banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) ـ الجزء الأول

 
الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) ـ الجزء الأول

ولادته:

ولد الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) ـ وهو الإمام الحادي عشر للمسلمين بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ  سنة (232) هجريّة قمريّة في مدينة ( سامرّاء )  

 أبواه :

 ووالده الكريم هو الإمام الهادي (عليه السلام) وأمّه الجليلة هي السيدة التقية الكريمة ( حديثة ) وتسمى ايضاً بـ ( سوسن ).

 ألقابه وكنيته :

وكان (عليه السلام) يسكن في مدينة سامراء في محلة تسمى بـ (العسكر)، ولهذا فقد اشتهر بـ ( العسكري)، وأشهر القابه الأخرى ( الزكي) و( النقي ) ، وكنيته ( ابو محمد).

 إمامته :

وقد بلغ عمره (22) عاماً حينما استشهد والده الإمام الهادي (عليه السلام) وامتدت فترة إمامته بعد والده ستّ سنوات، ومجموع عمره الشريف هو(28) عاماً، واستشهد سنة (260) هجرية، وله ولد واحد هو آخر إمام من الائمة الاثني عشر هو صاحب الزمان الحجة بن الحسن المهدي.

 أوصافه :

ويقول الذين شاهدوا الإمام العسكري (عليه السلام) أنه كان حنطي اللون كبير العينين حسن الصورة رشيق القد وبهيبة وجلال.
وقد عاصر (عليه السلام) خلال حياته خلافة ستة من الخلفاء العباسيين وهم: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي والمعتمد، واخيراً استشهد في زمان المعتمد ( البحار، ج50، ص235،239وص 325).

 إمامته  (عليه السلام):

إنّ كل واحد من أئمتنا  بالإضافة إلى الروايات العامة التي ذكرت أسمائهم (عليهم السلام) هنالك روايات من الإمام تحدد الإمام الذي بعده لكي لا يشكك أحد في إمامته فكان الإمام يعلن للشيعة وللخواص من اصحابه اسم الإمام الذي يخلفه بصراحة تامة حتى يؤكد الموضوع ويرفع أي ابهام أو لبس. وبالنسبة للإمام العسكري (عليه السلام) فقد وردت روايات كثيرة تنص على إمامته نشير هنا إلى بعضها:
1 ـ يقول أبو هاشم الجعفري، وهو من اكبر رواة الشيعة الموثقين ومن أصحاب الائمة (عليهم السلام) المقربين:
سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول:
( الخلف من بعدي ابني الحسن … )  ( كمال الدين، تأليف الشيخ الصدوق ص 381).
2 ـ يقول الصقر بن أبي دلف :
سمعت الإمام الهادي (عليه السلام) يقول:
( ان الإمام بعدي الحسن ابني وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) ( كمال الدين، تأليف الشيخ الصدوق ص 383).
3 ـ يقول النوفلي :
كنت مع أبي الحسن الإمام الهادي (عليه السلام) في صحن داره فمّر بنا محمد ابنه، فقلت له جعلت فداك هذا صاحبنا ( إمامنا) بعدك؟ فقال: ( لا، صاحبكم من بعدي الحسن) ( الارشاد للمفيد، ص315).
4 ـ ويقول يحيى بن يسار القنبري:
(أوصى أبو الحسن الإمام الهادي (عليه السلام) إلى ابنه الحسن قبل مضي وفاته باربعة اشهر واشار إليه بالامر ( الإمامة والخلافة ) من بعده، واشهرني على ذلك وجماعة من الموالي) ( اعلام الورى، ص 370).
5 ـ ويقول ابوبكر الفهفكي :
 كتب اليّ أبو الحسن الإمام الهادي (عليه السلام):
(أبو محمد ابني الإمام العسكري (عليه السلام) اصح آل محمد غريزة واوثقهم حجة وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف وإليه تنتهى عرى الإمامة واحكامنا، فما كنت سائلي عنه فاسأله عنه فعنده ما تحتاج إليه) ( الارشاد للمفيد، ص 317).

 الإمام وحكومة بني العباس:

لقد عاصر الإمام خلال فترة إمامته القصيرة ـ ست سنوات ـ حكومة ثلاثة خلفاء هم المعتز والمهتدي والمعتمد.

 عصر المعتز العباسي

حلّ المعتز العباسي  محلّ ابن عمّه المستعين، واستشهد الإمام الهادي (عليه السلام) أثناء حكم المعتز، واستشهد أو سُمّ مجموعة من العلويين أيضاً في ظلّ خلافة هذا الخليفة الظالم ، ( تتمة المنتهى ، ص252).
وكان المحبون للإمام العسكري (عليه السلام) يعيشون الضيق والعذاب في زمان هذا الخليفة المجرم، وبعضهم كتب رسالة إلى الإمام (عليه السلام) يشكو فيها من الاوضاع، فأجابهم الإمام: (بعد ثلاثة أيام يحصل الفرج والخلاص) ( البحار، ج50، ص251).
وقد تحقق ماتنبأ به الإمام حيث ثار الجنود الأتراك الموجودون في البلاط العباسي على المعتز لانهم رأوه لا يحقق لهم مصالحهم واضطروه إلى خلع نفسه من الخلافة ثم ألقوه في سرداب وأحكموا اغلاق بابه حتى هلك في داخله ( مروج الذهب، ج4 ص 91،95ـ تتمة المنتهى، ص 254).

عصر المهتدي العباسي

وبعد المعتز استلم المهتدي زمام الخلافة، وسار هذا الظالم سيرة النفاق، فكان يتظاهر بالزهد ويجتنب البذخ في الظاهر كما انه قام بنفي النساء المغنيات ومنع المنكرات الاخرى وتظاهر باعادة الحقوق العادلة للمظلومين، لكنه احتفظ بالإمام العسكري (عليه السلام) مدة من الزمن في السجن ، بل وحتى اتخذ قراراً بقتله إلاّ انّ الأجل لم يمهله فأهلكه الله تعإلى وأثناء خلافة المهتدي ثارت طائفة من العلويين سيق بعضهم  إلى السجن وهناك لفظوا آخر أنفاسهم.
يقول احمد بن محمد:
كتبت على أبي محمد الإمام العسكري (عليه السلام)، حين اخذ المهتدي في قتل الموالي: يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا، فقد بلغني انه يتهددك ويقول والله لأجلينهم عن جديد الارض، فوقّع ابومحمد (عليه السلام) بخطه: (ذلك أقصر لعمره، عدّ من يومك هذا خمسة ايام ويقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمر به ) ، فكان كما قال (عليه السلام) ( الارشاد للمفيد، ص324).
فقتل المهتدي في تمرد للاتراك من جيشه وحلّ محلّه المعتمد ( تتمة المنتهى، ص254 ،258).
وفي احدى المرات أُرسل الإمام إلى سجن صالح بن وصيف ، فقالوا له ضيق عليه ولا توسع، فقال لهم صالح: ما اصنع به وقد وكلت به رجلين شرّ من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى امر عظيم، ثم أمر باحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في امر هذا الرجل؟
فقالا: ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة، فاذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من انفسنا (الارشاد للمفيد، ص 324 ـ مهج الدعوات، تأليف السيد بن طاووس، ص 274 ـ البحار، ج50، ص 330).
وفي مرة اخرى سلم أبو محمد (عليه السلام) إلى نحرير ( وهو سجّان آخر) وكان يضيق عليه ويؤذيه، فقالت له امرأته: اتق الله فانك لا تدري من في منزلك وذكرت له صلاحه وعبادته وقالت له اني اخاف عليك منه، فقال: والله لأرمينه بين السباع ثم استأذن في ذلك فأذن له فرمى به إليها ولم يشكوا في أكلها له، فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه (عليه السلام) قائماً يصلي وهي حوله فأمر باخراجه إلى داره ( الارشاد للمفيد، ص324،325).

 عصر المعتمد العباسي

لم يكن للمعتمد ـ كسائر اسلافه ـ من مهمة سوى البذخ والاسراف والظلم وكان مفرطاً في اللهو واللعب بحيث تسلط تدريجاً أخوه الموفق على شؤون الدولة وأصبحت كل الامور بيده وصار المعتمد عاطلاً من الناحية العملية وهو خليفة بالاسم فحسب، وبعد موت الموفق سيطر ابنه المعتضد على شؤون عمه المعتمد، وأخيراً مات المعتمد عام (279)هجري واستلم الخلافة رسمياً من بعده المعتضد ( تتمة النتهى، ص268 ـ مروج الذهب،ج4 ص140ـ142).
وقد سجن الإمام العسكري (عليه السلام) مع اخيه جعفر في زمان المعتمد على يدي (علي جرين) وكان المعتمد يسأل عليا عن اخباره في كل وقت فيخبره انه يصوم النهار ويصلي الليل فسأله يوماً من الايام عن خبره فأخبره بمثل ذلك فقال له امض الساعة إليه واقرأه مني السلام وقل له انصرف إلى منزلك مصاحباً.  قال علي جرين: فجئت إلى باب الحبس فوجدت حماراً مسرجاً فدخلت عليه فوجدته جالساً وقد لبس خفه وطيلسانه وشاشه فلما رآني نهض فأديت إليه الرسالة فركب فلما استوى على الحمار وقف، فقلت له ما وقوفك يا سيدي؟ فقال لي: (حتى يجيء جعفر) ، فقلت: إنما أمرني بإطلاقك دونه، فقال لي: (ترجع إليه فتقول له خرجنا من دار واحدة جميعا فاذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك مالاخفاء به عليك) فمضيت وعدت ، فقلت له: يقول لك، قد اطلقت جعفراً لك لاني حبسته بجنايته على نفسه وعليك وما يتكلم به، وخلى سبيله فصار معه إلى داره ( مهج الدعوات، للسيد بن طاووس،ص275).
وخلال حكم المعتمد استشهد الإمام العسكري (عليه السلام) ، وقتلت أيضاً مجموعة من العلويين وبعضهم تم قتله بأفجع صورة، وحتى بعد القتل فقد مثلوا بأجسادهم ( مقاتل الطالبيين ص685ـ 690).
وقال بعض المؤرخين انه قد جرت معارك وصراعات عديدة في حكومة المعتمد حتى ناهز عدد القتلى نصف مليون قتيل  ( مروج الذهب، ج2، ص120).

 زهده (عليه السلام):

يقول كامل بن ابراهيم المدني :
لما دخلت على سيدي أبي محمد العسكري (عليه السلام) نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: ولي الله وحجة يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الاخوان وينهانا عن لبس مثله؟ فقال متبسماً: (يا كامل ،وحسر ذراعيه فاذا مسح اسود خشن على جلده، فقال:هذا الله وهذا لكم) ( البحار ،ج50،ص 253).

 عبادته (عليه السلام): 

إنّ الإمام العسكري (عليه السلام) كآبائه الكرام كان أنموذجا في الاهتمام بعبادة الله ، فعندما يحين وقت الصلاة فان يعطّل كل عمل في يده ولا يقدّم على الصلاة شيئا، يقول أبو هاشم الجعفري:
دخلت على أبي محمد العسكري (عليه السلام) وكان يكتب كتأبا فحان وقت الصلاة الاولى فوضع الكتاب من يده وقام (عليه السلام) إلى الصلاة … ( البحار،ج50 ص 304 ).
ونفس كيفية عبادة الإمام كانت تحمل الاخرين على ذكر الله ، واحياناً كانت تغير وضع بعض الافراد المنحرفين وتدلهم على الطريق الصحيح.

 قصته مع الأساقفة

روى بعض علماء اهل السنة ومن جملتهم ابن الصباغ المالكي عن أبي هاشم الجعفري قوله:
لم تطل مدة أبي محمد الحسن العسكري في الحبس إلا ان قحط الناس بسر من رأي قحطاً شديداً فأمر المعتمد على الله ابن المتوكل الناس بالخروج إلى الاستسقاء فخرجوا ثلاثة ايام يستسقون ويدعون فلم يسقوا، فخرج الجاثليق ( كبير الاساقفة ) في اليوم الرابع إلى الصحراء وخرج معه النصاري والرهبان وكان فيهم راهب كلما مدّ يده إلى السماء ورفعها هطلت بالمطر، ثم خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم أول يوم فهطلت السماء بالمطر وسقوا سقياً شديداً حتى استعفوا، فعجب الناس من ذلك وداخلهم الشك وصفا بعضهم إلى دين النصرانية فشق ذلك على الخليفة فانفذ إلى صالح بن وصيف ان اخرج أبا محمد الحسن بن علي من السجن وائتني به، فلما حضر أبو محمد الحسن عند الخليفة قال له: أدرك امّة محمد فيما لحق بعضهم في هذه النازلة فقال أبو محمد: (دعهم يخرجوا غداً اليوم الثالث) ، قال: قد استعفى الناس من المطر واستكفوا فما فائدة خروجهم؟ قال: (لأزيل الشك عن الناس وما وقعوا فيه من هذه الورطة التي افسدو فيها عقولاً ضعيفة) فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان ان يخرجوا ايضاً في اليوم الثالث على جاري عادتهم وان يخرجوا الناس، فخرج النصارى وخرج لهم ابومحمد الحسن ومعه خلق كثير، فوقف النصارى يستسقون إلا ذلك الراهب مدّ يديه رافعاً لهما إلى السماء، ورفعت النصارى والرهبان ايديهم فغيمت السماء في الوقت ونزل المطر فأمر ابومحمد الحسن القبض على يد الراهب وأخذ ما فيها فاذا بين اصابعه عظم آدمي فأخذه ابومحمد الحسن ولفه في خرقة وقال: (استسق) ، فانكشف السحاب وانقشع الغيم وطلعت الشمس فعجب الناس من ذلك وقال الخليفة: ما هذا يا أبا محمد؟ فقال: (عظم نبي من انبياء الله عزوجل ظفر به هؤلاء من بعض قبور الانبياء وما كشف عظم نبي تحت السماء الا هطلت بالمطر) واستحسنوا ذلك فامتحنوه فوجدوه كما قال، فرجع ابومحمد الحسن إلى داره بسر من رأى وقد ازال عن الناس هذه الشبهة …( احقاق الحق،ج12، ص 464).

 هدايته للناس:

للإمام (عليه السلام) ـ كما هو حال بقية الأئمة (عليهم السلام) ـ دور في هداية الناس وخصوصا من يطلب الحقيقة ونذكر هنا ما حصل لفيلسوف العراق ( اسحاق الكندي ):
إنّ اسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه الذي اخذ في تأليف كتاب تخيل انه يستطيع ان يثبت فيه وجود تناقض في القرآن وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله وان بعض تلامذته دخل يوماً على الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فقال له ابومحمد (عليه السلام) : (أما فيكم رجل رشيد يردع استاذكم الكندي عمّا اخذ فيه تشاغله بالقرآن) ، فقال التلميذ : نحن من تلامذته كيف يجوز منّا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره، فقال له أبو محمد : (أتؤدي إليه ما القيه اليك؟) قال: نعم ، قال: (فصر إليه وتلطف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله فاذا وقعت الانسة في ذلك  فقل قد حضرتني مسألة اسألك عنها فانه يستدعي ذلك منك فقل له: ان اتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز ان يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها انك ذهبت إليها؟ فانه سيقول لك انه من الائز لانه رجل يفهم اذا سمع ، فاذا أوجب ذلك فقل له:
فما يدريك لعله قد اراد غير الذي ذهبت انت إليه فيكون واضعاً لغير معانيه) ، فصار الرجل إلى الكندي وتلطف إلى ان القى عليه هذه المسألة فقال له: اعد عليّ، فأعاد عليه فتفكر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر، فقال: اقسمت عليك الا اخبرتني من اين لك؟

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة