي الدين والحقيقة وبيان الإسلام الحقيقي لهم.
وأثناء حكومة هشام بن عبد الملك سافر الإمام الصادق (عليه السلام) برفقة والدة الكريم إلى حج بيت الله الحرام، وقد خطب في الاجتماع العظيم للحجاج خطبة تعرض فيها لموضوع قيادة أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإمامتهم قائلا:
( الحمد لله الذي أرسل محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصدق، وكرمنا به، فنحن الذين اصطفانا الله من بين الخلق، ونحن خلفاء الله ( في الأرض)، فالمفلح هو من يتبعنا، والخاسر هو من يعادينا) ( دلائل الإمامة للطبري الشيعي ص 104 ـ 106 الطبعة الثانية في النجف).
فنقلوا مضمون حديث الإمام إلى هشام، وبعد عودة الناس من الحج اصدر هشام أمره إلى حاكم المدينة ان يشخص إلى دمشق الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام)، فذهبا إلى دمشق وكانت لهما مواقف مع هشام … .

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة