banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء السابع

الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ـ الجزء السابع

    2 ـ عبد الله بن أبي يعفور :
وهو من خاصة أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وقد كان متقدّماً في درجات المعرفة لمنزلة الإمامة بحيث لم يلحظ عليه سوى الطاعة والاتباع للإمام.
وقد قال للإمام مرة: لو قسمت رمانة إلى قسمين وقلت هذا النصف حرام وذاك النصف الآخر حلال، لشهدت على ان ما اعتبرته حلالاً فهو حلال وان ما عددته حراماً فهو حرام ، فقال له الإمام : (يرحمك الله، كررها مرتين) ( رجال الكشي ص 249 معجم رجال الحديث ج1 ص103).
وقد ابتلى عبد الله بمرض خاص كان يشتد عليه أحياناً، وأجيز له تناول الشراب لتسكين ذلك الداء.
فجاء إلى الإمام (عليه السلام) واخبره بدائه وما وصف له من دواء وأوضح له انه ان تناول الشراب فسوف يسكن الداء فوراً.
فقال الإمام : (الشراب حرام، فلا تذقه أبداً ، انه الشيطان يحاول ـ بعنوان علاج المرض ـ أن يدفع بك إلى معاقرة الخمرة، فان عصيته يأس منك وكفّ عنك).
فعاد ابن أبي يعفور إلى الكوفة فاشتد عليه مرضه اكثر مما سبق فجاء أهله بالخمر له فقال: ( والله لن اتناول منه حتى قطرة واحدة ).
فبقي على فراش المرض عدة أيام وتحمل آلام المرض حتى عافاه الله منه إلى الأخير ( رجال الكشي ص 247، ملخصاً).
وقد توفي ابن أبي يعفور في عصر الإمام الصادق (عليه السلام) فكتب الإمام رسالة إلى المفضل بن عمر يقول فيها:
(يا مفضل عهدت إليك عهدي كان إلى عبد الله بن أبي يعفور صلوات الله عليه ( رضي الله عنه ) فمضى صلوات الله عليه ( رضي الله عنه ) موقنا لله ولرسوله ولإمامه بالعهد المعهود لله وقبض صلوات الله على روحه محمود الأثر مشكور السعي مغفوراً له مرحوماً برضاء الله ورسوله وإمامه عنه بولادتي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما كان في عصرنا أحد أطوع لله ولرسوله ولإمامه منه فما زال كذلك حتى قبض الله إليه برحمته وصيره إلى جنته مساكناً فيها مع رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما أنزله الله بين المسكنين مسكن محمد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وان كانت المساكن واحدة والدرجات واحدة فزاده الله رضا من عنده ومغفرة من فضله لرضاي عنه) ( رجال الكشي ص 249).
    3 ـ المفضل بن عمر الجعفي :
وهو من كبار أصحاب الإمام الصادق وخاصته، واحد الفقهاء الكبار وهو ثقة وكان يعدّ من المقربين للإمام وقد تصدى لبعض الأمور في زمانه (عليه السلام) ( جامع الرواة ج2 ص258).
وقصد المدينة مجموعة من الشيعة وهي تطلب من الإمام الصادق (عليه السلام) ان يدلهم على شخص يرجعون إليه عند الحاجة في شؤونهم الدينية والأحكام الشرعية، فقال الإمام: (كل من كان له سؤال فليأت إلي وليسألني ثم يعود) ، فألحّوا عليه أن يعين لهم شخصاً أيضاً فقال: (عينّت لكم المفضل فاقبلوا منه ما يقول، لأنَّه لا يقول غير الحق …) (رجال الكشي ص 327).
وقد عقد الإمام الصادق (عليه السلام) عدة جلسات لدروس خاصة في التوحيد ألقاها على المفضل وقد جمعت في كتاب يعرف بتوحيد المفضل، وقد تعرضنا لذكره سابقا وذكرنا مقتطفات منه ، وهذه الدروس شاهد آخر على العناية الخاصة للإمام بالمفضل ودليل على علو مكانته عند الإمام (عليه السلام) .
وكان المفضّل يتمتع بمكانة رفيعة عند الإمام الصادق (عليه السلام) بحيث إن الإمام قال له مرة: ( والله إنني لأحبك واحبّ أيضاً من يحبك … ) ( البحار ج47 ص 395 الاختصاص للشيخ المفيد ص 216).
ويقول الإمام الكاظم (عليه السلام) في حق المفضل: ( إنّ المفضل مؤنسي وموجب راحتي) ( تحفة الاحباب ص 376).
وعندما توفي المفضل قال (عليه السلام) : (رحمه الله ، لقد كان أبا بعد الأب، والآن استراح واطمئن بالاً) ( تحفة الاحباب ص 376).

 استشهاد الإمام :

إن الخليفة العباسي الظالم ( المنصور الدوانيقي ) وهو من ارذل خلفاء بني العباس وأكثرهم ظلماً وقسوة قد سلط على الإمام رقابة شديدة بواسطة عماله وجواسيسه وقد استدعاه إليه عدة مرات للإيذاء وحتى انه عرضه للموت لكنه لما لم يكن الموت مقدراً عليه فانه لم يستطيع تنفيذ نيته الخبيثة.
ينقل الإمام السابع الكاظم (عليه السلام) : (انه ذات يوم استدعى المنصور والدي حتى يقتله وقد اعد لذلك عدته من سيف وغيره وأوصى الربيع ـ وهو من أعضاء بلاطه ـ بأنه إذا دخل جعفر بن محمد وتحدثت معه ثم صفقت بيدي فعليك أن تضرب عنقه.
فلما دخل الإمام عليه، وبمجرد أن وقعت عينا المنصور على الإمام نهض من مكانه من دون إرادة ورحب به، وأبدى له أنني جئت بك إلى هنا لأؤدي عنك ديونك …
ثم سأله بابتشار عن أحوال أهله ومتعلقيه، ثم التفت إلى الربيع وقال له: اعد جعفر بن محمد إلى أهله بعد ثلاثة أيام …) ( عيون أخبار الرضا ج1 ص304 ، البحار ج47 ص 162).
إلا أن المنصور لم يستطع أن يتحمل وجود الإمام الذي طار صيت إمامته وقيادته ليعم ابعد النقاط في البلاد الإسلامية ولهذا فقد اقدم على دس السم له في شهر شوال عام ( 148 ) ورحل الإمام (عليه السلام) عن هذه الدنيا في الخامس والعشرين من شوال وقد كان عمره الشريف آنذاك خمساً وستين عاماً، وقد دفن جثمانه الكريم في البقيع إلى جانب والده العظيم ( أعلام الورى ص 266 الكافي ج1 ص 472 جنات الخلود ص 27).
وما أروع قول الشاعر المجاهد الشيعي أبي هريرة العجلي في مأتم الإمام (عليه السلام) حيث يقول باكياً :
أقول وقد راحوا بـه يحملونـه  ****على كاهل من حامليه وعاتــق
أتدرون ماذا تحملون إلى الثرى  ****ثبيراً ثوى من رأس  علياء شاهق
غداة حثى الحاثون فوق ضريحه ****ترابا وأولى كان فوق المفــارق
( منتهى الآمال فصل حياة الإمام الصادق (عليه السلام) ص 47).

 آخر وصية للإمام (عليه السلام):

يقول أبو بصير وهو من اكبر أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) :
بعد ارتحال الإمام إلى الملأ الأعلى ذهبت إلى بيت الإمام (عليه السلام) لأعزي زوجته ( أم حميدة)، فاستغرقنا في البكاء أنا وإياها على فقده ثم قالت لي:
يا أبا بصير لو كنت حاضراً حين وفاة الإمام لأصابك العجب، لان الإمام فتح عينيه وقال: (اجمعوا لي أهل بيتي) ، وعندما اجتمعوا بين يديه قال (عليه السلام) : ( إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة) ( امالي الصدوق ص 290، وسائل الشيعة ج3 ص17).

 مختارات من أقوال الإمام (عليه السلام) :

ولنلتفت في خاتمة المطاف إلى فقرات من أقوال الإمام (عليه السلام) ونأمل أن تؤثر كلماته الشريفة في قلوبنا فتضيئها وتزيد إيماننا وتصبح مشعلا تضيء لنا الطريق في العمل :
1ـ ( إنّ المسلم إذا جاء أخوه المسلم فقام معه في حاجته كان كالمجاهد في سبيل الله عزّ وجلّ) ( المستدرك ج2 ص407).
2 ـ ( قال الله عزّ وجلّ الخلق عيالي فأحبّهم إليّ ألصقهم بهم وأسعاهم في حوائجهم) ( الكافي ج2 ص 199).
3 ـ ( وجدت علم الناس كلها في أربع: أولها أن تعرف ربك، والثاني أن تعرف ما صنع بك، الثالث أن تعرف ما أراد منك، والرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك) ( الإرشاد للمفيد ص 265).
4 ـ ( أربعة من أخلاق الأنبياء: البر والسخاء والصبر على النائبة والقيام بحق المؤمن) ( تحف العقول ص 375).
5 ـ ( المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلا خائفا ولا يمسي إلا خائفا ولا يصلحه إلا الخوف) ( تحف العقول ص 377).
6 ـ ( لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث: الفقه في الدين وحسن التقدير في المعيشة والصبر على الرزايا) ( تحف العقول ص 324).
7 ـ (ثلاثة لا تعرف إلا في ثلاث مواطن: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب ولا الشجاع إلا عند الحرب ولا أخ إلا عند الحاجة) ( تحف العقول ص 316).
8 ـ ( لا يستغني أهل كل بلد عن ثلاثة يفزع إليه في أمر دنياهم وأخرتهم، فان عدموا ذلك كانوا همجاً: فقيه عالم ورع، وأمير خيّر مطاع، وطبيب بصير ثقة) ( تحف العقول ص 237).
9ـ (نحن أساس كل خير وحسن، وجميع الخيرات من أغصاننا وأوراقنا، فالتوحيد والصيام وكظم الغيظ والعفو عمن أساء للإنسان، والرحمة للضعيف والتفقد للجار والاعتراف بفضيلة أصحاب الفضيلة، كل هذه الأمور تعدّ من الخيرات.
وأعداؤنا هم أساس كل شر وقبح، وجميع القبائح من غصونهم وأوراقهم، من جملتها: الكذب والبخل والتقول وقطع الرحم والمراباة واكل مال اليتيم، والتعدي عن الحدود التي عينها الله وارتكاب الجرائم الخفية والظاهرة، والزنا والسرقة، وأمثالها، وانه ليكذب من يدعي انه معنا ومن شيعتنا، بينما هو متمسك بساق وأغصان أعدائنا ومتعلق بها) ( الإمام الصادق ج3 ص 138).

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة