banner-a-omnidal    125%25C3%2597125    domain-312f23809a    125    soady.org    %25D8%25A8%25D9%2586%25D8%25B11    bowbaa    ertqa    knoon    ideas4life    nawwar    banner125125

0 الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ـ الجزء الأول

الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ـ الجزء الأول

 ولادته :

ولد الإمام (عليه السلام) في المدينة في اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة عام (148) هـ .
وامه نجمه ( وتسمى تكتم ) وتوفي والده وعمره (35) سنة أي في سنة 183 هجرية ، وتولى منصب الإمامة آنذاك .

 إمامته: 

وقد كانت إمامته بتعيين وتصريح من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شأنه في ذلك شأن سائر الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وقد أعلنها والده الإمام الكاظم (عليه السلام) فعندما القي القبض على الإمام الكاظم (عليه السلام) واودع السجن قام بتعيين ثامن أئمّة الحق وحجة الله بعده في الارض، حتى ينتشل أتباعه والطالبين للحق من الظلام ويحفظهم من الإنحراف والضلال.
يقول ( المخزومي ) :
لقد أحضرنا الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) عنده وقال: (أتعرفون لمإذا أحضرتكم ؟)
قلنا له : كلاّ!
قال : (أحببت ان تشهدوا على انّ إبني هذا ـ واشار إلى الإمام الرضا (عليه السلام) ـ هو وصيي وخليفتي … (عليه السلام)).
يقول ( يزيد بن سليط ) :
كنّا ذاهبين إلى مكة لأداء العمرة، فواجهنا الإمام الكاظم في اثناء الطريق، فقلت له (عليه السلام) :
أتعرف هذا الموضع؟
قال: (بلى وهل تعرفه أنت ؟)
قلت: بلى أنا ووالدي لقيناكم أنت ووالدك الكريم الإمام الصادق (عليه السلام) في هذا المكان وقد كان يرافقكما سائر اخوتك أيضاً، فقال أبي للإمام الصادق :
فداك أبي وأمي انتم جميعاً ائمتنا الطاهرون ولا يسلم احد من الموت فقل لي شيئاً انقله للآخرين حتى لا يضلوا.
فقال له الإمام الصادق (عليه السلام) : (يا أبا  عمارة ! هؤلاء اولادي وهذا اكبرهم ـ واشار اليك ـ وقد اجتمع فيه الحكم والفهم والسخاء، وهو عالم بكل ما يحتاج إليه الناس، ومطلع على جميع الشؤون الدينية والدنيوية التي يختلف فيها الناس، وهو يتمتع بأخلاق رفيعة ويعد بأبا  من ابواب الله …) .
وعندئذ قلت للإمام الكاظم (عليه السلام) : فداك أبي وأمي، علمني أنت أيضاً كأبيك ( بمعنى عرفني على الإمام الذي يليك ).
وبعد ان قام الإمام بتوضيح للإمامة وانها أمر آلهي وان الإمام يتم تعيينه من قبل الله تعالى والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (عليه السلام) :( الأمر إلى ابني عليّ سَمِيّ عليّ وعليّ ).
وهو يقصد ان اسم هذا الوالد يشبه اسم علي بن أبي طالب واسم علي بن الحسين (عليهما السلام).
ولما كان الاضطهاد سائداً في المجتمع الإسلامي في ذلك الزمان فقد أكدَّ الإمام الكاظم (عليه السلام) في خاتمة كلامه على ( يزيد بن سليط ) بقوله: (يا يزيد! احتفظ بما قلته لك فهذه امانة ولا تكشفها الا لمن تعرف صدقه وتطمئن إلى إيمانه).
يقول ( يزيد بن سليط ) ذهبت إلى الإمام الرضا (عليه السلام) بعد استشهاد والده الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، وقبل ان اتحدث بشيء ابتدأني الإمام بقوله: (يا يزيد أتذهب معي إلى العمرة ؟)
قلت : فداك أبي وامي، ان الأمر اليك، لكنني لا املك نفقات السفر.
فقال : (أنا أتحمل نفقات سفرك).
فرافقناه (عليه السلام) في الطريق إلى مكة، ولما وصلنا إلى ذلك المكان الذي لقينا فيه الإمام الصادق والإمام الكاظم سابقا قمت بشرح قصة لقائنا للإمام موسى بن جعفر وما سمعته منه للإمام الرضا (عليه السلام) … . ( اعلام الورى ص 305 ، الكافي ج1 ص 316).

 أخلاق الإمام الرضا (عليه السلام) وسلوكه :

لقد عاش أئمتنا الطاهرون (عليهم السلام) بين الناس ومعهم، وقد علَّموا الناس عملياً درس الحياة والطهارة  والفضيلة، وكانوا قدوة واُسوة للآخرين، ومع ان مقام الإمامة الرفيع كان يميزهم من الآخرين، فهم الذين اصطفاهم الله وحججه في الارض لكنّهم في نفس الوقت لم يبتعدوا عن الأفق الاجتماعي ولم ينفصلوا عن الناس ولم يختصوا انفسهم بشيء كما يفعل الجبارون والمتسلطون ولم يدفعوا الناس اطلاقاً للعبودية والانحطاط ولم يشعروهم بالحقارة …
يقول ( ابراهيم بن العباس ) :
ما رأيت الإمام الرضا (عليه السلام)  أبداً وهو يجفو في الحديث مع أحد، ولم اشاهده اطلاقاً يقطع حديث أحد قبل ان يتم كلامه، وما كان يرّد محتاجاً إذا كان يستطيع قضاء حاجته، ولم يمد رجله بحضور الآخرين، ولم اره اطلاقا يقسو في الكلام مع خدمه مغلمانه، ولا يضحك قهقهة وإنّما بصورة تبسم، وإذا فرشت مائدة الطعام فهو يدعوا إليها جميع افراد البيت وحتى الحارس والمشرف على الحيوانات، فهؤلاء جميعاً كانوا يتناولون الطعام مع الإمام. وكان لا ينام في الليل الا قليلاً، وأما اغلب الليل فقد كان مستيقظاً فيه، وكثير من الليالي يحييها حتى الصباح ويقضيها في العبادة، وكان يصوم كثيراً ولا يترك صيام الأيام الثلاثة من كل شهر، وكثيراً ما يقوم بأفعال الخير والانفاق بصورة سرّيّة، وفي الغالب كان يساعد الفقراء خفية في الليالي الحالكة الظلام ( اعلام الورى ص 314).
يقول ( محمد بن أبي عباد) :
كان فراشه (عليه السلام) حصيراً في الصيف وقطعة من السجاد الصوفي في الشتاء، وأما ملابسه فقد كانت غليظة وخشنة ـ في داخل البيت ـ ، وعندما كان  يساهم في المجالس العامة فانه يجمل نفسه ويلبس الملابس الجيدة والمتعارفة ( اعلام الورى ص 315).
وفي إحدى الليالي نزل عنده ضيف، وفي اثناء الحديث طرأ خلل على المصباح الذي كانوايستضيئون به فمد الضيف يده لكي يصلح المصباح فلم يدعه الإمام وإنّما قام هو بالمهمة قائلاً : نحن أناس لا نستخدم ضيوفنا (الكافي ج6 ص 283).
وفي إحدى المرات استعان شخص بالإمام في الحمام ـ وهو لا يعرفه ـ في إزالة الاوساخ عن جسمه، فاستجاب الإمام (عليه السلام) وبدأ ينظف جسم ذلك الرجل، فجاء الآخرون إليه وبينوا له أن هذا هو الإمام، فأخذ الرجل يعتذر إليه وقد استولى عليه الخجل، الا ان الإمام مضى في مهمته غير ملتفت إلى اعتذاره وكان يسليه بانه لم يحدث أي شيء ( المناقب ج4 ص 362).
وجاء شخص للإمام قائلاً له: والله ليس هناك على الارض من يصل اليكم في الفضيلة وشرف الأبا ء.فردّ الإمام: (ان التقوى شرفتهم وطاعة الله سبحانه كرمتهم) ( عيون اخبار الرضا ج2 ص 174).
يقول رجل من أهل بلخ : كنت مرافقاً للإمام الرضا خلال سفره إلى خراسان، وفي احد الأيام جاءوا بالمائدة فدعا الإمام (عليه السلام) إليها جميع الخدم والغلمان وحتى ذوي البشرة السوداء ليشاركوه في الطعام، فقلت للإمام: فداك نفسي ، أليس من الافضل ان يجلس هؤلاء إلى مائدة منفصلة. فقال لي : (إلزم السكوت فربّ الجميع واحد وابونا واحد وأمنا واحدة، والثواب أيضاً يكون على الأعمال) ( الكافي ج8 ص 230).
يقول ( ياسر ) وهو خادم للإمام :
لقد أوصانا الإمام الرضا (عليه السلام) بأنني إذا وقفت على رؤوسكم (ودعوتكم لعمل من الاعمال ) وكنتم مشغولين بتناول الطعام فلا تنهضوا حتى تتموا طعامكم، ولهذا فكثيرا ما كان يصادف أن ينادينا الإمام فنجيبه بأننا مشغولون بتناول الطعام، فيقول (عليه السلام) : (دعوهم حتى ينتهوا من طعامهم) ( الكافي ج6 ص 298).
وفي احد الأيام جاء إلى الإمام غريب فسلَّم عليه وقال: أنا من محبيك ومحبي أبا ئك واجدادك وقد عدت من حج بيت الله الحرام ونفدت أموالي التي كنت أحملها معي، فإن كنت راغباً فتلطف عليّ بمبلغ من المال يوصلني إلى وطني، فإذا وصلت فسوف اتصدق على الفقراء بما يعادله بالنيابة عنك، لأنّني لست فقيراً في بلادي وقد ألَمَتْ بي الحاجة في السفر.
فنهض الإمام وذهب إلى غرفة أخرى وجاء بمائتي دينار وآخرج يده من فوق الباب ونادى ذلك الشخص قائلاً له: (خذ هذه المائتين من الدنانير واجعلها زاد سفرك وتبرك بها، وليس من الضروري ان تتصدق بما يعادلها...).
فأخذها الرجل وانصرف، وخرج الإمام من تلك الغرفة وعاد إلى مكانه الاول، ولما سُئل الإمام لمإذا تصرفت بهذه الصورة بحيث لايراك الرجل أثناء أخذه الدنانير؟
أجاب (عليه السلام): (حتى لا ارى في وجهه ذلّ السؤال وحياءه …) ( المناقب ج4 ص 360).
فأئمتنا المعصومون لم يكتفوا بالقول في مجال تربية اتباعهم وهدايتهم، وإنّما كانوا يهتمون بهم في مجال اعمالهم ويراقبوتهم بصورة خاصة، وينبهونهم على أخطائهم خلال مسيرة الحياة حتى يكفوا من الانحراف ويعودوا إلى الرشد، وحتى يتعلم الآخرون والمستقبليون أيضاً.
يقول ( سليمان الجعفري ) وهو من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام): كنت عند الإمام لبعض الشؤون، ولما انتهى غرضي اردت ان استأذن فقال لي الإمام: (كن معنا هذه الليلة).
فذهبت مع الإمام إلى البيت، وكان وقت الغروب، فوجدنا غلمان الإمام منهمكين في البناء ولاحظ الإمام بينهم شخصاً غريباً ، فسأل : (من هو الرجل ؟)فقيل له : جئنا به ليساعدنا وسوف ندفع إليه شيئا. فقال (عليه السلام): (هل عينتم أجره ؟) قالوا : كلا! انه يرضى بأي شيء نعطيه ، فغضب الإمام وتألّم وإتَجَهت إلى الإمام وقلت له: فداك روحي لا تؤذ نفسك… قال: (لقد نبهتهم عدة مرات على ان لا ياتوا بأحد لعمل الا إذا كانوا قد عينوا أجره من قبل واتفقوا معه على شيء محدد. فمن ينجز عملاً بدون اتفاق سابق وأجر معين فحتى لواعطيته ثلاثة اضعاف اجره فهو يتخيل إنك أعطيته أقل من أجرته، لكنَك إذا إتفقت معه على شيء فان اعطيته ذلك المقدار المعين فسوف يكون راضياً منك لانّك قد نفذت الاتفاقية، وان زدت في العطاء على المقدارالمعين ـ وان كان الزائد شيئا بسيطاً وقليلاً ـ فسوف يعرف انك قد زدته فيغدو شاكراً) ( الكافي ج5 ص 288).
ينقل أحمد بن أبي نصر البزنطي ـ وهو يعد من كبار أصحاب الإمام  الرضا (عليه السلام) : لقد ذهبنا إلى الإمام أنا وثلاثة آخرون من أصحابه، وجلسنا عنده ساعة، ولما أردنا العودة قال لي الإمام:
(يا أحمد! اجلس انت) ، فذهب رفقائي وبقيت أنا عند الإمام، وكانت لدي بعض الأسئلة فانتهزت الفرصة وسألته عنها فأجابني ، وقد انقضى شطر من الليل، فأردت أن استأذن منه، فقال لي: (أتذهب أَم تبقى عندنا؟)
فقلت: كما تأمرني، ان احببت ان ابقى بقيت، وان أمرتني بالمغادرة غادرت ، قال: (ابق هنا، وهذا هو فراشك) ( وأشار إلى لحاف موجود هناك) ، وعندئذ نهض الإمام وذهب إلى غرفته ، فسجدت أنا من شدة الشوق  وقلت: الحمد لله على ان حجة الله في الارض ووارث علوم الأنبياء قد اختصني بهذا المقدار من الحبّ واللطف من بين هؤلاء أشخاص الذين جاءوا لزيارته.
وكنت في اثناء السجود فعرفت ان الإمام قد عاد إلى الغرفة التي أنا فيها فنهضت ، وأمسك الإمام بيدي وضغط عليها قائلاً :
(يا أحمد ! ان أمير المؤمنين (عليه السلام) ذهب إلى عيادة "صعصعة بن صوحان" ( وهو من أصحابه المقربين ) ولما أراد الانصراف قال له: يا صعصعة! لا تفخر على إخوانك بأنني قد جئت إلى عيادتك "أي إنّ عيادتي لك لا ينبغي ان تدفعك لتعد نفسك افضل منهم " ولا تنس الخوف من الله وكن تقياً وَرِعاً وتواضع لله وعندئذ يمنّ عليك الله بالرفعة والعلوّ) ( معجم رجال الحديث ج2 ص237، رجال الكشي ص 588).
فالإمام (عليه السلام) بهذا التصرف وهذا الكلام قد حذره بان أي عامل لا يمكن ان يحل محل صياغة الذات وتربية النفس والعمل الصالح، ولا ينبغي للانسان ان يستولي عليه الغرور بسبب أي امتياز يكسبه، وحتى القرب من الإمام وعنايته وحبه لا ينبغي ان يصبح وسيلة للتفآخر والمباهاة والاحساس بالعلو والارتفاع على الآخرين.

 موقف الإمام في مقابل جهاز الخلافة : 

 عاصر الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) خلال فترة إمامته خلافة هارون الرشيد وولديه "الأمين" و "المأمون" كانت عشر سنوات منها مقارنة للسنين الأخيرة من سلطة هارون، وخمس سنوات مع حكومة الأمين وخمس سنوات مع حكومة المأمون.

الإمام في زمان هارون : 

  تجاهر الإمام الرضا (عليه السلام) بإمامته بعد استشهاد والده الإمام الكاظم واظهر دعوته وأعلن من دون خشية انه قائد للأمة.
وقد كان جو المجتمع السياسي في زمان هارون يتميز بالاضطهاد والضغط بحيث خاف على مصير الإمام اقرب أصحابه من هذه الصراحة والجرأة.
يقول ( صفوان بن يحيى ) :
لقد تحدث الإمام الرضا (عليه السلام) بعد استشهاد والده بحديث خفنا منه على روحه فقلنا له: انك اظهرت أمراً كبيراً ونحن خائفون عليك من هذا الطاغوت ( هارون ) ، قال (عليه السلام): ( مهما أراد فليحاول، فانه لا سبيل له عليّ) ( الكافي ج1 ص 487).
يقول ( محمد بن سنان ) : قلت للإمام الرضا (عليه السلام) في عصر هارون :
إنَّك شهرت نفسك بهذا الأمر "أي الإمامة" وجلست في مكان ابيك، بينما سيف هارون يقطر دماً!
فقال: (إن الذي جرّاني على هذا الفعل هو قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) :
( لو استطاع ابوجهل ان ينقص شعرة من رأسي فاشهدوا بأنني لست نبياً ) وانا اقول: ( لو استطاع هارون ان ينقص شعرة من رأسي فاشهدوا بأنني لست إماماً) ( الكافي ج8 ص 257).
وقد تحقق ما تنبأ به الإمام فهارون لم تسنح له الفرصة لتهديد حياة الإمام بالخطر، وبسبب حدوث اضطرأبا ت في شرق ايران فقد اضطر هارون ليقود جيوشه نحو خراسان وقد ألم به المرض في اثناء الطريق ومات في طوس عام 193 هجرية، وبذلك فقد تخلص الإسلام والمسلمون من هذا الرجل المنحط وأمنوا من فتكه.

0 التعليقات:

إظهار التعليقات
:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

من من حكم الأمام أمير المؤمنين..~~
 
من طيب قول الحبيب ..~

You can also receive Free Email Updates:

شاركنا خبرتك ...رايك يهمنا قم بالضغط على share بجانب كل موضوع لأثراء المدونة